يترقب الملايين من عشاق كرة القدم في أرجاء آسيا، انطلاق بطولة كأس آسيا في الفترة بين 12 يناير و10 فبراير 2024، والتي تنطلق في قطر بمشاركة 24 منتخبًا، تم تقسيمها على 6 مجموعات بواقع 4 منتخبات في كل مجموعة.
وعلى مدى سنوات طويلة منذ بداية انطلاقها عام 1956، شهدت بطولة كأس آسيا مجموعة من الأمور الغريبة والطريفة التي لا يزال الجمهور يتذكرها.
أقيمت النسخة الأولى لبطولة كأس الأمم الآسيوية عام 1956، بمشاركة هونغ كونغ منظم البطولة، إضافة إلى 3 منتخبات تأهلت عبرتصفيات جغرافية، وهي كوريا الجنوبية وفيتنام الجنوبية وإسرائيل، وقد لُعبت المسابقة بنظام الدوري من دور واحد.
لكن اللافت هو لوائح هذه البطولة، حيث تقرر أن تكون مدة المباراة 80 دقيقة مع وقت إضافي مدته 30 دقيقة حال انتهاء اللقاء بالتعادل، أمّا السبب الأساسي في تقليص زمن المباراة إلى 80 دقيقة، فيرجع إلى قرار الاتحاد الآسيوي لمراعاة ارتفاع درجات الحرارة، وبخاصة أن المسابقة انطلقت خلال الفترة من 1 إلى 15 سبتمبر.
ومن غرائب كأس آسيا أيضًا، أن المنتخب الكوري الجنوبي الذي فاز بلقب أولى نسخ البطولة، كان يتكون من 20 عسكريًا، وتحديدًا من قطاعات الاستخبارات، والشرطة العسكرية، والعمليات اللوجستية العسكرية.
أمّا السبب في ذلك هو أن كوريا الجنوبية كانت تعاني في هذا الوقت من آثار الحرب بينها وبين جارتها كوريا الشمالية، والتي امتدت 3 أعوام بين 1950 و1953، كما لم يكن اللاعبون في أفضل حالاتهم البدنية، نظرًا لانضمام عدد منهم إلى الجيش في الحرب الكورية السابقة، إلا أنهم على الرغم من ذلك نجحوا في حصد اللقب.
وشهدت نسخة البطولة في عام 1972، واقعة غريبة أخرى، حيث فقد المنتخب الكويتي عددًا من لاعبيه البارزين بسبب امتحانات المدارس، بمن فيهم جاسم يعقوب ومحمد شعيب وعلي الملا.
يذكر أن الكويتي جواد خلف، كان هو أول لاعب عربي يسجل هدفاً في هذه البطولة، في حين استطاع المنتخب الكويتي حصد اللقب في عام 1980.
على الرغم من أن الصين من أهم دول العالم في مجال كرة القدم، ورغم أنها بدأت المشاركة في كأس آسيا منذ عام 1976 واعتبرت في كثيرمن الأحيان واحدة من أهم المنافسين على اللقب، إلا أن سوء الحظ كان حليفها دومًا.
ولم يتمكن المنتخب الصيني من حصد أي لقب في مسابقة كأس آسيا، في حين نجحت بعض الفرق التي شاركت في وقت لاحق مثل السعودية واليابان والعراق وأستراليا في رفع ألقاب كأس آسيا، بينما بقي منتخب الصين الفريق الآسيوي الوحيد من بين كبار المنتخبات الآسيوية الذي لم يفز بأي كأس آسيوي.
واحدة من الحوادث الغريبة التي شهدتها منافسات كأس آسيا، كان بطلها الجمهور الإماراتي الذي قام بقذف لاعب منتخب قطر بالأحذيةفي مباراة نصف نهائي نسخة 2019، التي فاز بها "العنابي"، ما تسبب في اتخاذ الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قرارًا بخوض الإمارات مباراة واحدة دون جمهور مع غرامة مالية بقيمة 150 ألف دولار.
وتلقت الإمارات هزيمة قاسية برباعية نظيفة على يد قطر التي توجت لاحقًا بطلة لآسيا على حساب اليابان 3-1، ولكن بعد تسجيل معظم الأهداف، رمت جماهير الدولة المضيفة أحذية وعبوات مياه على لاعبي "العنابي" المحتفلين بالفوز، إذ بدأ رمي الأحذية والقوارير بعد تسجيل المهاجم "المعز علي" واحتفاله بالهدف الثاني لمنتخب قطر في الشوط الأول.
وبالرغم من فوز المنتخب القطري بلقب نسخة كأس آسيا 2019، إلا أن البعض أطلق عليه لقب "الفريق الفائز بلا جمهور"، بسبب التقاريرالصحفية التي أكّدت وقتها أن الجمهور القطري لم يستطع القدوم إلى الإمارات من أجل تشجيع منتخبه، وهو الأمر الذي ردت عليه اللجنة الإعلامية للبطولة معتبرة إياه "خرقاً" لقوانين ولوائح الاتحاد الدولي، مع نفي تلك الإداعاءات.