
بعد قمم الرياض العظمى، والتي نجحت المملكة العربية السعودية في جمع نصف قادة العالم تحت سقف واحد، والذين اتفقوا بدورهم على نبذ إيران وتصنيفها بالدولة الأولى الداعمة للإرهاب في العالم، ساد محور الممانعة موجة من القلق والخوف من المستقبل القريب، فأطلقت إيران ومحور الممانعة وجماعة الإخوان موجة من الشتائم والتصريحات الهيستيرية تجاه السعودية ودول الخليج، فتارة يتهمونها بالعمالة، وتارة بالتآمر، لكن القافلة تسير والكلاب تموت.
حفلة مضحكة
وعلى الرغم من كل هذه الحفلة الشعواء من الشتائم وتعدّد منابرها، كان مضحكاً التصريحات الإيرانية التي أظهرت حرص مسؤولي إيران على الأموال السعودية، بدايةً من الأمين العام لمصلحة تشخيص النظام محسن رضائي، ومروراً بوزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، وانتهاءً بالرئيس حسن روحاني، والذين عبّروا عن حزنهم على أموال السعودية وتبذيرها في الصفقات العسكرية، متناسين شعبهم الإيراني الذي يموت جوعاً، وصدى صرخات الأحياء النائمين في المقابر وداخل الكراتين، بينما يبذر هذا النظام المنبوذ دولياً وإقليمياً أموال شعبه في معارك في العمق العربي، ويساهم في خلق مليشيات طائفية ارتكبت جرائم ومذابح في كل من سوريا وفي العراق وفي اليمن ولبنان، بتمويل مفتوح من هذا النظام.
فلا نجح ولا رفع
كل الأنظمة العالمية بما فيها الدكتاتورية لم تكن أبداً بغباء نظام الملالي الإيراني، فطوال 39 عاماً خضع هذا النظام لعقوبات مشددة، فتارة بدعم الإرهاب، وتارة بسبب البرنامج النووي كبّدته أكثر من 600 مليار دولار من الخسائر المباشرة بخلاف تدمير البنى التحتية وتآكل الاقتصاد والنظام الاجتماعي هناك، حتى وصل بهم الحال لبيع أطفالهم في المستشفيات، وبيع الكلى، ووأد المواليد أحياء؛ لعدم القدرة على إعالتهم، ثم بعد هذه الخسائر المريرة التي تكبدها الشعب الإيراني المسكين أعلن النظام أخيراً تجميد برنامجه النووي من أجل رفع العقوبات، فهو لم ينجح في برنامجه النووي ولم ينجح في رفع العقوبات؛ بل زادت عزلة هذا النظام حتى بعد رفع العقوبات؛ نظراً للحالة المستعصية للاقتصاد، ولانتشار الفقر والبطالة وبؤر الفساد، ولانعدام ثقة المجتمع الدولي في هذا النظام.
الصلاة على "بوش"!
وقد نسي أتباع محور الممانعة القادمين على ظهور الدبابات الأمريكية لاحتلال العراق عندما قام حليفهم العراقي المنصّب من قبل إيران إبراهيم الجعفري بتقديم سيف الإمام علي المُذهب للسيد الأمريكي وزير الدفاع دونالد رامسلفيد، وترضّى مشايخهم على الإمام "بوش"!
شيطان إيران
أما فضيحة "إيران غيت" الإيرانية الإسرائيلية، فهي أم الفضائح والتي بررتها إيران بقولها إنها مستعدة للتعامل مع الشيطان؛ لشراء السلاح للوقوف بوجه العراق، وماذا عن سنوات اللقاءات السرية الحميمية في سلطنة عمان مع جون كيري التي أًبرمت بموجبها الاتفاقية النووية أعقبتها احتفالات عارمة في إيران؛ فقط من أجل التوقيع مع أمريكا.
غيرة بلا مبرر!
فلا مبررات للنظام الإيراني عندما فتح قواعده العسكرية للطائرات الروسية لتدمير سوريا، وإلقاء القنابل على المشردين والجوعى في حلب وحمص، فقط بالأمس كان هذا المحور يتحدث عن إفلاس سعودي قريب ونفاد خزينة أموال المملكة، فلماذا الغيرة المفاجئة عليها اليوم وعلى مالها؟!
المفاجأة والمهدي!
لقد فاجأتهم السعودية بعاصفة الحزم في اليمن، وخنقها لـ"حزب الله" مالياً وسياسياً وقريباً عسكرياً، وصعقتهم وهم يشاهدون مصانع البلاك هوك تتجه إلى السعودية، وأرعبهم توطين صناعة النفط والسلاح وأخبار شركات التصنيع العسكرية والتقنيات المتقدمة والرؤية الاقتصادية التي ستضعها في مصافّ الدول الاقتصادية العشر خلال العشر سنوات المقبلة، لقد ارتقت السعودية، وتركت لهم الحسرة ولطم الخدود، بانتظار خروج المهدي المنتظر؛ ليخلصهم من القبضة السعودية!