"صاحب المعجزات في الملاعب".. هكذا يٌعرف الألماني "ماتياس يايسله" ، الذي تولّى مهمة تدريب فريق الأهلي هذا الموسم وحقق حتى الآن فوزين على الحزم والخليج بنتيجة واحدة قوامها 3 - 1 بقيادة مجموعة من أبرز لاعبي العالم.
واتفق الأهلي مع يايسله، مدرب ريد بول سالزبورغ النمساوي السابق، على تولي الفريق لمدة موسمين مع أفضلية التجديد لموسم ثالث.
وُلد يايسله في أبريل 1988، وهو يبلغ من العمر 35 عامًا، وقد سبق له قيادة فريق سالزبورغ النمساوي منذ 2021، وقبلها درّب فريق لايبزيج الألماني لدرجة الشباب خلال الفترة من 2014 حتى 2017، إضافة إلى إشرافه على تدريبات ليفيرنج، فريق الدرجة الثانية النمساوي بعد رحيل الدنماركي بو سفينسون إلى ماينز الألماني.
وعلى الرغم من تألقه كلاعب، إلا أن حياته المهنية في أرض الملعب انتهت في سن مبكرة بسبب إصابة اضطرته للابتعاد عن اللعب في عمرالـ26.
وعن تلك الفترة يتذكر "يايسله" فضل رائده السابق رالف رانجنيك، الذي تولى في وقت من الأوقات إدارة مانشستر يونايتد، وعنه قال "لقد أحضرني من شتوتجارت إلى هوفنهايم عندما كان عمري 18 عامًا. لقد جعلني لاعبًا عاديًا ومنحني الكثير من الثقة بالنفس".
وفي هذا الوقت، كان المدافع يايسله أصغر لاعب منتظم في الفريق الذي سار من الدرجة الثالثة إلى الدوري الألماني، وكان يطرق باب المنتخب الألماني في 2008-2009، لكنه تعرض لإصابة في إحدى مباريات هوفنهايم أدت إلى تمزق الرباط الصليبي الأمامي، وهي إصابة جعلته يخوض معركة مع الألم في عام 2014، لم يتمكن من التعافي منها واستعادة لياقته الكاملة، واضطر في النهاية إلى إعلان اعتزاله وهو في عمر الـ26.
أمّا في عالم التدريب، فقد استطاع ماتياس يايسله أن ينقش اسمه بحروف من ذهب، وبخاصة مع فريق إف سي ريد بول سالزبورغ، الذي قاده بشكل أثار إعجاب الجميع في بطولة دوري أبطال أوروبا، حتى أنه تفوق في سن مبكرة، على أهم المدربين مثل ماركو روز.
وعلى الرغم من اضطراره إلى إنهاء مسيرته كلاعب في عمر 26 عامًا، إلا أن يايسله استطاع أن يطوّر مكانته في التدريب، لدرجة دفعت مديره الرياضي كريستوف فرويند إلى التحدث عن رجل "لا يزال يتمتع بمهنة تدريبية رائعة".
ففي الموسم الأول تحت قيادته، استطاع سالزبورغ أن يظهر بأداء أفضل مما كان عليه في زمن ماركو روز، وأدي هوتر وروجر شميدتوجيسي مارش، حتى تم اختيار يايسله في العام الماضي أفضل مدرب للموسم في الدوري النمساوي لعام 2021/22، وعن التألق في بداية مسيرته مع سالزبورغ، قال يايسله " الظهور الأول. يمكنك القول بأن ذلك معجزة صغيرة".
وفي حديث صحفي سابق، تحدث يايسله عن مخططاته لمستقبله في عالم كرة القدم، حيث قال:" ليس لدي أي خطط وظيفية، لقد تم طرح هذه الخطط بالفعل في الخارج كلاعب، لذلك تخليت عن تخيل المكان الذي يمكن أن تكون عليه الرحلة. "أما المقارنة التي تعرّض لها مع جوليان ناجيلسمان، الذي خاض مهمة التدريب في سن مبكرة أيضًا، فقد قال عنها يايسله:" أنا لست جوليان ناجيلسمان، أنا ماتياس يايسله".
وأضاف:" لم يكن ذلك متعلقًا فقط بالتوجه الكروي وليس عن جوليان على الإطلاق، ولكن كان المقصود بشكل عام، لأنني لست من محبي المقارنات، هناك ما هو أكثر بكثير من كونك مدربًا من مجرد التكتيكات -الطريقة التي تتعامل بها مع اللاعبين والموظفين، والطريقة التي تتعامل بها معهم، والطريقة التي تظهر بها في الأماكن العامة وما إلى ذلك ... لا أحد يشبهك. "
وعن كلمة السر في تألقه في إدارة الفرق الرياضية، قال يايسله:" كل مدرب له مبادئه وأفكاره، بالطبع، من المهم أن ننظر إلى ما هو أبعد من أنفسنا ونرى التطورات الحالية في كرة القدم. لكن في النهاية، عليك أن تتبع طريقك الخاص ".