يا معالي المواطن

يا معالي المواطن

في البداية أقدم إعجابي الشديد بفكرة برنامج "معالي المواطن" للرائع علي العلياني، آملاً أن لا يكون عنوان المقال "سرقة" بقدر ما يكون "استعارة مفردة".

نعم يا معالي المواطن، الذي عانيت شبحَ البطالة، وأتعب قدميك التردد على "شركات التوظيف"، ولكن دون فائدة.. يا معالي المواطن، وجهك شاحب، نظرة الحزن في عينيك مؤلمة.. يا معالي المواطن، الكلمة التي تريد نطقها أصبحت الأكثر رواجًا في "قوقل"، وأيضًا في خانة بحث (تويتر): "محتاج وظيفة".

يا معالي المواطن، "أنت نادر".. قيمتك في ندرتك؛ فإنما غلا الذهب "بندرته".. يا معالي المواطن، يومًا ما ستكون لك بصمة منقوشة على ظهر حضارة هذا البلد.. يا معالي المواطن، أنت "الحقيقي" بينما هم "مزيفون"؛ عند أول "أزمة" لن تجدهم حاضرين.. يا معالي المواطن، "أنت ستكون" درع الحماية للأمن، وأنت ستكون جسر "التطور والحضارة" للبلد.

يا معالي المواطن، "أدرك سؤالك" أن نسبة البطالة ربما تفوق ١٢٪‏؛ فأين دور الوزارات والشركات والمؤسسات وغيرها؟!! أين دور من يأخذون ولا يعطون؟!!

أجيبك أنا فأقول: إنهم وضعوا بينك وبينهم "الطوفان".. هم يرون أنك مستنزف لميزانيتهم، لن تقدم لهم مقابل ما ستأخذ.. هم رسخت فيهم تلك النظرة، و"لساعة العرج" تأييد لنظرتهم.

في بلد تصدر خيراته إلى جميع أنحاء "المعمورة"، وأبطاله ما زالوا يعانون "شبح البطالة"، لا يضر إن كان من يشغل الوظيفة ليس له "مواطن بديل"، ولكن الألم حينما تشاهد "أجنبيًّا" يعمل في تصفيف الورق و"مواطنًا" عاطلاً يحمل شهادة تؤهله لأن يكون أعلى من هذا المنصب.

ومضة:-

"الأجنبي" ما يأخذه لن يطور به "بلدكم" بل سيرسله "لبلده"؛ ليستفيدوا في قيام حضارتهم مقابل تعطيل حضارتكم. "المواطن" ما سيأخذه سيعود نفعه لبلده.. كفاكم زيادة في أعداد القوى "المعطلة".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org