مع نهاية فترة التوقف الدولي الأخيرة قبل خوض نهائيات كأس العالم 2022 في قطر، كانت المنتخبات الآسيوية الستة التي تستعد لتمثيل قارة آسيا في مونديال قطر مُنشغلة في تعزيز خياراتها، ووضع اللمسات الأخيرة حول ما تم إعداده لتكون نسخة تاريخية لقارة آسيا.
لقد كان المزيج المعتاد من الظهور المُبهر للوجوه الجديدة، والاستثناءات المفاجئة، والنتائج غير المُتوقعة التي تجعل من كرة القدم الدولية مُتعة في المشاهدة، ولكن بالنسبة لمشجعي الدول الست، فإن المباريات الودّية التي أقيمت الأسبوع الماضي ستكون وقودًا لمناقشات لا تنتهي حتى انطلاق المباراة الافتتاحية لمونديال قطر على استاد البيت في 20 نوفمبر القادم.
وقد سلّط الموقع الإلكتروني في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، الضوء على ست نقاط رئيسية للحديث حولها من فترة التوقف الدولي الأخيرة.
بعد الخسارة أمام اليابان، استمرت معاناة الولايات المتحدة أمام المنافسين الآسيويين من خلال طريق مسدود أمام منتخب السعودي الذي شهد تغييرات كبيرة بين اللاعبين، مما أسعد المدرب هيرفي رينارد الذي خرج فريقه في وقت سابق بالتعادل السلبي أيضًا 0-0 أمام الإكوادور في إطار التركيز على مواجهة المكسيك والأرجنتين في المجموعة الثالثة بكأس العالم.
الغياب كان الموضوع الرئيسي لفترة التوقف الدولي الأخيرة للصقور الخضراء، حيث غاب قائد الفريق سلمان الفرج تمامًا، وغاب أيضًا نائبه سالم الدوسري بعد المباراة الأولى للخضوع لجراحة الزائدة الدودية.
استمرار معاناة المنتخب السعودي في الهجوم، حيث تصدر فراس البريكان خط الهجوم في كلتا المباراتين، لكنه فشل في هزّ الشباك، في حين أن الاستقرار الذي يوفره قلبا الدفاع علي البليهي وعبدالإله العمري سيثير إعجاب رينارد مع الخروج بشباك نظيفة في مباراتين متتاليتين.
في المواجهات الأخرى، أظهر سعود عبدالحميد تنوعه، حيث بدأ في مركز الظهير الأيمن أمام الإكوادور، ثم انتقل مكان ياسر الشهراني في مركز الظهير الأيسر في لقاء الولايات المتحدة.
وعاد فهد المولد بعد الإيقاف الطويل بخوضه 25 دقيقة، بينما يواصل هتان باهبري تعزيز مكانته كلاعب هجومي مُؤثر مع قدرته على اللعب في أي مكان خلف المهاجم الصريح، مركزيًا أو على الأطراف.
سيكون رينارد مُطمئنًا على المستوى الدفاعي قبل مواجهة لاعبين أمثال ليو ميسي وروبرت ليفاندوفسكي، لكن عودة لاعبيه الرئيسيين في الوقت المحدد قبل مونديال قطر 2022 سيكون أمرًا حاسمًا إذا أرادت السعودية الحصول على شيء من مبارياتها الثلاث في المجموعة.
تعافى المنتخب المُضيف لكأس العالم 2022 من خسارة 0-2 أمام كندا لينتزع التعادل 2-2 أمام منتخب تشيلي، حيث يعمل العنابي بجد مع مواصلة استعداداته لظهوره الأول في هذا الحدث العالمي.
لم يكن هناك خلط كبير للأوراق، فقد قام المدرب فيليكس سانشيز بإجراء تغييرات طفيفة على تشكيلة الفريق بين المباراتين، حيث عاد بوعلام خوخي إلى مركز قلب الدفاع بعد غياب قسري أمام كندا، بينما تم تبديل إسماعيل محمد مع بيدرو ميغيل على اليمين، واستمرت المعركة على مركز حارس المرمى، حيث حصل كل من سعد الشيب ومشعل برشم على اختبار مدته 90 دقيقة، وأنقذ الأخير ضربة جزاء من أليكسيس سانشيز لتعزيز فرصه في الظهور في المونديال.
مع تجربة نظام الدفاع المكون من خمسة لاعبين، وثلاثة لاعبين في خط وسط واثنين في المقدمة، دخل القائد حسن الهيدوس مباراة تشيلي، وأحرز من خلال كرة رأسية مميزة هدف قطر الثاني. فيما لعب محمد وعد دورًا أعمق إلى جانب كريم بوضياف وعبدالعزيز حاتم في وسط الميدان في المباراة الأولى.
وتبقى الكرات العرضية بمثابة شوكة في حلق الفريق القطري، حيث ثبت ذلك مرة أخرى من خلال هدفين لكندا في أول 15 دقيقة، بالإضافة إلى هدف التعادل لتشيلي، في غضون ذلك، كان الضغط العالي هو أفضل صديق للقطريين، وأثمرت الفرص عن تسجيلهم هدفين خلال فترة التوقف الدولية الأخيرة بفضل الهيدوس وأكرم عفيف اللذين استفادا من إصرار المُعز علي على إزعاج مُدافعي المنافس.
خاض المنتخب الأسترالي مباراتين ودّيتين أمام جاره النيوزيلندي قبل التوجه إلى قطر في نوفمبر القادم، وكان كل ذلك إيجابيًا؛ انتصاران وشباك نظيفة ومجموعة كبيرة من الوافدين الجدد الذين اختبرهم المدرب غراهام آرنولد، في الوقت الذي احتفل فيه المنتخب الأسترالي بالذكرى المئوية لتأسيسه وتوديع جماهيره قبل خوض نهائيات كأس العالم 2022.
استؤنفت الحياة تحت قيادة المدرب كارلوس كيروش بشعور من الألفة، حيث نجح المنتخب الإيراني في الحد من خطورة لويس سواريز وداروين نونيز ورفاقهم قبل أن يدخل مهدي تاريمي كبديل ليقدم ليسجل هدفًا حاسمًا قبل 12 دقيقة من نهاية المباراة، حقق من خلاله المنتخب الإيراني فوزًا مميزًا (1-0).
بعد أربعة أيام، أجرى كيروش سبعة تغييرات على صفوف الفريق حيث خرج فريقه بالتعادل الإيجابي 1-1 مع السنغال.
ربما لم تتصدر أي من المنتخبات الآسيوية خلال فترة التوقف الدولي الأخيرة عناوين الصحف بقدر ما تصدرت اليابان، وذلك بعد فوزها الصريح 2-0 على الولايات المتحدة، فلم يكن منتخب الساموراي الأزرق في خطر أبدًا في دوسلدورف، حيث سيطر منذ البداية حتى صافرة النهاية ولم يسمح لمنافسيه بإطلاق تسديدة واحدة على المرمى طوال مجريات اللقاء.
خرجت تشكيلة مورياسو التي تغيرت بالكامل أمام الإكوادور بالتعادل السلبي في مواجهة أكثر توازنًا.
على عكس العديد من المدربين خلال فترة التوقف الدولي هذه، اختار المدرب باولو بينتو لعب كل من المواجهتين أمام كوستاريكا والكاميرون بنواة مماثلة من اللاعبين، مع إجراء بعض التغييرات فقط، حيث يتطلع إلى اعتماد التشكيلة الأساسية بالنسبة له قبيل مونديال قطر 2022.
التعادل المثير 2-2 أمام كوستاريكا شهد تألق المدافع يون جونغ-غيو الذي افتتح التسجيل بهدف مميز بعد تبادل سريع للتمريرات في الثلث الهجومي، بينما كان الأمر يسير كالمعتاد بالنسبة لنجم الفريق سون الذي سدد الكرة من ركلة حرة داخل الشباك ليستعيد التعادل بعد أن اهتزت شباك محاربي التايغوك مرتين بشكل مُقلق.
نجم فريق توتنهام هوتسبير كان البطل مرة أخرى بعد أربعة أيام، فقد أحرز برأسه هدف الفوز أمام الكاميرون بعد العمل الجيد على اليسار من زميله كيم جين-سو، ولكن تبقى علامات استفهام حول قدرة الفريق على إيجاد أهداف بطريقة تتجاوز قائدهم.