تعد حراسة المرمى المركز الأكثر تخصصًا في كرة القدم، وهدفه الأساسي الدفاع عن مرماه ومنع استقبال الأهداف، وكثيرًا ما يطلق عليه وصف أنه "نصف الفريق"؛ لما له من أهمية كبيرة للفريق، فهو خط الدفاع الأخير والمدافع عن مرماه باليدين والقدمين والرأس إن دعت الحاجة، ولذلك فإن أداء حارس المرمى دائمًا ما ينعكس على جميع زملائه اللاعبين، كما أن تألقه وثقته العالية تمنحان بقية أعضاء الفريق الأمان والاطمئنان.
كما هو معروف أن كرة القدم لعبة جماعية، وسر نجاح وتألق الأندية أو المنتخبات، لا يكمن فقط، في مهارة مهاجميها في تسجيل الأهداف، وتألق لاعبي خط الوسط في صناعة اللعب، وقوة خط الدفاع في منع الخصم من الوصول لمناطقهم، بل يتوقف الأمر أيضًا على مدى براعة حراس مرماها الذين يصنعون في أحيان كثيرة الفارق سواء خلال المباراة بالحفاظ على نظافة الشباك أو بالتصدي لهجمات خطيرة أو ركلات الجزاء والترجيح.
يعتبر حارس المرمى جزءًا لا يتجزأ من لعبة كرة القدم، وهذا يحتم عليه الذود عن مرماه بكل شجاعة من خلال التركيز في اللحظات الحاسمة، ولهذا، عليه أن يتمركز بشكل صحيح، ويتصدى للكرة في الوقت المناسب.
دائمًا ما نشاهد أغلب حراس المرمى في كرة القدم، يلجؤون إلى شرب الماء من القارورة، التي يضعونها جانب خط المرمى، بعد تلقيهم للأهداف مباشرة، فما هو السر وراء ذلك.
الكثير يتوقع أن تكون هذه الحركة ردة فعل عادية، من أجل الارتواء فقط، لكن الحقيقة هي لسبب علمي مدروس، وفي الغالب تكون بتوصية من الجهاز الطبي للفريق؛ لأسباب عديدة؛ أبرزها:
- تخفيف التوتر، فحينما يتلقى حراس المرمى الأهداف يمكن أن يتسبب ذلك في زيادة التوتر والإجهاد النفسي لهم، فينصح بشرب الماء حتى يساعدهم على الاسترخاء والهدوء والعودة للتركيز.
- وقت للتفكير، شرب الماء يوفر للحارس لحظة في التفكير في كيفية دخول الهدف لمرماه، وتحليل ما حدث وأسبابه، وهذا الشيء يساعده على تجنب الأخطاء وتكرر نفس الخطأ مجدداً في ما تبقى من وقت المباراة؛ لأن حراس المرمى يتخذون العديد من القرارات السريعة، بناءً على معلومات حسية محدودة أو غير كاملة.
- الانتعاش الجسدي، حارس المرمى أو لاعب كرة القدم بشكل عام، يفقدون الكثير من السوائل أثناء المباراة، مما يستدعي ذلك لشرب الماء؛ لأنه يساعدهم على الانتعاش، وتعويض السوائل المفقودة.
فشرب كمية كافية من الماء للاعب كرة القدم قد يبدو وكأنه إجراء بسيط، إلا أنه يؤثر تقريبًا على كل جانب من جوانب الأداء الرياضي، فالماء يزيد من الطاقة، ويحسن الحركة، ويعجل التعافي، ويساعد في الوضوح العقلي والنشاط، وكل ذلك يمكن أن يحسن الأداء البدني ويقلل من خطر الإصابات.
النتيجة المستخلصة من قيام حراس في شرب الماء مباشرة بعد تلقيهم الأهداف، هو أن شرب الماء يساعدهم على التركيز، والتعامل بشكل صحيح مع ما تبقى من مجريات المباراة، بطريقة علمية ومدروسة.