يمرّ القارئ المتدبر لكلام الرحمن بكلمات يختلف ظاهرها الدارج لغويًّا بين الناس عن معناها المقصود بها، وهو من سحر البيان وعجائب التبيان.
وخلال شهر رمضان؛ تسلط "سبق" الضوء على هذه الكلمات التي قد تُفهم خطأً، وسيتم عرض بعض الآيات لتوضيح معناها؛ وكشف شيء من الإعجاز القرآني.
ففي الآية 57 من سورة الزخرف يقول الرب جلّ وعلا: {وَلَمَّا ضُرِبَ ٱبۡنُ مَرۡیَمَ مَثَلًا إذا قَوۡمُكَ مِنۡهُ یَصِدُّونَ}، يظن بعض الناس أن معنى يصِدون أي يعرضون والصواب أن معنى يصدون بكسر الصاد أي يضحكون ويضجون
وذلك أنه لما أنزل ﷲ تعالى قوله: {إنكم وما تعبدون من دون ﷲ حصب جهنم أنتم لها واردون}، قال بعض المشركين: إذن سيكون عيسى -عليه السلام- في النار مع الأصنام؛ لأن النصارى تعبده، ولجوا في الصياح والضحك بعد هذا الجدل، فأنزل ﷲ تعالى رداً عليهم قوله: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون}، والله أعلم.
يشار إلى أن مصدر معاني الكلمات هو كتاب "أكثر من 300 كلمة قرآنية قد تُفهم خطأ"، الذي أعده الشيخ عبدالمجيد بن إبراهيم السنيد، وقدمه القاضي الشيخ سليمان بن عبدالله الماجد عضو مجلس الشورى.