قبل أيام قليلة على انطلاق صافرة بداية مونديال قطر 2022، سلط الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" الضوء على تاريخ مشاركة المنتخب السعودي الأول لكرة القدم في بطولة كأس العالم.
و قال "فيفا" في تقريره: "عندما نتحدث عن المنتخب السعودي فنحن هنا نسرد قصة تاريخ كبير في كرة القدم، بدأ منذ أكثر من ٥٥ عامًا، وكان دائم الحضور على المستوى القاري والعالمي، لكن عند النظر إلى سجله في كأس العالم FIFA لا نجده يتناسب مع قدر الأخضر، ففي خمس مشاركات لم يتجاوز الفريق الدور الأول سوى في مرة وحيدة كانت في المشاركة الأولى عام ١٩٩٤.
ثاني أكثر المنتخبات تتويجًا بلقب كأس آسيا وصاحب فضية كأس القارات ١٩٩٢ هناك بعض الفرق التي شاركت لعدد أقل من المرات في كأس العالم FIFA لكنها تملك سجلات أفضل منه، على سبيل المثال لا الحصر هناك السنغال التي شاركت لمرتين ووصلت إلى دور ربع النهائي، وتركيا التي حصدت البرونز في ٢٠٠٢، حتى أوكرانيا التي شاركت لمرة واحدة وصلت لربع النهائي.
في الواقع فالفريق الوحيد الذي شارك ست مرات أو أكثر في كأس العالم وحقق أرقامًا أقل من الأخضر هو المنتخب الاسكتلندي، الذي تأهل ثمان مرات ولم يتجاوز دور المجموعات قط.
لذلك ستكون مشاركة هذا الشتاء في قطر ٢٠٢٢™ مختلفة بالنسبة للمنتخب السعودي الذي يأتي هذه المرة وللمرة الأولى بقيادة فنية فرنسية بوجود هيرفي رينارد على رأس الجهاز الفني للفريق، والأمل الأول والأخير هو تقديم بطولة جيدة وتجاوز دور المجموعات إلى ما هو أبعد من ذلك.
سيصل المنتخب السعودي إلى قطر وهو فريق مغاير تمامًا لما كان عليه قبل أربع سنوات في روسيا ٢٠١٨ رغم وجود العديد من العناصر المكررة، لكن برؤية وأهداف وطريق واضح تمامًا نحو المستقبل.
أسلوب لعب المدرب هيرفي رينارد:
يدخل المدرب الفرنسي صاحب الخبرة السابقة في كأس العالم رفقة المنتخب المغربي إلى بطولة قطر ٢٠٢٢™ وهو عينه على كتابة التاريخ، ولكن هذا لن يكون سببًا في أي تغيير قد يطرأ على طريقة رينارد المفضلة والتي لاقت بعض الانتقادات مؤخرًا.
معروف عن المدرب السابق للمغرب وزامبيا جرأته الهجومية واندفاعه أمام أي خصم، كما شاهدنا ضد إسبانيا والبرتغال في كأس العالم FIFA الأخيرة، وكما فعل مع زامبيا وكان مفاجأة للجميع محققًا كأس أمم إفريقيا في ٢٠١٢.
طريقة رينارد المفضلة هي ٤-٣-٢-١ واستخدمها تقريبًا طوال تصفيات كأس العالم مع المنتخب السعودي، لكن في الوديات الأخيرة تحضيرًا للبطولة استخدم طريقة ٤-٣-٣ ووجد نفسه يحقق نتائج ليست هي الأفضل بعد الخسارة ضد كولومبيا وفنزويلا, كرواتيا والتعادل مع الإكوادور والولايات المتحدة سلبيًا.
اعتمد رينارد على سرعات الأجنحة سابقًا من أجل تنفيذ أفكاره وفرض زيادة هجومية على الفريق الخصم في حالة الهجوم، أما في وقت الدفاع فيلعب بدفاع متقدم وضغط كثيف حتى يستعيد الكرة.
في تصفيات آسيا أظهر المنتخب السعودي قوة كبيرة بذلك الأسلوب ولم يخسر سوى مباراة واحدة فقط في كافة الأدوار، فهل ينجح أيضًا ضد الأرجنتين وبولندا والمكسيك، بالأخص بعد الظهور بشكل ضعيف هجوميًا في المباريات الأربعة الأخيرة التي لم يسجل فيها أي هدف.
لاعب لا غنى عنه: سالم الدوسري
اعتماد رينارد على الأجنحة والسرعات والقدرات الفردية للاعبين في خط الهجوم، يعني أن سالم الدوسري بموهبته الفردية وبما يقدمه من مستويات سواء مع السعودية أو الهلال هو اللاعب الأهم في صفوف الأخضر وسيلعب دورًا كبيرًا في قطر ٢٠٢٢™.
يملك الدوسري قدرة كبيرة على المرور ورؤية تسمح له بتقديم تمريرات حاسمة في الكثير من الأوقات، وفوق كل ذلك يجيد اللعب في عدة مراكز في الهجوم بجوار الجناح الأيسر، ما بين الجناح الأيمن وصناع الألعاب والمهاجم الثاني.
أفضل لاعب في دوري أبطال آسيا ٢٠٢١ سيكون على موعد مع التاريخ في قطر ٢٠٢٢™ لو نجح بطريقة أو بأخرى في تسجيل ثنائية بالبطولة، حيث سيعادل رقم سامي الجابر كهداف المنتخب السعودي في كأس العالم FIFA.
ورغم أن الدوسري غاب عن المباريات الأخيرة للمنتخب السعودي في شهر سبتمبر إلا أنه ظهر بشكل طبيعي في فترة التحضير الأخيرة لكأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™، وكان أحد أكثر العناصر تأثيرًا على الفريق.
لاعب تحت المجهر: فراس البريكان
يعد البريكان هو أحد أصغر العناصر في تشكيل المنتخب السعودي، إلا أنه في الوقت نفسه هو أحد أكثر الشباب المنتظر تألقهم مع المنتخب السعودي في السنوات المقبلة، بالأخص في ظل حالة النقص العددي التي يشهدها الأخضر فيما يتعلق بمركز رأس الحربة في ظل كثرة المحترفين في الدوري المحلي.
أول استدعاء له للمنتخب السعودي كان قبل حوالي ثلاث سنوات وبالتحديد في أكتوبر ٢٠١٩، وجاء من المدرب الحالي هيرفي رينارد الذي وضع الكثير من الثقة فيه واستثمر وقتًا ثمينًا في تجهيزه لتلك البطولة.
يتميز البريكان بقدرة واضحة وكبيرة على التسجيل جعلته اللاعب المحلي الأكثر تسجيلًا للأهداف في الموسم الماضي بالدوري السعودي، بالإضافة إلى ذلك يشارك بإيجابية كبيرة في بناء اللعب ويفتح المساحات للأجنحة التي هي سر انتصارات رينارد، لذلك سيكون هناك الكثير من الأنظار التي ستتوجه نحوه في الشتاء القادم.
تاريخ السعودية في كأس العالم
في قطر ٢٠٢٢™ ستكون تلك هي المشاركة السادسة للمنتخب السعودي في كأس العالم، كأكثر منتخب عربي يظهر في النهائيات على الإطلاق بالتساوي مع تونس والمغرب.
لكن الأخضر يتفوق عليهما في كونه حقق نجاحات كبيرة منذ أول مشاركة له في البطولة، حيث صعد إلى دور الـ ١٦ في نسخة الولايات المتحدة ١٩٩٤ وقدم مستويات لم تتكرر بعد ذلك.
بشكل عام فالمنتخب السعودي خاض ١٦ مباراة في تاريخه بكأس العالم وحقق الفوز في ثلاث مواجهات وسجل ١١ هدفًا، ويعد سامي الجابر هو الهداف التاريخي للفريق في البطولة بواقع ثلاثة أهداف سجلهم في ثلاث نسخ مختلفة، وخلفه يأتي فؤاد أنور بهدفين، وهو الوحيد الذي سجل أكثر من هدف في نسخة واحدة.