استقبلت المملكة نجمًا جديدًا من بين أهم نجوم كرة القدم في العالم، لينضم إلى كتيبة الكبار من لاعبي الدوري السعودي، هو لاعب المنتخب الأسترالي عزيز بيهيتش، المنضم إلى صفوف نادي النصر، خلال فترة الانتقالات الشتوية الجارية، على سبيل الإعارة حتى نهاية الموسم الجاري.
ونشر النصر صورًا من وصول الدولي الأسترالي إلى الرياض وعلق عليها: "انظروا لمن وصل إلى الرياض.. نجمنا الجديد الأسترالي عزيز بيهيتش".
وُلد عزيز إرالتاي بيهيتش، في 16 ديسمبر 1990 في ملبورن، فيكتوريا، أستراليا، وهو مسلم من أصل قبرصي تركي وابن مهاجرين قبارصة إلى أستراليا، ولهذا السبب كان لديه خيار تمثيل تركيا أو قبرص أو أستراليا؛ لكنه ذهب في النهاية إلى أستراليا.
ويُعتبر "بيهيتش" واحدًا من أهم نجوم كرة القدم في أستراليا؛ إذ شارك مع منتخب بلاده في أكثر من مباراة دولية، سجل خلالها هدفين وصنع مثلهما، حقق خلالها لقب كأس آسيا 2015، كما شارك مع منتخب بلاده في 7 مباريات بكأس العالم في نسختي 2018 و2022.
أما على صعيد الأندية؛ فقد خاض صاحب الـ33 عامًا عدة تجارب في الدوريين التركي والأسترالي، إضافة إلى تجارب قصيرة في هولندا برفقة أيندهوفن، واسكتلندا مع فريق ديندي يونايتد.
وبدأ "بهيش" ممارسة كرة القدم بشكل احترافي عام 2009 مع فريق ملبورن فيكتوري قبل أن ينتقل إلى ملبورن سيتي؛ حيث لَعِبَ لمدة ثلاثة مواسم.
تُمَثل مسيرة "بهيتش" قصة ملهمة للعديد من اللاعبين الشبان، فاللاعب الشاب الذي نشأ في الضواحي الشمالية لفيكتوريا، كان يلعب كرة القدم للناشئين مع فريق جرين جولي، ووقّع مع فريق ملبورن فيكتوري للشباب في عام 2009، وعلى الرغم من مشاركته في عدد من المباريات في الدوري الأسترالي، إلا أنه لم يعرض عليه أبدًا عقد كبير.
ولاحقًا قال في حوار صحفي لشبكة ABC: " كان من الصعب عليّ أن أتقبل ذلك، لم يرغب أي نادٍ في الدوري الأسترالي في إعطائي فرصة؛ لذلك كان عليّ أن أتخذ خطوة إلى الوراء".
وأضاف: "كان جزء مني يقول قد يكون هذا هو الحال. ربما هذا ليس وقتي، فعدت إلى هيوم سيتي، الذي كان يمثل فريقي المحلي في ميدوهايتس، وحصلت على وظيفة بدوام جزئي في أحد المصانع، ثم ذهبت للتدريب في المساء. اعتقدت أنني سأبقى هناك إلى الأبد".
وتابع: "لكن من حسن حظي أن فريق ملبورن هارت قد تم تشكيله في ذلك الموسم. لقد عرضوا عليّ تجربة لمدة أسبوع أو أسبوعين، لذلك كنت أسافر كل صباح لحضور جلسات التدريب فقط، وفي النهاية عرضوا عليّ عقدًا لمدة ستة أسابيع فكان لديّ الوقت لإثبات نفسي حينها، وانتهى الأمر بتقديم أداء جيد، وبقيت هناك لبضع سنوات أخرى، والباقي هو التاريخ".
ويرى مراقبون أن البرتغالي لويس كاسترو، مدرب النصر سيكون أمامه حرية استخدام "بيهيتش" في العديد من المراكز بخلاف الظهير الأيسر، وبخاصة أن النجم الأسترالي لديه القدرة على اللعب كلاعب وسط أيسر أو محور ارتكاز؛ فضلًا عن قدرته على المشاركة كظهير أيمن، بالإضافة إلى أنه يجيد اللعب في كل المراكز بكفاءة عالية ومستوى متقارب؛ مما يمنح كاسترو العديد من المزايا.
ورغم أن "بيهيتش" يصنف من فئة المدافعين؛ إلا أن لديه قدرات هجومية جيدة، تتمثل في الاختراق من العمق، أو الانطلاق من الأطراف وإرسال العرضيات، كما يعتقد المراقبون أن نجم منتخب أستراليا سيكون ضمن العناصر التي سيتم الاعتماد عليها في عملية بناء اللعب؛ خاصة وأنه يمتلك رؤية جيدة فيما يتعلق بالتمرير.
يرتبط "بهيش" بواقعة لا تُنسى مع قائد المنتخب الأرجنتيتي ليونيل ميسي، خلال المباراة التي جمعت أستراليا والأرجنتين ضمن منافسات الدور ثمن النهائي لنهائيات كأس العالم قطر 2022.
وشهدت المباراة حدثًا غير مألوف حيث دخل ميسي في عراك مع لاعب المنتخب الأسترالي عزيز بيهيتش، بعد كرة مشتركة بينهما؛ حيث قام اللاعب الأسترالي بشد قائد الأرجنتين من القميص أثناء التداخل لتسجيل هدف؛ بينما ظهر الغضب الشديد على وجه ميسي.
واشتبك اللاعبان قبل لحظات فقط من تسجيل ميسي هدف التقدم 1- 0.
ولاحقًا علّق بيهيتش على الواقعة: "لقد دفعني ميسي بمجرد خروج الكرة"، وأضاف: "لا أرى منافسًا أو اسمًا أو أي شيء من هذا القبيل. أنا هناك لمساعدة فريقي على الفوز، وأفعل كل ما بوسعي لتحقيق ذلك. من الواضح أن هناك احترامًا للخصم، ولكن هذا مجرد شيء مثير للحظة".
وتابع بيهيتش: "انتهى الأمر وجهًا لوجه، ولم يتم تبادل أي كلمات، ولم يكن هناك أي شيء عنيف أو أي شيء من هذا القبيل؛ لكن أحد زملائه حاول أن يطلب مني عدم التحدث معه أو أي شيء من هذا القبيل؛ ولكن لم يكن الأمر مبالغًا فيه.. لقد كان مجرد شيء مثير للحظة".
خطف بيهيتش الأنظار في مونديال قطر 2022، حينما التقطت الكاميرات صورة له وهو يسجد احتفاء بفوز منتخب بلاده على نظيره التونسي ضمن مباريات الجولة الثانية من بطولة كأس العالم.
وفي تلك المباراة نجح ميتشيل ديوك، مهاجم المنتخب الأسترالي، في تسجيل هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 23، بعد عرضية رائعة من كريج جودوين، وحاول نسور قرطاج إدراك هدف التعادل في أكثر من فرصة، لكن جميعها لم يتوج بإحراز هدف في شباك الخصم، لتنتهي المباراة بفوز أستراليا بنتيجة 1- 0.