شهدت مدينة جدة يوم أمس لقاءً استثنائيًا جمع بين عددٍ من أبرز أساطير الكرة في العالم ومجموعة من المواهب الكروية السعودية خلال حصة تدريبية استثنائية استمرت لمدة ساعتين وأُقيمت في مركز التدريب الإقليمي التابع للاتحاد السعودي لكرة القدم في مدينة الملك عبدالله الرياضية.
وجسّدت زيارة أساطير كرة القدم مفاجأة مذهلة لأكثر من 100 لاعب ولاعبة في مركز التدريب الإقليمي، مع وجود كل من ريكاردو كاكا وجيلبرتو سيلفا الفائزين بلقب كأس العالم FIFA مع المنتخب البرازيلي؛ وجون تيري، الكابتن السابق لنادي تشيلسي الإنجليزي؛ وجوليو سيزار، حارس المرمى السابق لكل من نادي إنتر ميلان والمنتخب البرازيلي؛ وهيذر جاريوك، اللاعبة الدولية السابقة في صفوف المنتخب الأسترالي، وميشيل سالغادو، النجم السابق في نادي ريال مدريد؛ وخريستو ستويتشكوف، الفائز بجائزة الكرة الذهبية لعام 1994.
وخلال الحصة التدريبية، قدم أساطير FIFA نصائح وإرشادات غنية للمواهب الشابة من خلال سلسلة تمارين ركزت على تعزيز التوازن والمهارات الكروية قبل مساعدتهم على إتقان مهارات التمرير الدقيق والتسديد. ويعد مركز التدريب في جدة واحدًا من 19 مركزًا متخصصًا تنتشر في مختلف أنحاء المملكة وتستقبل اللاعبات واللاعبين الشباب ممن تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 17 عامًا. ويندرج إطلاق هذه المراكز في إطار استثمارات المملكة المكثفة في المواهب الكروية الشابة خلال السنوات الماضية، والتي ارتفعت بنسبة 160% خلال عامين فقط وأسهمت في توفير العديد من الفرص الواعدة للاعبين الشباب كجزء من استراتيجية طويلة الأمد أطلقها الاتحاد السعودي لكرة القدم، وبالإضافة إلى مراكز التدريب الإقليمية، تشهد دوريات كرة القدم المدرسية مشاركة أكثر من 70 ألف فتاة و135 ألف شاب في جميع أنحاء المملكة.
وبفضل تلك الاستثمارات، ارتفع عدد المنتخبات الوطنية السعودية من 9 إلى 17 منتخبًا، أربعة منها للسيدات. وتسعى المملكة إلى تأسيس منتخب وطني يمثل كل واحدة من الفئات العمرية، لتكون واحدة من بين الدول القليلة التي نجحت في تحقيق هذا الهدف. كما تشهد المملكة استثمارات كبيرة في مجال إعداد المدربين، مع زيادة عدد المدربين المسجلين بواقع 3 أضعاف من 2400 إلى أكثر من 6300 مدرب ومدربة خلال عامين فقط.
وبعد نهاية الحصة التدريبية، شارك أساطير FIFA في عددٍ من المباريات مع أطفال مركز التدريب الإقليمي الذين يمثلون مستقبل كرة القدم السعودية. ودون أدنى شك، تجسّد هذه المباريات علامة فارقة في مسيرة تطوير هذه المواهب الشابة وحدثًا استثنائيًا لن يغادر ذاكرتهم.
وإلى جانب أساطير كرة القدم العالمية المتوجين بالعديد من الألقاب، شهدت الحصة التدريبية وجود يايا توريه، النجم السابق لنادي برشلونة ومانشستر سيتي الذي يشغل حاليًا منصب مساعد المدير الفني للمنتخب الوطني السعودي، وجياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، الذي عبّر عن دعمه وتشجيعه للأطفال المشاركين.
وبهذه المناسبة، أكد ياسر المسحل، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، أن هؤلاء اللاعبين الشباب يمثلون مستقبل المملكة الواعد ويتبعون خطوات النجوم الذين تركوا بصمات استثنائية في تاريخ كرة القدم، مشيرًا إلى أن المملكة تتمتع بمجتمع شاب يعشق كرة القدم ويبدي فيه 8 من أصل كل 10 أشخاص اهتمامًا وشغفًا كبيرًا بهذه اللعبة الجميلة.
وأشار المسحل إلى أن المملكة تسعى إلى استضافة بطولة كأس العالم بعد نحو 10 سنوات، وبطريقة أو بأخرى، قد تشهد هذه البطولة مشاركة بعض من هؤلاء الشباب والشابات.
وأبدى أساطير كرة القدم إعجابهم الشديد بالمواهب الواعدة التي شاهدوها خلال الحصة التدريبية التي نظمها الاتحاد السعودي لكرة القدم.
ومن جانب آخر، قال جون تيري: "لا يسعني سوى التعبير عن مدى إعجابي بما رأيته اليوم. لدي ابنة صغيرة تلعب كرة القدم وتحبها كثيرًا، وقد شعرت بسعادة بالغة عندما رأيت هذا العدد الكبير من اللاعبات الشابات وما يقدمنه من أداء مميز على أرض الملعب. وبطبيعة الحال، يعكس هذا الأمر المستوى العالي للمدربين المشرفين إلى جانب أرضيات الملاعب الممتازة التي تضاهي وتتفوق أيضًا على بعض ملاعب الدوري الإنجليزي التي زرتها في السابق. ودون أدنى شك، يمكن للجميع إدراك مدى شغف هؤلاء الأطفال بمجرد رؤية الابتسامة الدائمة على وجوههم، كما أن رؤية الشبان والشابات وهم يتدربون على أرض ملعب واحد يمثل إنجازًا كبيرًا بحق. لقد كانت هذه تجربة رائعة إلى أبعد الحدود".
وقال ريكاردو كاكا، الفائز ببطولة كأس العالم للأندية FIFA بدوره مع نادي إي سي ميلان عام 2007: "عشت اليوم تجربة مميزة بحق. بعد فترة سمعنا خلالها عن التطورات المتسارعة التي تشهدها كرة القدم السعودية والتي غالبًا ما تمثلت بانضمام نجوم كرة القدم العالمية إلى الأندية السعودية، شعرت بالسعادة اليوم عند رؤية التطورات الجارية ومسيرة التقدم المستمرة التي تعيشها كرة القدم السعودية، وخصوصًا فيما يتعلق بتنمية وتطوير المواهب الشابة. أُدرك تمامًا الدور المحوري الذي تلعبه كرة القدم في تغيير حياة الأشخاص وغرس القيم الإيجابية، وأنا سعيد برؤية هذه الأسس المتينة هنا، وأتمنى لهؤلاء الشباب كل التوفيق في تحقيق أحلامهم".
ومن ناحية أخرى، قالت ماريا باغفار البالغة من العمر 14 عامًا: "لطالما اعتبرت هؤلاء النجوم قدوة لي في مسيرتي الرياضية، وكانت رؤيتهم اليوم واللعب معهم بمثابة تجربة مذهلة وحلم يتحقق. لقد بدأت ممارسة كرة القدم منذ عمر 12 عامًا، لكن حين ذلك لم يكن هنالك أي أندية أو أكاديميات مخصصة للفتيات، لذلك لم يكن أمامي سوى لعب كرة القدم مع الفتيان الذين دائمًا ما كانوا يقولون إن الفتيات غير قادرات على لعب كرة القدم. لكن التغييرات التي شهدتها المملكة أخيرًا حملت تأثيرًا إيجابيًا كبيرًا على مستويات مشاركة الفتيات في كرة القدم في المملكة، حيث تم تأسيس العديد من الأندية والأكاديميات المخصصة للفتيات والسيدات والتي تُقدم لهم فرص مستقبلية واعدة لاحتراف كرة القدم".
ومن جانب آخر، قال الشاب يحيى عمر مليباري البالغ من العمر 14 عامًا: "تعد فرصة لقاء نجوم مثل كاكا والتعلم منهم أمرًا في غاية الروعة وتجربة استثنائية لا يمكن نسيانها".
ويوجد أساطير الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA في مدينة جدة حاليًا لحضور مباريات الأسبوع الأخير من بطولة كأس العالم للأندية FIFA السعودية 2023™ التي تُقام مباراتها النهائية يوم الجمعة المقبل وتجمع بين ناديي فلومينينسي البرازيلي ومانشستر سيتي الإنجليزي.