جاء يهز الشباك فقط.. "إيفان توني" من الساحات الشعبية ومعاناة الجوع إلى صفوف الأهلي

أمامه مهمة سداد ديون والدته
المهاجم إيفان توني
المهاجم إيفان توني
تم النشر في

"ماكينة أهداف وصاحب الرؤية الرائعة الذي أثبت قوته في أوروبا".. هكذا يتم وصف المهاجم إيفان توني، أحدث الوجوه المنضمة إلى الدوري السعودي للمحترفين عبر بوابة النادي الأهلي الذي أعلن حصوله على خدمات اللاعب قادمًا من نادي برينتفورد الإنجليزي.

ونشر فريق "الراقي"، عبر حسابه على منصة "إكس"، صورة من مراسم توقيع العقد بين الطرفين، والذي يمتد حتى عام 2028، معلقًا عليها بقوله: "جاكم يهز الشباك، إيڤان توني أهلاوي".

من الساحات الشعبية

ولد إيفان توني في 16 مارس 1996، وتعود أصوله إلى دولتين مختلفتين إذ يحمل الأصول الجامايكية من والدته ليزا بينما تعود جذور والده إلى جزر سانت فنسنت والغرينادين.

في سنوات عمره الأولى، بدأ عشق توني للساحرة المستديرة حينما بدأ في الملاعب الشعبية بينما كان في التاسعة من عمره في الفريق المحلي في أبتون، بالقرب من سيكسفيلدز، والتي كانت تبعد دقيقتين عن ملعب نورثامبتون تاون، وهي الفترة التي وصفها بأنها أفضل أيام حياته.

وفي حوار صحفي له، قال توني: "عندما أنظر إلى الوراء أتذكر تلك الأيام الباردة والعاصفة والممطرة، كنا موحلين ولكن كان الأمر ممتعًا للغاية".

وأضاف: "كان الأمر يتعلق فقط بالاستمتاع بكرة القدم، كنت تلعب مع أصدقائك، ومن هناك لم تكن ترى الصورة الأكبر للمكان الذي قد ينتهي بك الأمر إليه، أستطيع أن أرى أن تلك الأيام لعبت دورًا كبيرًا في الوصول إلى أكبر الملاعب".

وتابع: "كنت ألعب مع أصدقائي في المنطقة، كنت ألعب أمام منزل أمي في إيستفيلد مع قريبي ناثان هيكس، الذي لعب لصالح ليستر سيتي، وهو أكبر مني بخمس سنوات؛ لذا فإن اللاعبين الذين كنت ألعب معهم في ذلك الوقت كانوا ضِعف عمري تقريبًا، وحينها لم أكن أتعامل مع كرة القدم بجدية في تلك المرحلة قبل الانضمام إلى فريقي الأساسي؛ لكن اللعب مع الأطفال الأكبر سنًّا ساعدني بشكل كبير في تطوير نفسي".

علاقة متوترة مع الوالد

طفولة توني لم تكن سهلة؛ إذ ترعرع مع شقيقتيه جيما وجازمين على يدي والدته ليزا بعد اختفاء والده إيلايجا الذي انفصل عن أمه قبل أن يبصر النور.

ورغم غيابه -أثناء طفولة طفله- إلا أن والد إيفان توني تصالح مع اللاعب؛ إذ لم يكن لديهما علاقة جيدة معًا في سنوات حياته الأولى، وأصبح توني الأب يأتي لمشاهدة ابنه أثناء اللعب.

وعلى الجانب الآخر، كشف المهاجم أن والدته لعبت دورًا كبيرًا في حياته، وقدمت الكثير من التضحيات، لدرجة أنها كانت تحرم نفسها من الطعام حتى تتأكد أنه يحصل على وجبة غذائية جيدة.

تضحيات الجوع

وفي حوار مع صحيفة "الصن" البريطانية، قبال توني: "لقد لعبت والدتي دورًا كبيرًا في حياتي، منذ أن كنت صغيرًا جدًّا، كانت دائمًا تشعر بالقلق عندما أخرج للعب مع أصدقائي وتريد التأكد من عودتي إلى المنزل بأمان".

وأضاف: "كانت هناك أوقات تتخطى فيها وجبات الطعام للتأكد من أنني أتناول الطعام، لقد اكتشفت هذا الأمر منذ بضعة أشهر فقط عندما ذكرته عرضًا خلال مناقشة عائلية".

وواصل توني: "سماع هذا يجعلك تدرك أنك لا تفهم دائمًا ما يفعله والداك من أجلك حتى تنظر إلى الوراء وتفكر فيه؛ فقد كانت تضحية أمي هي التأكد من أنني أتناول الطعام بشكل صحيح، وأقوم بعمل جيد، وأحقق ما أريده. لا أستطيع أن أشكرها بما فيه الكفاية على ما فعلته من أجلي".

رد الجميل

شعور والدته بالجوع من أجله، أصبح من أكثر الأمور المؤثرة في حياة اللاعب الذي قال: "هذا جنون"، ولكن عندما فكرت في الأمر على مدى الأيام القليلة التالية، كنت أفكر، "يا إلهي، لقد فعلت ذلك من أجلي!".

وقال: "لا أستطيع أن أشكرها بما فيه الكفاية على ما فعلته وعلى المكانة التي وضعتني فيها اليوم. آمل أن أتمكن من الاستمرار في جعلها تشعر بالفخر، لقد قالت لي فقط: "الطريقة التي يمكنك بها سداد ديني هي تسجيل هدف ثم هدف آخر".

كما أضاف توني: "إنها ترسل لي رسائل بعد المباريات، قائلة: لا تدعهم يضغطون عليك، لا تدعهم يسيطرون على تفكيرك، لأنها تعرف مدى انفعالي في بعض الأحيان".

حياة أسرية جديدة

وبعيدًا عن ملاعب كرة القدم، يعيش توني حياة عائلية مستقرة مع شريكته سيدة الأعمال كاتي بيو، وهي المديرة التنفيذية لشركتها الخاصة، وتدعى Luminaire، والتي تعمل بشكل أساسي في المملكة المتحدة، وتتخصص في مجال الموضة والديكور.

ورحّب الزوجان بمولودهما الأول إيفان توني جونيور في 17 أغسطس 2019، كما أنه في عام 2022، كبرت عائلتهم الصغيرة مع ولادة ابنهم إيكاري.

ويحب لاعب كرة القدم السفر كثيرًا ويأخذ أطفاله معه عندما يفعل ذلك، إذ يشارك جميع مغامراته على قناته على الإنستغرام.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org