دائمًا ما تشهد ملاعب كرة القدم أحداثًا خارجة عن المألوف، سواء من الجمهور، أو من اللاعبين.. وهي الأحداث التي قد تكوت نهايتها غير سعيدة على الإطلاق، وبخاصة إن كانت سببًا في خسارة فريق مباراة مهمة بسبب هدف مما يطلق عليه "النيران الصديقة".
وشهدت العديد من المباريات تسجيل أهداف غير تقليدية، يضعها اللاعبون في مرماهم؛ ما قد يتسبب في كوارث لفِرقهم في بعض الأوقات.
أما آخر تلك الأهداف العكسية فكانت من نصيب بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، التي شهدت تسبُّب اللاعب المصري أحمد حجازي في خروج فريقه اتحاد جدة من الدور نصف النهائي من البطولة بسبب هدف سجله في شباكه لصالح الغريم التقليدي الهلال.
وخلال اللقاء الذي جرى على أرضية ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية مساء أمس الأحد نجح فريق الهلال في إقصاء الاتحاد بهدف دون رد، سجله حجازي في مرمى فريقه بالخطأ في اللقاء الذي امتد للوقت الإضافي.
ولم يكن حجازي هو الوحيد من أصحاب الأهداف العكسية؛ إذ سبقه إلى ذلك العديد من اللاعبين.
ففي دور الـ32 لبطولة كأس ملك السعودية عام 2016 تسبب عبدالعزيز القحطاني، حارس مرمى فريق الدرعية، في اهتزاز شباكه بهدف بينما كان فريقه يواجه النصر.
وكان حارس الدرعية قد انتظر الكرة في الدقيقة الـ40 من أحداث المباراة قبل أن يحاول الإمساك بها بقدمه، لكنه يتسبب في دخولها مرماه؛ ليعلن الهدف الرابع للنصر.
وفي الجولة الافتتاحية لأولمبياد طوكيو 2020 سجل لاعب السعودية عبد الإله العمري الهدف الأول في شباك فريقه بالخطأ لصالح كوت ديفوار قبل أن يدرك سالم الدوسري التعادل لصالح منتخب الأخضر في الدقيقة الـ44. ووقتها تغلب منتخب كوت ديفوار على السعودية بنتيجة 2-1 في المباراة التي أقيمت ضمن منافسات الجولة الأولى للمجموعة
الرابعة بأولمبياد طوكيو 2020 على استاد "نيسان"، وذلك بهدفَي العمري وفرانك كيسي. وفي العام الماضي شهدت منافسات الدوري الغاني واحدة من أغرب القصص والحالات في عالم كرة القدم في مباراة أشانتي غولد الذي انتصر (7-0) على إنتر ألايز في الجولة الأخيرة، منها هدفان سجلهما لاعب إنتر ألايز هاشمين موسى في مرماه لإحباط مؤامرة تلاعب بالنتائج.
دخل هاشمين في آخر 12 دقيقة ليسجل هدفين في مرمى فريقه، وعوقب بعدها بالإيقاف لمدة عامين، لكن العقوبة خفضت لـ6 أشهر بعد أن كشف هاشمين سبب القيام بهذا الأمر؛ إذ أوضح أنه تعمد تسجيل الهدفين في محاولة لإفساد فضيحة تلاعب بنتائج المباريات.
وقال هاشمين: "أشاد بي زملائي بسبب قيامي بإفساد عملية الرهان. لقد وعدت المدرب بأنه إذا أشركني في المباراة أني سأحبط هذه المؤامرة. قبل المباراة سمعت في الفندق أنه أُجري رهان للحصول على نتيجة 5-1 ضد فريقي؛ فقررت إفساد هذا الرهان لأنني لا أرضى بمثل هذه الأمور".
وفي أكتوبر الماضي شهدت إحدى مباريات الدوري النمساوي تسجيل هدف رائع من نحو 60 مترًا، ولكن هذه المرة جاء عن طريق الخطأ؛ إذ سجله اللاعب في شباك فريقه.
وأظهر مقطع الفيديو اللاعب ماتياس غراجر وهو يسجل الهدف في مرمى فريقه رييد عن طريق الخطأ في الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع أمام المضيف نادي وولفسبيرجر، وذلك في لقطة كان يحاول فيها إرجاع الكرة إلى حارس مرماه وهو في نصف ملعب الفريق المنافس. ومن حسن حظ "غراجر" أن الهدف لم يؤثر على نتيجة اللقاء؛ لأن رييد كان متقدما في النتيجة 2-0 قبل تسجيل الهدف بالخطأ؛ لتصبح 2-1.
وقبل أشهر أيضًا واجه مدافع ليستر سيتي فاوت فايس كابوسًا صادمًا بعدما سجل هدفين بالخطأ في مرماه؛ ليمنح فريق ليفربول الفوز 2-1 في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم؛ وهو ما تسبب لليستر بالهزيمة الثانية على التوالي في الدوري على الرغم من تقدمه على ملعب أنفيلد في الدقيقة الرابعة.
وأخطأ قلب الدفاع البلجيكي في إبعاد الكرة؛ ليرسلها أعلى رأس حارسه، ويمنح ليفربول هدف التعادل، قبل أن يهز شباك فريقه مرة أخرى بهدف مضحك قبل نهاية الشوط الأول عندما أخطأ؛ لتصطدم الكرة بالقائم وتسكن الشباك.
وفي سلسلة أهداف النيران الصديقة يبقى أغربها ذلك الهدف الذي حمل توقيع سامي نيدجوك، حارس مرمى فريق مينيسوتا يونايتد، الذي سجّل هدفًا غريبًا في مرماه خلال مباراة ودية استعدادًا للموسم الجديد ضد بورنموث.
وكان الحارس يحاول رمي الكرة من منطقة جزائه، لكنها اصطدمت بالأرض ثم دخلت شباكه. وقد انتهت المباراة بنتيجة 4-0 لبورنموث.
وفي عام 2020 تسبب خطأ لاعب في إحدى مباريات كرة القدم بأوغندا في مقتله على يد زملائه؛ إذ تعرّض تشرشل أواسي البالغ من العمر 22 عامًا لاعتداء من زملائه في الفريق بعد أن ارتكب خطأ أدى إلى تسجيل هدف خلال مباراة كرة قدم ودية بين فريقَي كرة القدم المحليَّين، وفقًا لصحيفة "مونيتور" الأوغندية.
وكان أواسي قد ارتكب خطأ دفاعيًّا قاتلاً، أدى لتسجيل هدف في مرماه أثناء تبادل الكرة. وعقابًا له انقض عليه زملاؤه، وضربوه، قبل أن يفترقوا.
في وقت لاحق بعد المباراة اشتبك اللاعب الراحل مع أحد اللاعبين الذين ضربوه خلال المباراة، ودفعه من دراجته؛ ليندلع بينهما شجار آخر، ويتسبب في انهيار "أواسي" أرضًا على بُعد أمتار قليلة من مكان الشجار؛ إذ أعلن الأطباء وفاته بعد ساعات قليلة متأثرًا بجراحه السابقة.