يوجد شيء واحد مشترك بين الكثير من نجوم المستطيل الأخضر حول العالم، وهو تعرّضهم إلى الرفض والإحباط في بداية حياتهم، قبل أن يتحوّل هذا الإحباط إلى طاقة كبيرة نتج عنها مهارات كروية تخطف الأبصار.
ومن بين أشهر نجوم كرة القدم حول العالم، هناك العديد من الأسماء كان من الممكن ألا تكون موجودة على الساحة بسبب تقدير ضعيف من الأندية الكبرى لمواهبهم، حيث تم رفض إبرام صفقات مع العديد من اللاعبين بسبب بنيتهم الجسدية، لتكون المفاجأة خلال سنوات قليلة حينما تحول هؤلاء المرفوضون إلى أشهر نجوم الساحرة المستديرة.
وتضم قائمة النجوم الذين تعرضوا إلى الرفض بسبب بنيتهم الجسدية العديد من اللاعبين في السطور التالية.
على الرغم من الشهرة الواسعة التي حققها اللاعب ليونيل ميسي، والمهارات الكروية المميزة التي أظهرها في الملاعب، إلا أن هذا المشوار كان تحت التهديد في مرحلة مبكرة، حيث تم تشخيص "البرغوث" في العاشرة من عمره بمرض نقص هرمون النمو، حينما اكتشف أحد الأطباء أن هذا المرض هو التفسير الحقيقي لصغر حجمه مقارنة بنفس الأطفال في عمره، وهو الأمر الذي هدد مشواره كلاعب كرة محترف، وبخاصة أن ناديه "نيولز أولد بويز" لم يستطع تحمل التكلفة، حتى تدخل برشلونة وغامر عليه ودفع قيمة العلاج، ليصبح اللاعب "معجزة" العالم في السنوات الأخيرة بفضل هذا القرار.
وفي هذا الوقت، كان الحل الوحيد لعلاج ميسي هو حقنة تحتوي على هرمون النمو، وكان من المقرر أن يأخذها الطفل مرة كل يوم، إلا أن تكلفتها كانت باهظة، ولن تستطيع الأسرة توفيرها، وبينما وصل ميسي لسن 13 عامًا، جاءته فرصة ذهبية للتدريب في أكاديمية "لاماسيا" التابعة لنادي برشلونة، على أن يتحمل النادي تكاليف العلاج.
في بداياته كلاعب ناشئ، رفض هايدوك سبليت، أحد أكبر الأندية الكرواتية، ضم اللاعب لوكا مودريتش إلى صفوفه بسبب بنيته الجسمانية الضعيفة، دون أن يعلم المسؤولون وقتها أن هذا اللاعب المرفوض سيمكنه تحقيق المستحيل، ليحمل بعد ذلك دوري الأبطال ثلاث مرات مع الملكي، ويُنصّب على عرش الكرة الأوروبية، بعد أن توجه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم كأفضل لاعب في أوروبا، إلى جانب تتويجه بجائزة أفضل لاعب في خط الوسط.
ومع بدايات مشواره الفني، عانى مودريتش بسبب ضعف البنية الجسدية، وبخاصة أنه عاش النزوح في طفولة قاسية إبان حرب الاستقلال الكرواتية والتي اشتدت رحاها عام 1991، وبعدها بعام واحد التحق بمدرسة ابتدائية وأكاديمية رياضية أظهر خلالها إمكاناته، قبل أن يوقع عام 2001 مع دينامو زغرب الكرواتي على الرغم من الاعتراضات التي واجهها بسبب بنيته الجسدية.
وفي وقت سابق، كشف جيلبرتو ماراسكا، رئيس فريق بيسكارا الإيطالي، أن ميلان رفض ضم لاعبه السابق ماركو فيراتي قبل أن ينتقل الأخير إلى باريس سان جيرمان ويصبح نجمًا عالميًا، وقد حدث ذلك تحديدًا حينما كان اللاعب في فريق الناشئين للنادي ويبلغ عشرة أعوام.
وقال ماراسكا لصحيفة "لو باريزيان" الفرنسية: "بالنسبة لي، فإن الفنيين في ميلان الذين كانوا موكلين بمتابعته لم يقدروا موهبته. قالوا وقتها إن بنيته الجسدية صغيرة، على الرغم من أنه تفوّق في اللعب على جميع الأطفال الذين واجههم".
أمّا أنطوان جريزمان، فقد عانى في بداية حياته كثيرًا حتى وصل به الأمر إلى التتويج بكأس العالم مع منتخب فرنسا، حيث عانى كثيرًا ليتخذ الخطوة الأولى في سوسييداد، ومنها إلى أتلتيكو مدريد وبرشلونة.
وفي عمر الـ13 عامًا، وصل جريزمان إلى ريال سوسييداد بعد أن رفضته عدة فرق فرنسية بسبب قصر قامته، عندما كان شابًا، فقال عنه مكتشفه إريك أولهاتس، كشاف اللاعبين بنادي ريال سوسييداد :"لقد وصل هنا في عمر الـ12، وذلك بعد أن تلقى صدمة قوية عقب رفض أولمبيك ليون ضمه بسبب بنيته الجسمانية الضعيفة. أنطوان وصل من أجل خوض بعض الاختبارات، وما إن قضى يومه الأول حتى قلت لزملائي: يجب أن نُبقي على هذا الطفل، ومن هناك بدأت القصة، لقد كان مميزًا عن البقية"
"إنه جيد، لكن ليس بما فيه الكفاية، كما أنه ليس سريعًا، ورأسه كبير جدًا بالمقارنة مع بنيته الجسدية”، كان هذا هو تقرير الكشافة التابعين لنادي مانشستر يونايتد في نهاية فترة السير أليكس فيرجسون في النادي، والذين تحدثوا فيه عن لاعب وسط اسمه إسكو كان ينشط وقتها في نادي ملقا بدأ يبرز اسمه في الساحة الكروية.
وقدّم مكتشفو اللاعبين تقريرهم النهائي لإدارة الشياطين الحمر بعد مراقبة إسكو عدة مرات، ليجمعوا في النهاية أنه غير جيد بما فيه الكفاية، إلا أنهم تلقوا مفاجأة مدوية بعد سنوات قليلة، حينما انتقل إسكو بعد ذلك إلى ريال مدريد الإسباني ليصبح أحد أفضل لاعبي خط الوسط المهاجمين في العالم اليوم.
وبالصورة نفسها، تعرّض بطل إنجلترا ونجم المنتخب الإنجليزي هاري كين، في بداية حياته لصدمة قوية، فحينما كان يلعب في صفوف أكاديمية أرسنال في طفولته، قررت إدارة النادي التخلي عنه بسبب جسمه.
وعن هذا قال ليام برادي مدير أكاديمية ارسنال السابق: "لسوء الحظ هاري كين كان سمينًا ولم يكن مهتمًا بالحصول على جسمٍ رياضي، فقررنا التخلي عنه وهذا كان قرارًا منطقيًا، لكن يبدو أننا كنا على خطأ”.
أمّا اللاعب العالمي رياض محرز فدخل عالم كرة القدم بوابة نادي سارسيل المتخصص في تكوين اللاعبين الشبان وبيعهم لأكاديميات الأندية الفرنسية الكبرى، وفي بدايته فشل في إثبات وجوده مع فرق الشبان للنادي الباريسي، وذلك بسبب عدم قدرته على مجاراة القوة البدنية لزملائه.
"قالوا إنني نحيف للغاية وسيدفعني الجميع ويوقعونني أرضًا بعيدًا عن الكرة".. بهذه العبارة لخص النجم الجزائري فترة طفولته في فرنسا. والتي واجه خلالها صعوبات عديدة، ليوضح أنه رفُض مرات عدة بسبب نحافة جسمه وبطيء حركته إلا أنه لم يستسلم وقرر العمل على مهاراته وتطويرها ليصبح اليوم أحد أبرز المهاجمين في العالم اليوم.
وفي عام 2015، فجّرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، مفاجأة مدوية، حينما نشرت تقريرًا زعمت فيه أن ريال مدريد رفض التعاقد مع رونالدينيو في 2003 حين كان لاعبًا في صفوف باريس سان جيرمان الفرنسي، وذلك بسبب "وجهه القبيح"، على حد ادعاء فلورنتينو بيريز، رئيس النادي، وفقًا للصحيفة.
وأشارت الصحيفة واسعة الانتشار، إلى أن بيريز كان يفضل إبرام صفقة ترويجية بضم أحد النجوم البارزين لزيادة شعبية النادي بما ينعكس إيجابيًا على خزائن الإيرادات، ولهذا السبب فضّل ضم النجم الإنجليزي الوسيم ديفيد بيكهام من مانشستر يونايتد في العام ذاته، الذي شهد رحيل رونالدينيو إلى الغريم برشلونة.