وهو قائم يؤدي صلاة الظهر اليوم السبت في مسجد الربوة بمدينة جدة انتقل إلى رحمة الله تعالى العم حسن محول، أشهر البنائين في مدينة جدة، عن عمر يناهز التسعين عاماً، أمضى منها 60 عاماً في ترميم وبناء الكثير من أسوار وبيوت جدة التاريخية القديمة.
واعتبر الأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، رحيل العم محول خسارة كبيرة لمدينة جدة؛ لما يمتلكه من قدرة كبيرة ودراية عميقة بالحالة الإنشائية والعمرانية لجدة التاريخية؛ إذ أسهم في تطوير الكثير من المباني، وساهم في الكشف عن حالة المباني التي كانت تتعرض لبعض الانهيارات. وعبَّر عن صادق عزائه ومواساته لأهلة وذويه سائلاً الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته.
وعبّر المهندس سامي نوار، رئيس بلدية جدة التاريخية، عن عميق حزنه لوفاة أشهر البنائين في مدينة جدة التاريخية، مؤكداً أن "محول معلمي؛ إذ يعد مدرسة في ترميم بيوت جدة التاريخية، وله العديد من البصمات، منها عين فرج، وباب شريف، وباب النافعة أو الفرضة، والكشف عن معالم الأسوار، ودليل ترميم المباني لبيوت جدة التاريخية، والعديد من الأعمال خلال سنين طويلة في الأمانة".
وعمل العم حسن محول منذ أن بلغ الخامسة عشرة من عمره في بناء بيوت جدة القديمة، ومنح لها كل ما يمتلك من تجربة وفكر وجهد حتى برز اسمه، وأصبح علماً ومعلماً ومرجعاً استرشادياً لكل القادمين إلى جدة التاريخية. وفي عدد من اللقاءات الصحفية أكد الراحل أنه عمل في البداية صبياً؛ كي يعرف أسرار المهنة وثقافتها وما تحتويه من أدوات وأعمال، حتى أصبح يحفظها عن ظهر قلب.
وأضاف الراحل "تعلمت دق الحجر، وكنا نستخرج الحجر من بحيرة الأربعين، ويتم تعديله بأدوات يدوية؛ ليوضع في أماكن تناسب حجمه. الماء كان شحيحاً، ونجلبه من الآبار المجاورة في حارة الشام وغيرها، ثم نبدأ في الصنعة التي يكون شيخها جامعاً لأمر المعلمين والعاملين".
وبيّن أن الأجور كانت زهيدة، وتكلفة البنيان يسيرة؛ إذ كان المعلم يتقاضى ريالاً ونصف الريال، و(القراري) الذي يعمل في الحجر ريالاً واحداً، فيما أجرة العامل الذي يصعد بالحجر إلى الأعلى (ريال إلا ربع)!