"ناتشو" مدافع القادسية الجديد.. المتوج بالبطولات مع الريال وقاهر "السكري"

يعيش حياة طبيعية في مدينة الطفولة وما يزال في صفوف الدراسة
ناتشو فرنانديز
ناتشو فرنانديز

بعد رحلة طويلة وناجحة مع ريال مدريد الإسباني، حطّ اللاعب "ناتشو فرنانديز" الرِحال أخيرًا في نادي القادسية، ليكون أحدث صفقات الفريق الكروي.

وانضم قائد الفريق الملكي وبطل أوروبا، صاحب الـ34 عامًا، إلى صفوف النادي السعودي في صفقة انتقال حر، حتى عام 2026.

مغامرة جديدة

وأعلن القادسية تعاقده مع اللاعب الإسباني في مقطع "فيديو" على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي، معلقًا عليه "انتهى الانتظار.. قائد الأبطال في القادسية"، في حين كشف اللاعب أنه انتقل للدوري السعودي لأنه يحتاج إلى مغامرة جديدة وخبرة جديدة في دوري مختلف.

وأضاف اللاعب الذي حصد في موسمه الأخير كقائد مع ريال مدريد، ثلاث بطولات، وهي: الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، وأخيرًا كأس السوبر الإسباني: "حاول الريال إقناعي بالبقاء كما كان الحال في الموسم قبل الماضي، وانتظروني حتى وقعت مع القادسية".

أسرة كروية

وُلد ناتشو فرنانديز، أو خوسيه إجناسيو فرنانديز إغليسياس، في 18 يناير 1990، في مدينة ألكالا دي إيناريس، التي تقع على بعد 20 ميلاً شرق مدريد، في أسرة تعشق كرة القدم، إذ لعب والده خوسيه ماريا فرنانديز، ووالدته، مايتي إغليسياس دورًا أساسيًا في رعاية شغفه بكرة القدم، كما أن شقيقه الأصغر، أليكس فرنانديز سعى أيضًا إلى مهنة كلاعب كرة قدم محترف.

بدأت رحلة ناتشو الكروية بظهوره لأول مرة مع الفريق الأول لريال مدريد والدوري الإسباني في 23 أبريل 2011، في مباراة ضد نادي فالنسيا، ومنذ ذلك الحين، أثبت جدارته محليًا ودوليًا، حيث حقق 4 بطولات دوري واثنتين في الكأس المحلية و6 في دوري أبطال أوروبا و3 في كأس السوبر الأوروبي و5 في كأس العالم للأندية.

البراعة الدفاعية والجرأة

يرى مراقبو كرة القدم، أن "ناتشو" هو مدافع اكتسب شهرة كبيرة بفضل وعيه الممتاز بالتمركز وأسلوبه المحافظ وقوته في المواجهات الجسدية، على الرغم من أنه ليس بطيئًا في مرحلة بناء الهجمة أيضًا.

كما يُعرف بأنه مدافع جريء يعرف متى يتدخل للفوز في المواجهة، فضلًا عن أنه مثابر في كيفية مراقبة المهاجم المنافس والانقضاض عليه لإجباره على فقدان الكرة.

وعلى الرغم من طوله الذي لا يتجاوز 5 أقدام و11 بوصة، إلا أنه محارب موثوق به في الهواء ويميل إلى الاستحواذ على الكرة، حيث يفوز بنسبة 57% من المواجهات الهوائية في المباراة الواحدة.

صدمة المرض والانتصار في المعركة

على الرغم من جميع التنبؤات التي صاحبت "ناتشو" منذ التحاقه بأكاديمية ريال مدريد في عمر التاسعة، إلا أن مسيرة اللاعب الإسباني تعرّضت لضربة قوية في بدايتها، لكنه نجح في عبورها بسلام ليصل إلى مكانة دولية مميزة في عالم الساحرة المستديرة.

وفي وقت سابق، كشف "ناتشو" أنه شعر بصدمة حياته، حينما قيل له إن "أيامه الكروية انتهت" بعد تشخيص إصابته بمرض السكري من النوع الأول عندما كان طفلاً.

وقال في حديثه إلى موقع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم: "كنت في الثانية عشرة من عمري فقط عندما اكتشفت أنني مصاب بالسكري. كنت في قائمة ريال مدريد لمدة عامين ومن الواضح أنها كانت فترة عصيبة"، مضيفًا: "كان من المفترض أن أذهب إلى بطولة مع ريال مدريد، لكن كان علي أن أفوتها، ورأتني طبيبة غير مختصة في الغدد الصماء وأخبرتني أن أيامي الكروية قد انتهت".

وتابع قائلًا: إن الأمل عاد إليه بعد عرضه على طبيب متخصص في مرض السكري، أكّد له أنه يمكن أن يتعايش مع المرض، وأنه على العكس تمامًا فإن عليه الاستمرار في اللعب لأن التمارين البدنية مهمة جدًا.

ولفت اللاعب إلى أن إصابته بالسكري تعني أنه يتعين عليه الاعتناء بنفسه "ثلاث مرات أكثر من الشخص العادي"، لكنه لا يعتقد أن هذا أمر سيء؛ حيث يعتني بالنظام الغذائي ويحمل دائمًا معدات مرض السكري الخاصة به.

وقال "ناتشو": "يجعلك مرض السكري شخصًا أكثر مسؤولية وتعتني بنفسك أكثر بكثير. أعلم أنه سيبقى معي لبقية حياتي - حسنًا، ما لم يجدوا علاجًا. إنه مثل وجود زميل في الفريق بجانبي، كما أن ليس لدي أي قيود، فقط هناك أنواع من الطعام أحتاج إلى أن أكون أكثر حرصًا عليها، لكن أنا محظوظ لأنها تحت السيطرة وأتعامل بشكل جيد للغاية مع طبيبي".

خارج ملاعب كرة القدم

وبعيدًا عن كرة القدم، كشف "ناتشو" في حوار مع صحيفة ماركا الإسبانية، عن طقوسه وحياته الشخصية.

وقال اللاعب: "حتى لو لم ألعب، فأنا عادة شخص هادئ للغاية. أحب التحدث عن الأمور كثيرًا مع عائلتي"، وأضاف :"عندما تصل إلى سن لا تلعب فيه بانتظام، فإن آلاف الأشياء تمر في رأسك ويصبح الأمر صعبًا، لكنني دائمًا هادئ وأعمل بجد".

وكشف في لقاء آخر مع صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أنه يعتاد على زيارة مدينته ألكالا دي إيناريس، فقال: "لقد كنت هناك طوال حياتي وأنا سعيد هناك. عائلتي وأصدقائي هناك، أحاول دائمًا أن أعيش حياة طبيعية".

وتابع: "ما زلت أخرج مع أصدقائي لتناول مشروب في وسط المدينة، وما زلت أخرج مع زوجتي وأطفالي، ولكنني أدرك ما يترتب على ذلك من عواقب، ففي السابق لم تكن كل الهواتف مزودة بكاميرات. ولم تكن هناك وسائل للتواصل الاجتماعي، ولكنني سعيد ومستقر هناك".

كما واصل: "لقد أصبح الأمر أكثر صعوبة الآن، الآن يمكنك أن تمشي في الشارع ويقترب منك أي شخص ويطلب منك التقاط صورة، فكرة القدم هي ما هي عليه بفضل الناس، لذا يتعين علينا قبول ذلك أيضًا".

على مقاعد الدراسة

وكشفت "ديلي ميل" أن "ناتشو" يدرس منذ سنوات بدوام جزئي ليصبح مدرسًا للرياضة. وهو ما قد يكون له سند في حالة فشل مسيرته المهنية.

وقال: "ما زلت في مرحلة الانتهاء من المشروع، فلم يتبق لي الكثير لأقوم به، ولكنني أمارس هذا العمل منذ عدة سنوات الآن".

وتابع "ناتشو": "منذ أن كنت طفلاً، كان والداي يزرعان فيّ فكرة أهمية الدراسة. وكنت دائمًا قادرًا على الجمع بين الدراسة وحياتي المهنية بشكل جيد".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org