بعد فترة من التوقعات، أعلن نادي الاتحاد تعاقده مع المدرب الفرنسي "لوران بلان" لقيادة الفريق الأول لكرة القدم خلال الموسم المقبل، ليأتي المدرب المٌلقّب بـ"الرئيس" حاملًا معه طموحات جمهور الفريق في تصحيح الأوضاع والعودة إلى منصات التتويج.
وكان نادي الاتحاد السعودي قد أعلن مطلع الشهر الجاري، رحيل مدربه الأرجنتيني مارسيلو جاياردو بعد النتائج السيئة التي حققها مع الفريق خلال فترة تواجده على رأس القيادة الفنية، إذ فشل الفريق في تحقيق أي لقب خلال الموسم الماضي.
وذكرت المصادر الرياضية أن تعاقد العميد مع لوران بلان جاء بطلب من كريم بنزيما الذي تربطه به علاقة مميزة.
ولد لوران بلان في فرنسا في 19 نوفمبر 1965، وهو لاعب سابق اشتهر ببراعته في مركز قلب الدفاع، وبات يٌلقب بـ"الرئيس"، وهو اللقب الذي أُطلق عليه بعد فترة عمله في مرسيليا تكريمًا لمهاراته القيادية.
لعب بلان كرة قدم احترافية للعديد من الأندية، بما في ذلك مونبلييه ونابولي وبرشلونة ومارسيليا وإنتر ميلان ومانشستر يونايتد، وغالبًا ما كان يلعب في مركز المدافع، كما أنه أيضًا لاعب دولي سابق، حيث خاض 97 مباراة دولية وسجل 16 هدفًا دوليًّا.
أمّا مهامه التدريبية، ففي يونيو 2007 حينما تم تعيينه مدربًا لنادي بوردو خلفًا للبرازيلي ريكاردو غوميز، وفي موسمه الأول 2007/2008 استطاع بلان أن يقود نادي بوردو لاحتلال المركز الثاني في بطولة الدوري، ليحصل على لقب أفضل مدرب عن ذلك الموسم، وفي الموسم التالي استطاع التتويج بـ3 بطولات محلية وهي كأس الأبطال الفرنسي، ثم كأس الدوري الفرنسي، ثم ببطولة دوري الدرجة الأولى متفوقًا على نادي مرسيليا بفارق 3 نقاط.
وفي بداية موسم 2012/2013 تولى تدريب نادي أوليمبيك مارسيليا، وفي عام 2013/2014 عُيّن لتدريب نادي باريس سان جيرمان خلفًا للإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي المنتقل لتدريب ريال مدريد.
وفى عام 2016 غادر لوران بلان سان جيرمان ثم عُين مديرًا فنيًّا للريان القطري عام 2020، والذي بقي فيه حتى فبراير الماضي.
دوليًّا، مثّل لوران فرنسا في العديد من البطولات الدولية، بما في ذلك كأس العالم لكرة القدم 1998 وكأس الأمم الأوروبية 2000، وكلاهما فاز بهما منتخب "الديوك".
ويقول بلان عن مسيرته كلاعب :"لم أكن لاعبًا رئيسيًّا إلا في النصف الثاني من مسيرتي المهنية، أما النصف الأول فكان هادئًا وطبيعيًّا للغاية".
يؤمن بلان بأن ما حققه في مسيرته الرياضية لا يشغله بقدر ما يشغله الحاضر والمستقبل، إذ قال في أحد حواراته الصحفية :"لا أعرف أين توجد كل ميدالياتي، أعتقد أنها موجودة في صناديق في مكان ما. أنا أعيش من أجل الحاضر والمستقبل وليس الماضي".
وفي وقت سابق، تحدث لوران بلان عن السياسة التي يتبعها مع لاعبيه المسلمين في فريق أولمبيك ليون، الذي كان يدرّبه آنذاك، خلال شهر رمضان.
وقال بلان في مؤتمر صحفي: "صيام اللاعبين في رمضان هذا اختيارهم، لدي ثنائي مسلم في الفريق، أحدهما يصوم يوم المباراة والآخر يؤجل صيامه"، وأضاف: "أنا أحترم ذلك، نحاول أن نكون أذكياء قدر الإمكان".
وبعيدًا عن كرة القدم، يرتبط بلان بقصة إنسانية مؤثرة مع زوجته آن، وهي قصة حب جمعتهما منذ الطفولة وتستمر حتى الآن.
ويقول المدرب عن زوجته: "لقد كنا نحمل بعضنا البعض في عربة الأطفال نفسها، ولدينا العديد من الذكريات المشتركة: كنا معًا في روضة الأطفال، والمدرسة الابتدائية، والمدرسة الثانوية، ولكننا انفصلنا مؤقتًا، إذ كان عليها أن تدرس القانون، واخترت أن أصبح لاعب كرة قدم في مونبلييه".