في صفقة جديدة، استطاع النادي الأهلي أن يحتفظ لنفسه بلاعب قوي من أهم نجوم الكرة العالمية، ليدعم صفوفه خلال الفترة المقبلة، إذ تم الإعلان رسميًا عن التعاقد مع البرازيلي روبرتو فيرمينو لاعب ليفربول الإنجليزي السابق حتى عام 2026.
وتفصيلاً، نشر الحساب الرسمي للنادي، فيديو يوضح فيه تعاقده مع مهاجم ليفربول ومنتخب البرازيل فيرمينو، والذي أصبح لاعبًا حرًا بعد انتهاء عقده مع النادي الإنجليزي بنهاية الموسم الماضي.
ويأتي "فيرمينو" الصفقة الثانية للأهلي السعودي بعد ضم الحارس السنغالي إدوارد ميندي، حارس مرمى فريق تشيلسي.
قد لا يعرف متابعو كرة القدم أن النجاح الكبير الذي حققه اللاعب، كان نتيجة لطريق طويل من المعاناة وقصص النجاح، والتغلب على الفقر والظروف الاجتماعية الصعبة.
ففي عام 1991، وُلد فيرمينو لأسرة متواضعة الحال تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الأساسية، في مدينة ماسايو الواقعة في الشمال الشرقي للبرازيل، وهي المدينة التي تعد من أخطر مدن العالم خلال عام 2015 بسبب ارتفاع معدل الجريمة.
الهوس بكرة القدم، منع فيرمينو، من الانجراف إلى مسار الجريمة، الذي سلكه عدد كبير من أبناء مدينته بسبب الفقر، ففي بداية حياته كان يبيع زجاجات المياه مع والده، ويلعب في الملاعب الشعبية والأحياء القديمة، على أمل أن يأتي اليوم الذي يحترف فيه في أحد الأندية الكبيرة.
وبالفعل جاءته الفرصة بشكل لا يُصدّق، ففي الوقت الذي كان فيرمينو بعيدًا عن خيارات كشافي مواهب الأندية بسبب بنيته الجسمانية الضعيفة نسبيًا، جاءه الحظ أخيرًا حينما قام طبيب الأسنان ماريكلوس بورتيلا بإدراج اسمه في اختبارات نادٍ برازيلي كبير بحجم ساوباولو.
ولكن التجربة الأولى للاعب كانت فاشلة وخرج من الاختبارات دون أدنى اهتمام، غير أن بورتيلا عرض الشاب الصغير على نادي فيجورنسي، ونجح روبيرتو في لفت انتباه المدربين وحصل على عقد انضمام للفريق المحلي، وخلال الموسم الأول، تمكن الصغير من اكتساب ثقة المدرب، قبل أن يلفت انتباه كشافي الفرق الأوروبية المنتشرين في أمريكا اللاتينية، وبدأت العروض تنهال على بورتيلا الذي أصبح وكيله.
انتقل اللاعب إلى نادي هوفنهايم الألماني في 2011، مقابل أربعة ملايين يورو، ولكن النقلة الكبرى في حياته كانت حينما وقّع مع ليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز وكان ذلك في صيف 2015.
استطاع فيرمينو أن يحقق العديد من الإنجازات في الأندية التي لعب فيها أو في منتخب بلاده البرازيل، إذ حصل على العديد من الجوائز، وكل ذلك بفضل لياقته البدنية التي تلعب دورًا مهمًا في هذا المجال.
أمّا السر في تلك اللياقة البدنية، فهو حرص روبرتو على عدم تفويت وجباته أو روتين التمرين اليومي، إذ تتضمن خطة التمرين الخاصة به الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية لأداء تمارين القلب والقفز بالحبل وتدريبات المقاومة، لزيادة الرشاقة والسرعة من أجل أداء أفضل، كما أنه يتبع روتين تمرين مجدول يساعده على البقاء في حالة جيدة.
في عام 2017، تعرض منزل فيرمينو لسرقة مجوهرات، وساعات يد ثمينة، وملابس، ووقتها لم يكن اللاعب وأسرته في المنزل بمقاطعة ميريسايد بشمال غربي إنجلترا عندما اقتحمه اللصوص، ليخلّفوا خرابًا كبيرًا في المنزل بسبب البحث عن المقتنيات التي سرقوها قبل أن يلوذوا بالفرار، وفقًا لتقارير الشرطة.
وقال مفتش الشرطة في المنطقة ستيف كريستيان إن السرقة سببت انزعاجًا شديدًا لفيرمينو، والذي توجّه مع زوجته وأطفالهما إلى أحد الفنادق عقب اقتحام منزلهما.
في عام 2018، تقدم النجم البرازيلي ببادرة طيبة هو وزوجته، إذ تبرع بـ 60 ألف إسترليني لأسرة صغيرة في البرازيل لديها طفلان يعانيان بسبب ضمور العضلات ويحتاجون إلى المال للعلاج، إذ جاء هذا بعد استغاثة من رب الأسرة الذي يعيش بولاية سانتا كاترينا، ولديه طفلان عمرهما 6 سنوات والآخر 11 شهرًا.
والدة الطفلين نشرت رسالة شكر لفيرمينو عبر حساباتها بشبكات التواصل الاجتماعي وعبّرت فيها عن امتنانها للنجم الذي أنقذ أسرتها.
في المُقابل، قالت زوجة فيرمينو :"لقد تأثرنا بقصص مثل هذه، فنحن آباء ويُمكننا تخيل الألم، الذي تمر به العائلة"، وأضافت: "روبرتو شخص رائع، إذ قام بموقف نبيل وساعد على إنقاذ حياة شخصين...من دون الحاجة إلى الحصول على شيء ما في المقابل".
يعيش فيرمينو، حياة أسرية مستقرة مع زوجته لاريسا بيريرا، والتي تزوجها في عام 2017، ورُزق منها بثلاثة أطفال.
ويعبّر اللاعب دومًا عن حبه لعائلته، ففي عام 2021، وجّه رسالة رومانسية إلى زوجته في عيد ميلادها، ما أثار إعجاب الجمهور، إذ نشر صورة لهما برفقة بناته الثلاث، وعلق عليها بقوله "كل يوم أقع فى حبك أكثر، أنا محظوظ جدًا لوجود زوجة فاضلة بجانبي، انتِ أغلى ما لديّ"، فيرمينو، "أريدك أن تعرفي أنني سأكون بجانبك دائمًا لحمايتك، وأعتني بك، وأعطيك كل المودة التي تستحقينها، عيد ميلاد سعيد زوجتي الحبيبة، أنا ممتن إلى الأبد لكل ما تفعله لي ولعائلتنا".
وقبل انتقاله إلى صفوف الأهلي السعودي، قدمت لاريسا زوجة فيرمينو، رسالة مؤثرة لجماهير ليفربول بعد رحيل زوجها عن الريدز، إذ قالت "لقد وصلنا إلى النهاية نحن نغادر هنا بقلوب مليئة بالحب هذا جعل الوداع أكثر ألمًا، جعلنا نشتاق إلى كل شيء، حتى قبل أن نقول وداعًا".
وأضافت: "لكن هذا الحب دفعنا أيضًا لفعل كل شيء مرارًا وتكرارًا، لفعل كل شيء بالطريقة نفسها، للتفاني حقًا، للحب حقًا، للتفاني بالكامل"، وأتمت: "علمني ليفربول أن الحب يستحق ذلك شكرًا للجماهير، شكرًا لنادي ليفربول، شكرًا لكل شخص كان جزءًا من هذه القصة لن ننساكم أبدًا".