"ميندي" حارس الأهلي.. "أسد التيرانغا" الذي تحول من عاطل بائس إلى أفضل حارس في العالم

"ميندي" حارس الأهلي.. "أسد التيرانغا" الذي تحول من عاطل بائس إلى أفضل حارس في العالم
تم النشر في

"أسد التيرانغا، أفضل حارس في العالم".. هكذا زفّ الأهلي إلى جمهوره نبأ الاستحواذ على خدمات اللاعب الدولي السنغالي "إدوار ميندي"، قادمًا من صفوف تشيلسي الإنجليزي، ليكون ضمن عقد الصفقات الثقيلة التي تلتحق بالدوري السعودي للمحترفين.

وأشارت تقارير صحافية إلى أن تشيلسي حصل على مبلغ بقيمة نحو 17 مليون جنيه إسترليني، على أن يحصل الحارس السنغالي على راتب قرابة 12 مليون دولار، إضافة إلى 3 ملايين مكافآت، في صفقة تمتد حتى عام 2026.

وقد عبّر "ميندي" عن سعادته بوجوده في المملكة، مؤكدًا أنه جاء من أجل المنافسة على الألقاب، وبخاصة في ظل حالة التطور الكبيرة التي يشهدها دوري "روشن".

وفي حوار مع قناة النادي الأهلي الرسمية عبر يوتيوب، قال "ميندي" : "أعتقد أولاً أن الدوري السعودي للمحترفين أصبح الأفضل، نستطيع أن نرى كل الأسماء الكبيرة التي تأتي، وأنا متأكد من أن نجومًا آخرين سيصلون قريبًا".

وتابع: "أن أكون جزءًا من نادٍ تاريخي كالأهلي إنه امتياز وشرف كبير، لذلك عندما تواصلوا معي بدأت بمشاهدة بعض الفيديوهات، ورأيت الأجواء الرائعة في مدرجات الملعب، والمشجعين.. إنهم مجانين، وأعتقد أنك عندما تلعب كرة القدم على أعلى مستوى كلاعب ما أنت بحاجة إليه هو مثل هذه الأجواء".

تألق يُسجّل في التاريخ

يعد "ميندي" من أهم حراس المرمى في العالم في السنوات الأخيرة، خلال وجوده في تشيلسي، استطاع ميندي أن يكتب اسمه بحروف من نور في عالم الساحرة المستديرة، إذ توّج مع الفريق بلقب دوري أبطال أوروبا وبالكأس السوبر الأوروبية ومونديال الأندية عام 2021 الذي اختير خلاله أفضل حارس مرمى في العالم من قِبل الاتحاد الدولي للعبة، كما أسهم أيضًا في فوز منتخب بلاده السنغال بأول لقب في كأس إفريقيا عام 2022.

وعلى الرغم من خسارته لمركزه الأساس لصالح الإسباني كيبا أريسا بلاغا موسم 2022-2023 مع تشيلسي، لعب ميندي دورًا حاسمًا في تأهل "أسود تيرانغا" إلى ثمن نهائي مونديال قطر العام الماضي، في الفوز المثير على الإكوادور 2-1 في دور المجموعات، قبل أن يخسروا أمام إنجلترا صفر-3 ويفشلون في بلوغ ربع نهائي كأس العالم للمرة الثانية في تاريخهم.

وفي عام 2012، اختارت الرابطة الوطنية للصحافة الرياضية السنغالية إدوارد ميندي حارس مرمى تشيلسي الإنجليزي كأفضل لاعب محترف خارج البلاد.

واحتل ميندي المركز الأول برصيد 321 نقطة، متقدمًا على مهاجم ليفربول ساديو ماني (99 نقطة) ولاعب واتفورد إسماعيلا سار (61 نقطة).

قصة نجاح

وبعيدًا عن النجاحات الكبيرة التي حققها ميندي في المستطيل الأخضر، إلا أن الكثيرين لا يعلمون أن وراء هذا النجاح قصة مثيرة من بناء النفس وتحدي الصعاب، ليتحول في سنوات قليلة من شاب عاطل يبحث عن أي مورد رزق دون أن يرغب به أحد إلى أغلى حارس إفريقي.

وُلد ميندي ونشأ في فرنسا لأم سنغالية وأب من غينيا بيساو، وقد عانى مثل غيره من أبناء المهاجرين بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة في طفولته، إلا أن كرة القدم كانت هي المتنفس الحقيقي له، حيث انضم إلى أكاديمية نادي لوهافر عام 2005 وكان يبلغ حينها 13 عامًا، إلا أنه لم يتمكن من إثبات جدارته باللحاق بصفوف الفريق الأول، في ظل وجود الحارس الموهوب زاشاري بوشير، ليظل خارج دائرة الضوء مع"لوهافر".

في عام 2011، انتقل ميندي إلى نادي شيربورج وكان حينها ينافس بدوري الدرجة الثالثة الفرنسية، واستمر معه 3 سنوات، لم يتمكن خلالها من الحصول على فرصة اللعب كأساس، وبعد ذلك ظل بلا فريق لمدة عام، ما جعله يشعر باليأس ويفكر في ترك كرة القدم نهائيًا.

من عاطل إلى نجم

في هذه الفترة، اضطر ميندي إلى تسجيل نفسه في برامج مكافحة البطالة وبدأ في البحث عن وظائف خارج كرة القدم، وعلى الرغم من تلقيه عدة عروض من أندية مغمورة، فإنه لم يكن يرغب في المخاطرة بالاستمرار في الملاعب بعقود قصيرة الأجل ورواتب منخفضة قد لا تساعده على الالتزام بمسؤولياته.

وعن تلك الفترة، قال ميندي إن ذلك الوقت كان صعبًا للغاية عليه، إذ كانت زوجته حاملاً، ولم تكن تعويضات البطالة قادرة على التكفل بجميع المصاريف، لذلك بدأ يبحث عن عمل آخر خارج كرة القدم.

كما أضاف ميندي أن أيام البطالة كانت صعبة وكانت لديه شكوك حينها في نجاحه في كرة القدم، لكنه تلقى الدعم من أسرته، خصوصًا أنها عائلة رياضية من أبنائها "فرلاند ميندي"، الظهير الأيسر الحالي لريال مدريد، كما أكد أن زوجته كانت هي الداعم الأساس له في رحلته، حيث عاشت معه الأيام الصعبة ودعمت الأسرة حتى تمكن من العبور إلى النجاح.

وللمفارقة، فإن بعد 8 أيام فقط من قبوله في وظيفة بمتجر للملابس، تلقى ميندي مكالمة غيّرت مجرى حياته، من دومينيك بيرناتوفيتش، مدرب حراس المرمى بأكاديمية أولمبيك مارسيليا، والذي أبلغه أنه حصل على فرصة مع مارسيليا بناء على توصية من صديق وزميل سابق له، وبالفعل قضى موسمًا واحدًا مع الفريق الرديف قبل أن يرحل مجانًا إلى "ريمس"، بحثًا عن فرصة للعب.

الحظ يبتسم

وعبر بوابة "ريمس" الذي كان ينافس في دوري الدرجة الثانية، استطاع ميندي أن يشق طريقه وسط الصعاب، ولكن بدعم من الحظ الذي يبدو أنه ابتسم له أخيرًا بعد سنوات من الشقاء.

ففي أول مباراة له، طُرد الحارس الأول للفريق، ليدخل ميندي مكانه، ويكشف عن مهارات قوية لفتت الأنظار، ليتمكن بعد ذلك من الحصول على مركز الحارس الثاني في جميع المباريات.

الانطلاقة الحقيقية لميندي كانت في الموسم التالي، عندما اقتنع به المدرب حارسًا أول للفريق، واستطاع مساعدة الفريق على العودة إلى دوري الدرجة الأولى.

وفي موسم 2018/2019 أسهم في احتلال فريقه للمركز الثامن، لينتقل في الموسم اللاحق إلى فريق "رين"، ولأول مرة في حياته، ينتقل بمبلغ مالي، وكان نحو 7.6 ملايين يورو، وبعده إلى تشيلسي بـ 24 مليون يورو.

وبعد انضمامه إلى تشيلسي، قال ميندي :"كنت أحصل على إعانة بطالة في 2014، لكي أكرس حياتي لكرة القدم، لو أبلغني أي شخص قبل 6 أعوام أن الحال سينتهي بي هنا لم أكن لأستمع أو أنظر إليه".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org