في يوم 27 يونيو 2003 كان المنتخب الكاميروني يلعب نصف نهائي كأس القارات في مدينة ليون الفرنسية ضد منتخب كولومبيا. وفي الدقيقة الـ72 من المباراة سقط لاعب الوسط "مارك فيفيان فو" على أرض الملعب بشكل مفاجئ دون أن يلمسه أحد، وكانت عيناه مفتوحتَيْن، وفمه أيضًا، وكان في تلك اللحظة يصارع الموت، ويتشبث بآخر نَفَس لبقائه على قيد الحياة. وفي تلك الأثناء كان هناك صبي صغير، يُدعى سيكو فوفانا، يشاهد تلك الدقائق العصيبة، وكان سيكمل عامه الثامن حينها.
ظل هذا الصبي مع عائلته على بُعد 466 كيلومترًا من مكان الحادث، ولم يدرك حينها أن تلك الصورة الأليمة ستؤثر في حياته لأكثر من عشرين عامًا.
انتهى المشهد الأليم بوفاة اللاعب مارك فيفيان، وذلك عقب إصراره على الاستمرار في لعب المباراة؛ فسقط مفارقًا الحياة بسبب اعتلال عضلة القلب الضخامي، في لقطة لا تغيب عن أذهان متابعي كرة القدم. وأطلقت رابطة الدوري الفرنسي اسم اللاعب الراحل على جائزة أفضل لاعب إفريقي تكريمًا له وعرفانًا بإنجازاته؛ ليحصل على تلك الجائزة "سيكو فوفانا" لاعب لانس بعد 18 عامًا من تلك الحادثة، ويتذكرها طيلة عمره.
لمع اسم "سيكو فوفانا" في الدوريات العالمية، ومع منتخب بلاده "كوت ديفوار"، وبات في انتقالات "الميركاتو" محط الأنظار كل عام. ونهاية الأسبوع الماضي تلقى متابعو الرياضة السعودية خبر انتقال اللاعب الإيفواري سيكو فوفانا إلى صفوف نادي النصر قادمًا من "لانس"، بعقد مدته 3 سنوات حتى عام 2026، مقابل 15 مليون يورو في العام الواحد. وهو يعد ثاني أكثر لاعب قطعًا للمسافات في الدوري الفرنسي.
على الرغم من أنه وُلد في باريس، وقضى طفولته ومراهقته في فرنسا، وصعد في صفوف فريق "الديوك"، إلا أن "المحرك" اختار اللعب لصالح منتخب كوت ديفوار نظرًا لأصول والدَيْه. وكانت أول مشاركة دولية له في عام 2017 أمام المنتخب المغربي في تصفيات كأس إفريقيا، بصحبة مواطنه غيسلان كونان.
وفي سياق آخر، قرر سيكو فوفانا اعتناق المسيحية وهو بعمر الـ28 عامًا. وقد أحدثت هذه القضية ضجة كبيرة بين العديد ممن تحدثوا عنهم في الآونة الأخيرة.
تمكَّن فوفانا من بناء نفسه في نادي أودينيزي الإيطالي بعد فترتَي إعارة مع فولهام الإنجليزي وباستيان الفرنسي. وأصبح اللاعب الصاعد محط اهتمام أندية إيطاليا الكبرى، مثل ميلان وأتالانتا؛ إذ كانت حينها تشارك في دوري أبطال أوروبا. ومع ذلك، قرر العودة إلى فرنسا للعب مع نادي لانس. وبفضل أدائه الممتاز مع هذا الفريق الملقب بـ"الذهب والدم"، استطاع فوفانا أن يحظى بالإعجاب؛ وأصبح قائدًا للفريق في السنة الثانية من وجوده، وذلك على الرغم من انتقادات تصفه بـ"المجنون" بسبب اختياره اللعب مع لانس في ذلك الوقت الذهبي.