وظيفة جاهزة ومكافأة.. "عمل السعوديات بالسياحة والفندقة" يبلوره الخبراء

"آل دغيم": معظم أعمال القطاع بالعالم تشغله سيدات.. و"الخليوي": داعمون
وظيفة جاهزة ومكافأة.. "عمل السعوديات بالسياحة والفندقة" يبلوره الخبراء

دخلت الفتاة السعودية، مؤخراً، معترك كثير من المجالات التي دعمتها "رؤية 2030"، وأثبتت فيها قدرتها في خوض غمار كثير من التخصصات العملية، وأخيراً قطاع السياحة والفندقة.

وعلى نفس النهج، سارت خطة المعهد العالي النسائي للسياحة والضيافة التابع للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني والذي يعتبر الأول من نوعه المتخصص في دراسة وتدريب الفتاة السعودية وتخريجها في تخصص السياحة والضيافة الفندقية بجميع تخصصاتها، وهي من التخصصات المستحدثة للتوظيف في هذا المجال.

ويستقبل المعهد الفتاة السعودية كطالبة متدربة لمرحلة الدبلوم للدراسة سنتين تحصل خلالها المتدربة على مكافأة مالية لا تقل عن 3 آلاف ريال، والتنسيق لعقد عمل بعد التخرج مع شركاء المعهد وتحت إشراف صندوق تنمية الموارد البشرية "هدف" مع تأمين طبي وشهادة معتمدة من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، كما أن نظام التدريب في المعهد هو تدريب مبتدئ بالتوظيف أي أن المتدربة يتم توقيع عقدها الوظيفي قبل التحاقها في البرنامج التدريبي وتعتبر موظف تحت التدريب ويتم تعيينها في نفس مجال التدريب.

المعهد مجهز بفصول للدراسة النظرية في جميع التخصصات السياحة والضيافة الفندقية مثل الاستقبال تنظيف الغرف وصالة الطعام وطريقة تقديمه والمطبخ وتجهيز الأطباق العالمية مع توفير فصول التطبيق العملي التي تحاكي الأنظمة الفندقية وفق المعايير العالمية ابتداءً من كاونتر الاستقبال الفندقي والغرف والأجهزة الفندقية وصالة المطعم وطريقة التقديم والمطبخ، كما يقدّم المعهد دراسة أو دورات لمدة أربعة شهور وستة شهور في التخصصات المطلوبة يحصل خلالها المتدرب على مكافأة لا تقل عن 3000 ريال والتنسيق لعقد عمل بمرتب لا يقل عن 5000 ريال.

وتعريفاً بدور المعهد الأكاديمي، تقول أمل العطوي مديرة المعهد العالي النسائي للسياحة والضيافة: إن المعهد تأسس في نهاية عام 2018 وعدد الخريجين منذ إنشائه 1867 متدربة، وإن أعداد المتقدمات للقبول للدراسة من الفتيات للسياحة والضيافة الفندقية في ازدياد وإقبال سنويًا ومدة الدراسة حسب التخصصات تبدأ من أربعة شهور وستة شهور ودبلوم سنتين والمميزات التي تحصل عليها الطالبة خلال فترة التدريب مكافأة شهرية وتأمين طبي وشهادة معتمدة من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني ومعتمدة من HTMI سويسرا.

وتتابع "العطوي": "نظام التدريب في المعهد هو تدريب مبتدئ بالتوظيف أي أن المتدربة يتم توقيع عقدها الوظيفي قبل التحاقها في البرنامج التدريبي وتعتبر موظفًا تحت التدريب ويتم تعيينها في نفس مجال التدريب".

وحول الصعوبات الدراسية وتقبل المجتمع في هذا المجال أكدت أنه يوجد بعض الصعوبات؛ مثل الانسحاب وعدم تقبل المجتمع للوظائف السياحية لكن بنسب قليلة جدًا، وعن أكثر التخصصات التي عليها إقبال في المعهد للفتاة ينقسم التدريب داخل المعهد العالي للسياحة والضيافة إلى قسمين الدبلومات وعددها خمس تخصصات وهي "‏دبلوم إدارة المطاعم، ودبلوم إدارة الفنادق، ودبلوم السياحة والسفر، دبلوم التسويق والمبيعات، ودبلوم إدارة المعارض والفعاليات والمؤتمرات"، والقسم الآخر هو البرامج القصيرة والتي تتراوح مدتها ما بين الأربع شهور إلى ستة أشهر، والأكثر إقبالًا هي برامج إنتاج الطعام وتحضيره.

من جهته، أوضح الكاتب الإعلامي الدكتور شاهر النهاري، أن رؤية 2030 قد فتحت مجالات جديدة لم تكن مطروقة في السابق، وخصوصًا العمل النسائي في السياحة، والمجتمع السعودي يختلف من طبقة لأخرى، ولكن المحصلة المستقبلية تقول إن الجميع يبحثون لأبنائهم وبناتهم عن الرزق، ومن خلال وظائف معتبرة تحفظ لهم كرامتهم وتسمح لهم بالعيش الكريم، والتطور المستقبلي.

وأضاف "النهاري": "كل ذلك يستلزم جهودًا عظيمة من قبل الجهات الحكومية المعنية؛ للتأكيد على ذلك وطمأنة الأهالي على بناتهن، ومتابعة ذلك من ناحية الجهات التجارية التي تطلب الموظفات، وعن مدى استعدادهم لخلق الأجواء المحترمة الكريمة لمن يعملن معهم، وحتى لا تكون العملية مجرد فرصة عمل مؤقت يستبدل بأي فرصة للخروج من العمل السياحي.

وأردف: "الأمر لن يكون سهلًا من أول مرة، ولكن حسن المتابعة والتطوير والتسهيل كفيلة بتثبيت قدم الفتاة في وظيفة تتأقلم معها وتفخر بها".

وتابع: المجتمع أيضًا يتغير حولنا، وكما حدث بخروج المرأة للشارع وقيادة سيارتها وتمكينها من المساواة في وقت قياسي أعتقد أنه أعطى الفتاة السعودية الثقة في نفسها والقدرة على الاستفادة من قوانين الدولة المراعية لحقوقها، والأمر هنا جماعي يقوم به ليس فقط الحكومة، ولكن كل مواطن وحتى المقيمين يجب أن يستوعبوا هذه التغيرات، وأن يصبحوا جزءًا من التحول الذي بني على احترام الخصوصية النسوية وتمكينهم بذواتهم وكرامتهن قبل التمكين المادي، والذي نتمنى أن يتزايد مع الوقت حتى يسهل للمرأة أجواء العمل المريحة والثقة واحترام الذات في تلك الوظائف التي ستفتح بيوتًا وتزيد من قيمة المرأة في مجتمعها، وتشعر المجتمعات بجدوى ذلك مثل الوظائف الصحية التي أبدعت فيها الفتاة السعودية.

وأكد رئيس مجلس إدارة جمعية الإعلام السياحي خالد آل دغيم أنه مع دعم وتشجيع عمل النساء في قطاع السياحة، لكن لا يزال هناك ضعف في حصولهن على التدريب والتأهيل اللازمين لتقدمهن في العمل، وتوظيفهن في مواقع غير نمطية، ولا تكرّس الأدوار التقليدية للمرأة، وضمان حصولهن على الترقية، ومع أن الموظفات في أعمال الفندقة والسياحة بشكل عام كسبن احترام الجميع وتجاوزن النظرة الاجتماعية وثقافة العيب، ولكن لا يزال هناك جانب مهم وهو غياب مراكز التأهيل المتخصصة والعالمية المؤهلة للفتيات في هذا المجال.

وبيّن "آل دغيم" أنّه لو نظرنا إلى القطاع الفندقي في العالم نجد أنّ معظم الوظائف تشغلها سيدات، ولكن نلاحظ أنّ مشاركة المرأة لدينا ما زالت خجولة وعبارة عن محاولات فردية يغيب عنها العمل المؤسسي والفكر الجماعي، لافتاً إلى أن أكثر من (15%) من الوظائف في القطاع الفندقي تستطيع المرأة أن تعمل فيها، وأن تؤدي فيها أداءً جيداً، مشيراً إلى أن عملها في القطاع السياحي بشكل عام ما زال ضعيفاً، علماً بأنه يمكن زيادة مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل المرتبط بالقطاع السياحي من 22 في المائة إلى 30 في المائة.

وأضاف "آل دغيم": "ما زالت المرأة مغيّبة في القطاع السياحي الذي يتناسب مع طبيعتها ونشأتها، بمعنى أنّ هناك الكثير من الوظائف في القطاع السياحي تتناسب مع شخصية المرأة، وهناك تجارب ناجحة جداً، وكان لها أثر في القطاع السياحي للنساء مثل مجال العلاقات العامة والتسويق والضيافة، حيث نجحت فيه المرأة بشكل جيد"، لافتاً إلى أنه رغم حداثة عمل المرأة في القطاع السياحي إلاّ أنّها استطاعت أن تقدم أداءٍ جيداً إلى حد كبير فاق أداء نظيرها من الرجال في بعض المواقع، خاصةً في تنسيق وتنظيم المناسبات، والاستقبال، وخدمات الغرف، والعلاقات العامة والتسويق والضيافة.

رجل الأعمال "ناصر الخليوي" والمستثمر في قطاع السياحة والضيافة الفندقية تحدث لـ"سبق" عن تجربته وثقته في الفتاة السعودية لتعمل بل وتدير مناصب قيادية في قطاع له تواصل مباشر مع العملاء ويلامس حياتهم.

وأكد "الخليوي" أن الأيام الماضية أثبتت مدى الأداء المميز الذي قدمته الفتاة السعودية في مجال السياحة والضيافة الفندقية في جميع أقسامها الأمر الذي أثبت نجاح كبير وتقدم ملحوظ من خلال تصدرها بالأرقام في هذا المجال بحضورها والتزامها وانضباطها مما شجع قادة القطاع الفندقي على حرصهم واهتمامهم باستقطاب الفتاة السعودية ودخولها هذا المسار من أوسع الأبواب، وهذا النجاح لم يأتِ من فراغ، بل جاء نتيجة ثقتها بنفسها واستعدادها لتجاوز التحديات وتذليل الصعاب والمعوقات التي قد تواجهها في مجال السياحة والفنادق.

وتابع: "نحن في الشركة نحظى بشرف وجود الكثير من الموظفات لدينا في جميع الإدارات والأقسام الإدارية، والبعض منهن تولت قيادات كبيرة في الشركة، وقد أثبتن تفوقهن الكبير في شتى المجالات في العمل السياحي، وتم الاعتماد عليهن في العمل، وبلا شك نشعر بالسعادة الكبيرة عندما نجد الفتاة السعودية تملك الكفاءة العالية لتكون أحد قياداتنا وأحد أهم الكوادر في فنادقنا".

وأوضح: "كنا وما زلنا، وسنظل نشجع وندعم الفتاة السعودية في هذا المجال في كل لحظة لتكون حاضرة وبقوة في العمل بمجال السياحة والضيافة الفندقية، وثقتنا كبيرة كرجال أعمال بالفتاة السعودية وحضورها في المجال، وتمكينها من الدخول فيه وتحقيق واحدة من الركائز الرئيسية والمهمة لتحقيق رؤية 2030 لتمكين المرأة السعودية من خلال تفعيل دورها القيادي والأساسي في سوق العمل".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org