الاتحاد آخر فريق فاز بلقب دوري أبطال آسيا مرتَيْن متتاليتَيْن "2004-2005"

"الآسيوي": الهلال يحلم بأن يصبح ثاني فريق يحتفظ بلقبه القاري في دوري الأبطال
"أرشيفية" لفريق الاتحاد خلال تتويجه بكأس آسيا
"أرشيفية" لفريق الاتحاد خلال تتويجه بكأس آسيا

يحمل نهائي دوري أبطال آسيا القادم ثقلاً تاريخيًّا إضافيًّا لنادي الهلال السعودي، الذي لا يريد فقط الوصول إلى خامس ألقابه القارية، بل يحلم أيضًا بأن يصبح ثاني فريق يحتفظ بلقبه القاري منذ إطلاق التسمية الجديدة للبطولة في موسم 2002-2003.

وقبيل أيام قليلة على موعد نهائي دوري أبطال آسيا 2022، الذي يجمع بين الهلال السعودي وأوراوا ريد دايموندز الياباني، نشر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم تقريرًا حول إنجاز نادي الاتحاد السعودي؛ باعتباره النادي الوحيد في القارة الذي حافظ على اللقب في نسختين متتاليتَين.

وقال التقرير: "شهدت النسختان الأخيرتان من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري رفع فريق سوون سامسونغ بلو وينغز من كوريا الجنوبية الكأس مرتَين متتاليتَين موسمَي 2000-2001 و2001-2002، ولكن منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة من خلال دوري أبطال آسيا في العام التالي كان هناك فريق واحد فقط تمكن من تكرار هذا النجاح، هو نادي الاتحاد السعودي".

التتويج منذ الظهور الأول

وكان الهلال قد مثَّل السعودية في النسخة الافتتاحية تحت اسم دوري أبطال آسيا، وخرج من دور المجموعات، ولكن في العام التالي انضم إليه نادي الاتحاد مع زيادة عدد الفرق المشاركة.

وكان ظهور الاتحاد الأول في البطولة القارية من خلال المجموعة الرابعة إلى جانب سيباهان الإيراني والعربي الكويتي ونيفتشي الأوزبكي.

سجل المهاجم البرازيلي ديمبا هدفًا جميلاً من ركلة مقصية خلفية؛ ليفتتح التسجيل، قبل أن يحرز مناف أبوشقير الهدف الثاني؛ ليبدأ الفريق السعودي مشواره في البطولة القارية بأناقة بالفوز 2-0 على العربي في جدة.

بعد ذلك خرج فريق جدة من أوزبكستان بفوز مهم 3-1 على نيفتشي مع عودة ديمبا إلى زيارة الشباك مرة أخرى.

كانت الإثارة كبيرة في أصفهان، حيث تلقى الاتحاد الخسارة الوحيدة له في تلك النسخة، لكنه عوض خسارته 2-3 بفوزه على منافسه الإيراني 4-0 في جدة؛ إذ سجل مرزوق العتيبي ثلاثية.

التعادل السلبي أمام العربي في الكويت تلاه تكرار الفوز بثلاثة أهداف على نيفتشي؛ ضمنت للاتحاد مكانًا في الدور ربع النهائي بصفته متصدرًا المجموعة.

كان منافسه التالي هو داليان شايد الصيني الذي كان أحد المنافسين الدائمين في مسابقات الأندية الآسيوية أبطال الدوري في مطلع الألفية، ووصل إلى نهائي البطولة القارية موسم 1997-1998.

منح لاعب خط الوسط الكرواتي ماريو كارفيتش التقدم للفريق السعودي من مسافة بعيدة، وكان هدفًا مهمًّا خارج أرضهم في مباراة الذهاب التي انتهت 1-1 في داليان؛ ما يعني أن هدف رضا تكر في مباراة الإياب كان كافيًا لتأمين المرور إلى الدور قبل النهائي.

عملاق شرق آسيوي آخر هو جيونبوك هيونداي موتورز كان المنافس التالي، وكانت مباراتا الذهاب والإياب مثيرتَين بقدر كبير، بهدفين من كرتَين رأسيتَين من محمد نور وحمد المنتشيري، وبينهما هدف من ركلة حرة مباشرة من اللاعب بوتي للكوريين، وتركوا كل شيء قائمًا في المباراة الإياب. وسافر الاتحاد إلى جيونجو وهو متقدم بفارق ضئيل 2-1. تقدم جيونبوك بهدفين في الشوط الأول بفضل باولو رينك وبوتي، لكن قبل 20 دقيقة من نهاية المباراة قلص تشيكو الفارق إلى النصف لصالح الاتحاد من ضربة جزاء، ثم كان أسامة المولد، الظهير الأيسر، هو البطل غير المتوقع الذي خرج إلى الواجهة؛ إذ تقدم بقوة نحو المرمى في الدقيقة الأخيرة من المباراة، وتجاوز حارس المرمى، وسجل هدفًا من زاوية مستحيلة؛ ليقود فريقه إلى المباراة النهائية.

كانت الخطوة الأخيرة في مسيرة الاتحاد التي لا يمكن وقفها نحو المجد القاري هي الأكثر دراماتيكية؛ إذ واجهوا فريق سيونغنام إلهوا تشونما (الآن سيونغنام إف سي).

في مباراة الذهاب، وبعد شوط أول متكافئ؛ إذ تبادل دينيس لاكتيونوف وتكر التسجيل للفريقين، أصيب الحشد الجماهيري الكبير في مدرجات استاد الأمير عبدالله الفيصل بالذهول عندما اخترق كيم دو-هون وجانغ هاك-يونغ الجانب الأيمن من الدفاع السعودي؛ ليسجلا هدفين في الدقائق العشر الأخيرة؛ ما ترك الاتحاد في مهمة غاية بالصعوبة قبل لقاء الإياب بعد الخسارة 1-3.

سافر فريق المدرب دراغان تالاييتش إلى سيونغنام بعد أسبوع، وتخلصوا من الضغط الكوري المبكر قبل أن يقوموا بواحدة من أروع العودات في النتيجة في كرة القدم؛ إذ سجل المدافع الهداف تكر هدفًا برأسه؛ ليضع الاتحاد في المقدمة بهدفه الثالث في الأدوار الإقصائية، قبل أن يستعيد حمزة إدريس التعادل في مجموع المباراتين قبل نهاية الشوط الأول.

بعد أن حصل الفريق على زخم إيجابي لم يكن هناك أي تراجع من قِبل الاتحاد، وأضاف قائد الفريق محمد نور هدفَين آخرَين بتسديدتَين رائعتَين في الزاوية البعيدة للمرمى. وأضاف أبوشقير الهدف الخامس في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع؛ ليؤدي الفريق مباراة رائعة، ويُتوج باللقب.

الهيمنة وتحقيق الثنائية

بصفته حامل اللقب، بدأت رحلة الاتحاد عام 2005 من الدور ربع النهائي وفقًا للوائح المسابقة في ذلك الوقت. وكما فعلوا في المرحلة نفسها قبل عام، فقد واجهوا منافسًا صينيًّا، هذه المرة كان فريق شاندونغ لونينغ. وضع نور فريقه في المقدمة بعد ثلاث دقائق من بداية الشوط الثاني على استاد جينان، لكن لي شياو-بنغ سرعان ما أدرك التعادل، وانتهت مباراة الذهاب 1-1؛ ما منح فريق الاتحاد أفضلية نسبية في مباراة الإياب على أرضه.

بعد ربع ساعة من بدء مجريات المباراة على استاد الأمير عبدالله الفيصل نجح لي في هز الشباك مرة أخرى، وبدا أن قدرة الاتحاد في الدفاع عن لقبه ستنتهي عند الحاجز الأول، لكن الشعور استمر دقيقتين فقط قبل أن يصنع أصحاب الأرض انهيارًا جليديًّا من الهجمات التي لم يكن الدفاع الصيني وحارس المرمى في حالة تكافؤ معها.

سجل المولد هدف التعادل في الدقيقة الـ18، وضمنت تسديدة تشيكو الرائعة في الشوط الأول تقدم أصحاب الأرض 2-1.

تبادل إبراهيم سويد وكوي بينغ التسجيل في بداية الشوط الثاني؛ ما يعني أن المباراة دخلت آخر 30 دقيقة، وكانت النتيجة 3-2، ثم عزز أسطورة منتخب سيراليون محمد كالون تقدم الاتحاد، وشهد الانهيار المتأخر انتزاع أبو شقير ثنائية، وواصل تكر تسجيله في هذه النسخة؛ إذ حقق الفريق السعودي فوزًا كبيرًا بنتيجة 7-2.

في المباراة التالية كان فريق بوسان إيبارك في الدور قبل النهائي، ولم تترك آلة الاتحاد الهجومية أي مجال للشك هذه المرة؛ إذ احتاج السعوديون إلى 54 دقيقة لكسر التعادل السلبي في بوسان من خلال رأسية العتيبي، لكن بعد ذلك فُتح الباب على مصراعيه، وأضاف كالون الهدف الثاني من ركلة حرة مميزة بعد مرور ساعة من مجريات اللعب، قبل أن يجعل تشيكو النتيجة 3-0 بعد دقيقتين.

ومن تمريرة رائعة من قِبل كريري قبل خمس دقائق من نهاية المباراة، وهدف من إدريس من زاوية ضيقة، أكمل النتيجة 5-0.

وقد تم الانتهاء بالفعل من هذه المهمة بعد أسبوعين في جدة، من خلال هدفين، أحرزهما الهداف كالون؛ ما أكد علو كعبهم في مجموع المباراتين بنتيجة 7-0، وحجز مكان للاتحاد في نهائي البطولة القارية للسنة الثانية على التوالي.

على الجانب الآخر كان ينتظر فريق العين بطل نسخة 2002-2003 الذي تغلب على فريق باس طهران الإيراني وشينزين جيانليباو من الصين ليبلغ النهائي.

افتتح المدافع علي مصري التسجيل للإماراتيين في الدقيقة الـ51 من مباراة الذهاب، لكن التعادل عاد في وقت متأخر بفضل ضربة جزاء، نفذها كالون بنجاح.

لم يضيع المهاجم السيراليوني أي وقت في تأكيد تفوُّق فريقه بعد دقيقتين من بداية مباراة الإياب في جدة من خلال تسديدة متقنة من ركلة حرة مباشرة، ثم عزز القائد نور تقدم أصحاب الأرض في الدقيقة الـ33 من زمن الشوط الأول.

اعتقد شهاب أحمد أنه منح العين الأمل في العودة بهدف من ضربة جزاء في وقت مبكر من الشوط الثاني، لكن عودتهم أُحبطت بعد دقيقة عندما أحرز المهاجم الكاميروني جوزيف ديزاير جوب الهدف الثالث للسعوديين قبل أن يتم طرده في وقت لاحق.

وجعل الظهير الأيمن أحمد الدوخي النتيجة 4-1؛ ما جعل هدف لويس تيخادا في الوقت الإضافي للعين لمجرد حفظ ماء الوجه.

الفوز جعل الاتحاد الفريق الأول، والوحيد حتى الآن، الذي يحتفظ باللقب القاري في حقبة دوري أبطال آسيا. لم يفوزوا بهذا اللقب منذ ذلك الحين، وكانت أفضل نتيجة لهم في السنوات التي تلت ذلك الوصول إلى نهائي عام 2009 الذي خسروه أمام غامبا أوساكا الياباني.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org