بعد فترة من الترقب استطاع نادي الأهلي أن يحسم صفقة مدوية في عالم الانتقالات الصيفية الحالية، بعد أن أعلن رسميًّا الحصول على توقيع جناح مانشستر سيتي بطل الدوري الإنجليزي الممتاز، النجم الجزائري رياض محرز.
وعبر حسابه الرسمي على تويتر قال "السيتي" في تغريدة: "ساحر العرب رياض محرز ينضم للنادي الأهلي السعودي بعد خمس سنوات مذهلة مع مانشستر سيتي".
ونشر الأهلي العائد حديثًا إلى الدوري السعودي للمحترفين فيديو، يظهر فيه الجزائري يرتدي قميص الفريق مرفقًا بعبارة "انتهى الانتظار، رياض حقيقة" بعد خمسة مواسم في سيتي.
أما قصة "محرز" مع عالم كرة القدم فهي قصة مثيرة؛ إذ استطاع اللاعب الشاب أن يتغلب على الظروف الاجتماعية الصعبة؛ ليحجز مكانه بين أهم لاعبي العالم.
في 21 فبراير 1991 وُلد رياض، المعروف بالجوهرة الجزائرية، في "سارسيل" بفرنسا لأب جزائري، هو أحمد محرز، وأم هي السيدة حليمة محرز، وكان هو الثاني من بين 4 أطفال، نشؤوا جميعًا في إحدى الضواحي شديدة الفقر بالقرب من باريس.
عاش محرز في ظروف قاسية، وبخاصة مع انتشار الشغب في الضواحي التي يسكنها، بصورة جعلت والده يغلق الباب على أطفاله؛ ليبقيهم في مأمن بعيدًا عن العنف وتجارة المخدرات ومجتمع المهاجرين والبطالة المزمنة.
وفي عمر الخامسة عشرة تلقى اللاعب العالمي الصدمة الأكبر في حياته حينما رحل والده المهندس كهربائي بنوبة قلبية، وهو الأمر الذي دفع رياض ليحول ألمه إلى دافع بأن يحقق حلم والده بأن يصبح لاعب كرة قدم، وبخاصة أن الوالد الراحل سبق له أن لعب في الجزائر فترة قبل أن يهاجر إلى فرنسا.
أولى العقبات التي تلقاها محرز في مسيرته الكروية كانت الرفض من بعض المدربين الذين أكدوا له أن جسده النحيل لا يصلح للعب كرة القدم إلا أنه ظل يتدرب بجدية، ويبذل جهدًا كبيرًا في التدريبات حتى أصبح جسمه قويًّا بما يكفي، حتى أنه قال عن ذلك: "لقد قالوا إنني كنت نحيفًا جدًّا. كان لدي أسلوب جيد، لكنني لم أكن قويًّا من الناحية البدنية، ولم أكن سريعًا، لكنني عملت دائمًا بجد".
وبعيدًا عن عالم كرة القدم، يُعتبر محرز من اللاعبين الذين عبَّروا دومًا عن افتخارهم بالدين الإسلامي؛ إذ أكد في أكثر من مرة أهمية الإسلام في حياته، وتعلقه بالدين الإسلامي، ويعود الفضل -حسب قوله- لوالده الذي كان يصطحبه إلى المسجد ببلدية "سارسيل". وقال محرز: "الإسلام جزء مني، وجزء من حياتي. وكل الفضل يعود لوالدي الذي كان يصطحبني إلى المسجد، وكان يُعلّمنا السور القرآنية كل يوم. الإسلام شيء مهم".
وأضاف: "الدين ركيزة أساسية، وجزء مني ومن حياتي، وبدونه ستصبح الأمور صعبة.. حياتي ستبدو أصعب. أبي هو مَن غرس فينا هذه العقيدة. لقد علمنا سورًا من القرآن الكريم، وعلمنا كل شيء". واختتم: "عندما كنا صغارًا كنا نسير في كل ليلة من المنزل إلى المسجد. إن الدين أمر مهم جدًّا".
وفي عام 2016 قالت صحيفة (ديلي ميل) البريطانية إن محرز يتصرف في نطاق لا يتجاوز من خلاله حدود تعاليم دينه الإسلامي؛ فهو يُطبّق تعاليم دينه الإسلامي، ولا يشرب الخمر، كما أنه متواضع وخجول في تصرفاته، أو خلال تواصله مع الغير، بالرغم من شهرته الكروية العالمية.
في العام الماضي تكفل محرز ببناء مسجد في بلدية بني سنوس بولاية تلمسان الجزائرية، وتم افتتاحه بحضور السيدة حليمة والدة اللاعب، التي قامت بقص شريط الافتتاح. وذكرت تقارير صحفية أن محرز تبرع من حُر ماله لبناء هذا المسجد الذي يقع في البلدة التي ينحدر منها والداه.
وكذلك افتتح الدولي الجزائري ملعبًا يحمل اسمه في ضاحية سارسيل التي وُلد ونشأ فيها، وبدأ ممارسة كرة القدم في ملاعبها.
ونشر محرز على حساباته في شبكات التواصل الاجتماعي لحظة تدشين الملعب وهو محاط بمسؤولين، وجمع كبير من الأطفال، وقرأ رئيس بلدية سارسيل اللافتة التي أماط عنها الستار برفقة محرز، وكُتب عليها اسم الملعب "رياض محرز"، وجاء فيها أيضًا إنه تبرع على روح والده الراحل أحمد محرز. وافتُتح الملعب وسط تصفيقات الحضور.
وفي عام 2014 تزوّج محرز من الهندية "ريتا جوهال"، وأنجب منها ابنتين، ووقتها أكدت أنها "غيَّرت إيمانها بعد لقائها رياض محرز،؛ إذ توقفت عن شرب الخمر، وعاشت حياة هادئة مع النجم الجزائري حين التقته لأول مرة".
وبعد انفصاله عن والدة ابنتيه تعرف محرز على عارضة الأزياء البريطانية "تايلور وارد"، ابنة نجم الواقع "دون وارد"، وتزوجها بعد ذلك في حفل صغير، حسب قوانين الشريعة الإسلامية.
وكشفت وسائل الإعلام البريطانية أن محرز اشترى مع تايلور منزلاً بقيمة مليونَي جنيه إسترليني في منطقة شيشاير؛ ليكون منزل الزوجية لهما.