لا يزال نهائي دوري أبطال آسيا 2022 بين الهلال السعودي وأوراوا ريد دياموندز الياباني متوازنًا بشكل كبير؛ إذ نتجه إلى مباراة الإياب المقررة غدًا السبت على ملعب سايتاما بعد أن أسفرت نتيجة اللقاء الأول في الرياض عن تعادل مثير 1-1.
افتتح سالم الدوسري التسجيل لحامل اللقب (الهلال) أمام حشد جماهيري فاق 50 ألف متفرج على ملعب الملك فهد الدولي، لكن فريق المدرب ماسيج سكورزا جاء بالرد، وسجَّل هدفًا ثمينًا خارج الأرض عن طريق المهاجم المخضرم شينزو كوروكي؛ ليُشكِّل لهم ركيزة في لقاء الإياب.
مع اعتبار أن مباراة التتويج باللقب في سايتاما تعد بأن تكون حدثًا رائعًا، فقد قام الموقع الإلكتروني في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بإلقاء الضوء على ثلاثة لاعبين من كل من الهلال وأوراوا، يمكنهم صنع الفارق، وتحديد ما إذا كان اللقب القاري المرموق سيبقى في اليابان أم يعود إلى الرياض.
ثاني أفضل هداف في هذه النسخة من البطولة. كان لديه مباراة للنسيان في مباراة الذهاب في الرياض؛ إذ قام بتسديدتين خجولتين فقط، ولم يكن أي منهما على المرمى.
وتعود معاناة النيجيري يوم السبت الماضي إلى حد كبير إلى أسلوب أوراوا الدفاعي المترابط؛ ما أدى إلى وقف كل الإمدادات لمهاجم الهلال.
ربما نجح فريق المدرب سكورزا في إبقاء إيغالو هادئًا لمدة 90 دقيقة، لكنهم سيكونون مخطئين في التقليل من قدراته في مباراة الإياب؛ فعلى أرض الواقع سجل إيغالو أربعة أهداف في الدور قبل النهائي أمام الدحيل، وهو يتشارك في صدارة لائحة الهدافين في الدوري السعودي للمحترفين برصيد 18 هدفًا.
ومع أن التعادل السلبي في سايتاما يكفي أوراوا ليحقق اللقب يمكن أن يتوقع إيغالو أمسية طويلة أخرى، ولكن مع مزيج من القدرات في ألعاب الهواء والمهارات الفنية والخبرة في اللعب بظهره أمام المرمى.. فقد حان الوقت لمهاجم مانشستر يونايتد السابق لإثبات سبب وضع الهلال ثقته فيه ليحل محل بافيتيمبي غوميز الفائز بلقب دوري أبطال آسيا مرتين.
في ليلة غادر فيها أكثر من 50 ألفًا من مشجعي الهلال ملعب الملك فهد الدولي وهم محبطون بعد تعادل فريقهم 1-1، برز الجناح البرازيلي ميشيل ديلغادو كشرارة مشرقة خلال أداء فريقه.
من موقعه الأساسي على اليمين أدار ميشيل المشهد، وأنتج العديد من المراوغات الناجحة، ومعظم الكرات العرضية من اللعب المفتوح؛ ليتوج أداءه المميز بتمريرة حاسمة لهدف التقدم عن طريق الدوسري. وغياب الأخير عن مباراة الإياب بعد طرده في وقت متأخر من مباراة الذهاب في الرياض يضع عبئًا أكبر على كاهل نجم فلامينغو السابق.
وسواء اختار المدرب رامون دياز وضعه على اليمين أو اليسار، سيحتاج ميشيل إلى تقديم عرض آخر كأفضل لاعب في المباراة إذا كان الهلال سيعود من سايتاما بالكأس.
وسط كل الإصابات، وعدم الاستقرار في النتائج التي عانى منها الهلال هذا الموسم، بقي الظهير سعود عبدالحميد عنصرًا أساسيًّا في صفوف الفريق الذي انضم إليه قادمًا من الاتحاد في عام 2021؛ إذ لعب في تسع مباريات من دوري أبطال آسيا.
وسواء كان ينوب عن ياسر الشهراني المصاب في مركز الظهير الأيسر، أو يبدأ أساسيًّا في مركزه الطبيعي ظهيرًا أيمن، فإن أداء عبدالحميد النشط وقدرته على المساهمة في كل من الجانبين، الدفاعي والهجومي من اللعب، كان حاسمًا لقدرة دياز على فرض أسلوبه التكتيكي.
وفي مباراة الإياب المحددة غدًا السبت سيكون دور عبدالحميد الهجومي حاسمًا بينما يحاول الهلال تعويض النتيجة، لكن سرعة استعادته الكرة ستكون واحدة من الأسلحة التي يعتمد عليها دياز؛ لضمان عدم تلقي فريقه أهدافًا عكس ما يسعى إليه، وهو البحث عن الهدف.
على الرغم من عدم لعبه أي دقيقة خلال مسيرة أوراوا المميزة إلى نهائي نسخة 2022، فقد تأكد شينزو كوروكي من عدم طرح أي أسئلة حول تأثيره في الانتصار إذا ما استمر فريق سكورزا في النجاح وتحقيق الفوز باللقب غدًا السبت، وذلك بعد أدائه شبه المثالي خلال 67 دقيقة، كان فيها على أرض الملعب في مباراة الذهاب.
كانت ردة فعل اللاعب البالغ من العمر 36 عامًا هي الأسرع عندما ارتدت كرة علي البليهي المقطوعة من القائم قبل أن تصل أمام كوروكي الذي أسكنها الشباك؛ ومنح أوراوا ميزة مهمة من خلال التسجيل خارج الأرض قبل دخولهم مباراة الإياب.
فاز كوروكي بدوري أبطال آسيا مع النادي الياباني في عام 2017، ثم سجل ثمانية أهداف وقادهم إلى نهائي 2019، لكنهم خسروا 0-3 في مجموع المباراتين أمام الهلال أيضًا.
كوروكي هو نجم أوراوا على مدار السنوات الماضية، ومع وجود فرص محتملة مرة أخرى غدًا السبت فإن المسرح مهيأ للثعلب الموجود في الصندوق لعرض آخر علامته التجارية، ورد الاعتبار من الفريق السعودي من خلال وضع يديه على ثاني لقب قاري له أمام أكثر من 60 ألفًا من مشجعي أوراوا، الذين من المقرر أن يكونوا في المدرجات خلال مباراة الإياب.
أنهى لاعب خط الوسط الدفاعي لأوراوا كين إيواو المباراة في الرياض وشارة القائد ملفوفة حول كتفه، وكان ذلك مستحقًّا؛ لأنه قاد أوراوا من ناحية الأرقام في الملعب؛ إذ قام بأكبر عدد من اللمسات وقطع الكرة، وكذلك القيام بتمريرات أكثر من أي من زملائه في الفريق خلال مباراة الذهاب.
من خلال حماية خط دفاع أوراوا، جنبًا إلى جنب مع أتسوكي إيتو، سجل اللاعب البالغ من العمر 35 عامًا أنجح تمريرات في الثلث الأخير ونصف ملعب المنافس للفريق الياباني خلال 90 دقيقة صعبة أمام حامل اللقب.
كان إيواو أيضًا الطرف الذي ارتُكب بحقه الخطأ، وأدى إلى طرد الدوسري. وبهذه الطريقة يمكن القول إنه أحدث بالفعل تأثيرًا ملموسًا في مباراة الذهاب.
المخضرم الذي أمضى معظم مسيرته الكروية في الدرجة الثانية من كرة القدم اليابانية تأقلم مباشرة في الدوري الياباني ودوري أبطال آسيا منذ التوقيع مع فريق سايتاما على سبيل الإعارة قادمًا من توكوشيما فورتيس.
ومع أداء قوي آخر غدًا السبت يمكن للاعب خط الوسط أن يصل إلى قمة كرة القدم في آسيا.
من المحتمل أن تكون ليلة أخرى طويلة وشاقة في سايتاما لأوراوا؛ إذ إن القوة الهجومية للهلال المكونة من موسى ماريغا وأوديون إيغالو وميشيل ستبحث عن الأهداف، وهم يتطلعون للاحتفاظ باللقب الآسيوي؛ وبالتالي سيكون الأمر متروكًا لألكسندر شولز ورفاقه؛ لمنعهم من القيام بذلك.
وبصرف النظر عن الخطأ الذي أدى إلى الهدف الافتتاحي للهلال في الدقيقة الـ13، وقف شولز ودفاع أوراوا صامدين لما تبقى من مجريات مباراة الذهاب.
وسيتعيّن عليه، جنبًا إلى جنب مع شريكه الدفاعي ماريوس هوبراتن والظهيرَين هيروكي ساكاي وتاكاهيرو أكيموتو، حمل هذا المستوى من الأداء إلى مباراة الإياب؛ لسيكون هامش الخطأ ضئيلاً للغاية.
لعب شولز دقائق أكثر من أي لاعب آخر من أوراوا في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، واستقبلت شباك فريقه أربعة أهداف فقط، بينما سجل هدفين باسمه في تسع مباريات.
وسيعتمد أوراوا على خبرة المدافع الدنماركي البالغ من العمر 30 عامًا لتحقيق لقب دوري أبطال آسيا للمرة الثالثة في تاريخ النادي الياباني.