تتجه أنظار عشاق الكرة المستديرة حول العالم إلى هولندا التي ستكون مسرحًا لمباراتي نصف النهائي من مسابقة دوري الأمم الأوروبية.
يجمع الدور نصف النهائي للنسخة الثالثة من مسابقة دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم بين هولندا وكرواتيا من جهة وإسبانيا وإيطاليا من جهة ثانية، حيث تسعى المنتخبات الأربعة للسير على خطى البرتغال وفرنسا المتوجين بالنسختين الأولى والثانية تباعًا.
ويستقبل المنتخب الهولندي ضيفه الكرواتي على ملعب "دي كويب" في روتردام اليوم الأربعاء، في نصف النهائي الأول، في حين تلعب إسبانيا بمواجهة إيطاليا في "أنسخيدة" الخميس، قبل المباراة النهائية المقرر إقامتها الأحد القادم.
ويسعى منتخبا هولندا وإسبانيا لاستعادة هيبتهما الأوروبية، فيما ترنو كرواتيا لتتويج أول، في حين يريد رجال المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني تعويض خيبة غيابهم عن مونديال قطر 2022، واستعادة فرحة كتلك التي عاشها الطليان بعد فوزهم بكأس أمم أوروبا صيف 2021.
يُذكر أن دوري الأمم الأوروبية نُظّم للمرة الأولى عام 2018 بهدف إضفاء المزيد من التنافس على مباريات المنتخبات الأوروبية بدلاً من المباريات الودية التي غالبًا ما غاب عنها عنصر الإثارة، على أن تتأهل أربعة منتخبات إلى نصف النهائي من صدارة مجموعاتها ضمن التصنيف الأول.
وتوّجت هولندا التي بلغت ربع نهائي مونديال قطر، بلقبها الكبير الأخير عام 1988 بفوزها بكأس أمم أوروبا بقيادة جيل ذهبي، مع ماركو فان باستن ورود خوليت وفرانك ريكارد والمدرب الحالي للمنتخب البرتقالي رونالد كومان.
وكان المنتخب الهولندي قد تأهل إلى المربع الذهبي من دون هزيمة، بعدما احتل صدارة المجموعة الرابعة التي ضمت بلجيكا وبولندا وويلز، بتحقيقه 5 انتصارات مقابل تعادل وحصد 16 نقطة، ويدرك الفريق البرتقالي صعوبة مهمته بمواجهة المنتخب الكرواتي الذي احتل المركز الثالث في مونديال قطر 2022.
وعلى غرار هولندا التي تفتقد لجهود مدافعها ماتيس دي ليخت من جراء الإصابة، سيغيب عن تشكيلة المدرب زلاتكو داليتش في الجانب الكرواتي المدافع يوشكو غفارديول للسبب ذاته.
من جانب آخر يخوض المنتخب الإسباني موقعته أمام إيطاليا متسلحًا بفوزه على "اتزوري" في عقر داره على ملعب "سان سيرو" في نصف نهائي نسخة عام 2021 عندما حلّ وصيفًا أمام فرنسا (خسر 1-2).
وحول هذا اللقاء المرتقب قد تواجه المنتخبان في عدة مناسبات، بما فيها نصف نهائي أمم أوروبا 2020، حيث كانت الغلبة للإيطاليين بركلات الترجيح، في طريقهم لتطويق أعناقهم بالذهب على حساب إنجلترا بالسيناريو ذاته على ملعب ويمبلي الشهير، وهو ما رد عليه المنتخب الإسباني عندما تفوّق على نظيره الإيطالي 4 - صفر في نهائي كأس أمم أوروبا 2012، عندما توج بلقبه الكبير الأخير.
ويخوض الإسبان استحقاقهم القاري تحت ضغوطات كبيرة، بعد خسارتهم أمام أسكتلندا صفر- 2 في مارس خلال التصفيات المؤهلة لكأس أوروبا 2024.
وفي المقابل، استدعى المدرب الإيطالي مانشيني خمسة لاعبين من إنتر ميلان وصيف مانشستر سيتي الإنجليزي في دوري الأبطال إثر خسارته صفر - 1 في النهائي، علمًا بأن مدرب إسبانيا استدعى رودري صاحب هدف الفوز في المسابقة القارية الأم خلال أمسية إسطنبول.
وبعد غياب المنتخب الإيطالي عن مونديالي روسيا وقطر، ستكون مسابقة دوري الأمم فرصة أخرى له لاستعراض عضلاته، بعد أن خرجت منتصرة من مجموعة "الموت" الثالثة التي ضمت أيضًا منتخبات ألمانيا وإنجلترا والمجر.