النصراوي "إيمريك لابورت".. قلب "السيتيسنز".. لعب لمنتخبي فرنسا وإسبانيا ورفض برشلونة

"صاحب المهارات الدفاعية المجنونة".. هكذا يُعرف المدافع الإسباني إيمريك لابورت، أحدث الصفقات التي انضمت إلى صفوف نادي النصرخلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية.

وانضم اللاعب -المتوج مع مانشستر سيتي بلقبي أوروبا وإنجلترا- حتى عام 2026، إلى قافلة النجوم الجدد في صفوف حامل لقب بطولة الملك سلمان للأندية العربية في كرة القدم.

وأعلن النصر عن انضمام لابورت صاحب الـ29 عامًا، من خلال مقطع فيديو ظهر فيه وهو يقول: "هيا يا شباب، إنه أمر سهل جدًّا، لابورت هنا"؛ فيما أشارت تقارير صحفية إلى إنفاق النصر 27.5 مليون يورو (نحو 30 مليون دولار) لضم لابورت.

ويأتي التعاقد مع مدافع منتخب إسبانيا، بعدما طلب لويس كاسترو مدرب النصر ضم قلب دفاع يُجيد اللعب بقدمه اليسرى.

وُلد لابورت في 27 مايو 1994، في أجان الفرنسية، لأسرة رياضية، فكان طفلًا لأب يلعب الرجبي وأم تلعب كرة القدم، كما أن شقيقه الأصغر هو ليو لابورت لاعب نادي ديبورتيفو ألافيس، وكذلك فقد لعب عمه أيضًا كرة القدم.

وعلى طريقة أسرته، عشق إيمريك لابورت الرياضة منذ صغره، ففي الخامسة من عمره لعب كرة القدم والرجبي في أكاديمية أجين، حتى اكتشفه نادي أتلتيك بلباو الإسباني في عام 2009 ووافق على دعوته للانضمام إليه، ولكن بسبب صغر سنة أمضى موسمًا في نادي بايون؛ إذ كان صغيرًا على الانتقال خارج البلاد، حتى استطاع في عمر الـ16 أن ينضم إلى أتلتيك في 2010، ليصبح ثاني لاعب فرنسي في تاريخ النادي بعد بيسنتي ليزارازو.

لعب لابورت مع أتلتيك بيلباو 220 مباراة رسمية وسجل عشرة أهداف، لينتقل في 2018 إلى صفوف مانشستر سيتي، ويفوز معه بأول ثلاثية محلية في كرة القدم الإنجليزية في عام 2019، كما مثّل الفريق في 180 مباراة، أحرز خلالها 12 هدفًا وصنع 4 آخرين.

وحقق المدافع الإسباني عددًا من الألقاب مع "السيتيسينز"، أبرزها: الدوري الإنجليزي الممتاز وكأس الاتحاد الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا.

وعلى المستوى الدولي، مثّل لابورت فرنسا في جميع الفئات السنية تحت 17 سنة، تحت 18 سنة، تحت 19 سنة، وتحت 21 سنة، وكان القائد في جميع الفئات؛ إذ خاض مع "الديوك" 51 مباراة دولية، كما كان من ضمن فريق تحت 19 سنة الذي حصل على المركز الثاني ضد صربيا في بطولة أوروبا تحت 19 سنة 2013 في ليتوانيا.

أما المفارقة، فهي أن لابورت غيّر انتماءه، فبعد حصوله على الجنسية الإسبانية، وافق على اللعب لصالح منتخب "الماتادور"، وهو الأمر الذي وافق عليه الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" في 2021، والذي قَبِلَ بانتقال لاعب خط الدفاع من اللعب لمنتخب فرنسا إلى منتخب إسبانيا قبل بطولة أمم أوروبا 2020.

واعتبر الكثيرون أن اللاعب لجأ إلى تغيير منتخبه بعدما فشل في إقناع المدرب ديدييه ديشان بمهاراته؛ مما جعله يغيب عن تشكيلة المنتخب الفرنسي، وهو ما دفعه إلى تغيير هويته الكروية على المستوى الدولي بعد الحصول على الجنسية الإسبانية.

ودافع لابورت عن قراره، بأن أكد أنه وُلد في فرنسا ولكن جذوره العائلية تمتد في منطقة الباسك الإسبانية، كما أنه قضى 8 سنوات مع فريق أتليتيك بلباو قبل أن يشتريه فريق مانشستر سيتي الإنجليزي في العام 2018 لتعزيز خط دفاعه؛ مما يجعله أقرب إلى منتخب إسبانيا.

وبالفعل، لعب لابورت نهائي دوري الأمم الأوروبية 2021 مع المنتخب الإسباني ضد فريقه السابق منتخب فرنسا، وهي المباراة التي وصفها اللاعب بأنها "استثنائية جدًّا بالنسبة له".

ويعتبر لابورت من اللاعبين المميزين داخل المستطيل الأخضر، وخاصة أنه يتمتع بمهارات مذهلة جعلته يتألق مع مانشستر سيتي ويحقق معه إنجازات عدة، حتى إن صحفي كرة القدم الإسباني جيليم بالاجوي وصفه بأنه "قلب دفاع يمكنه اللعب من الخلف وقوي"؛ مضيفًا: "إنه بالتأكيد مدافع قوي" فيما أُطلِق عليه أيضًا لقب "صاحب المهارات الدفاعية المجنونة".

وكذلك أكد دوايت يورك أسطورة مانشستر يونايتد الإنجليزي، أن لابورت سيكون من أهم لاعبي نادي النصر؛ معتبرًا أنه يعد من فئة لاعبي النخبة.

وأضاف مهاجم يونايتد السابق: "لابورت رائع والنصر سيحصل على مدافع في أوج عطائه؛ إذ ساهم مدافع إسبانيا في ثلاثية الموسم الماضي التي حققها مانشستر سيتي ومغادرته خطوة رائعة للنصر".

وتابع: لابورت يتفوق في بناء الكرة من الخلف والقيادة كذلك؛ فهو يملك عقلية الفوز وخصائصه الدفاعية جيدة، وسيصبح من أهم اللاعبين في النصر، وسيكون قدوة لعدد كبير من اللاعبين لقراءته المميزة للمباريات وتفوقه في الكرات الهوائية، وواصل أن لابورت يصنف ضمن اللاعبين في فئة A+؛ كونه أتى من نادي مانشستر سيتي الإنجليزي بعد تحقيق الأخير ثلاثية تاريخية الموسم الماضي.

وخلال مسيرته الرياضية، حصل لابورت على العديد من العروض المغرية؛ إذ استطاع بمهاراته أن يلفت أنظار أهم الأندية حول العالم، ولكن يبقى موقفه من الانتقال إلى صفوف برشلونة الإسباني هو الأبرز بين تلك العروض؛ ففي عام 2016 رفض لابورت عرضًا قدمه برشلونة للحصول على خدماته، مفضلًا البقاء ضمن صفوف أتلتيك بلباو، وحينها قال اللاعب الشاب: "لطالما أثبت ولائي لبلباو على مدار الأعوام الأخيرة، ولا يشغل تفكيري سوى هذا النادي، أعربتُ دائمًا عن سعادتي بالاستمرار مع الفريق، وأعتقد أن جماهير النادي سعيدة أيضًا بقراري، وأنا سعيد أيضًا".

وفي مايو الماضي، خطف الإسباني إيمريك لابورت مدافع مانشستر سيتي، الأنظار حوله خلال احتفالات فريقه بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، كما أثار جدلًا كبيرًا بين جمهور الفريق الإنجليزي؛ فبعد حسم اللقب، رفع لاعبو مانشستر سيتي درع الدوري، وسط احتفالات جنونية مع الجماهير؛ إلا أن لابورت ظهر وهو يبكي، فلم يتمالك دموعه وظل يبكي لفترة من الوقت، وسط مواساة من جانب بعض لاعبي السيتي.

ورجّحت صحفية "ديلي ميل" البريطانية أن يكون السر في دموع لابورت، هو قُرب رحيله عن النادي؛ خاصة أن هذه المباراة كانت الأخيرة للسيتي في الموسم المنصرم على ملعبه "الاتحاد".