تستمر صفقات موسم الانتقالات الصيفية في الدوري السعودي لتزداد قوة يوماً بعد الآخر، بعد ضم مجموعة من اللاعبين المميزين الذين يمتلكون تاريخاً كبيراً وخبرات هائلة في ملاعب كرة القدم.
ومؤخراً، زفّ نادي الاتحاد بشرى جديدة إلى جمهوره ضم اللاعب الجزائري حسام عوار إلى صفوفه لمدة 4 مواسم، قادماً من نادي روما الإيطالي.
وتم توقيع العقد بين اللاعب ومسؤولي العميد في معسكر الأخير المقام في مدينة اليكانتي الإسبانية، فيما كتب الفريق عبر حسابه على منصة "إكس": "حسام عوار في كتيبة النمور".
ويٌعرف "عوار" بأنه أحد أبرز اللاعبين الذين لفتوا الأنظار في الفترة الماضية بفضل مهارته وخاصة في مركز خط الوسط داخل المستطيل الأخضر، ما جعل قيمته السوقية تصل إلى حوالي 11 مليون يورو، وفقاً لموقع "ترانسفير ماركت".
ومع الأندية التي لعب لصالحها، شارك عوار في 285 مباراة، سجل خلالها 52 هدفاً وقدم 37 تمريرة حاسمة، كما مثّل منتخب الجزائر في 10 مباريات دولية، أحرز فيها 3 أهداف.
وٌلد حسام عوار في فرنسا في 30 يونيو 1998 لأسرة تنحدر من بني صاف في ولاية عين تموشنت في غرب الجزائر، وهي المدينة التي يرتبط بها بشكل كبير، ويقوم بزيارتها دوماً مع أسرته.
في طفولته عانى عوار من أزمة عائلية بعد خلافات بين والديه انتهت بالانفصال، لتلعب والدته "جميلة بلعراج" بعد ذلك دوراً كبيراً في تنشئته، ما جعله يتعلق بها بشكل كبير.
أما المقرّبون من عوار فيؤكّدون أنه يرتبط بعلاقة صداقة قوية مع مواطنه كريم بنزيما، قائد فريقه الاتحاد حالياً، كما أنه متمسك بتعاليم الدين الإسلامي ويحرص على أداء صلاة التراويح في شهر رمضان وبخاصة في وقت تواجده بالجزائر.
بدأ عوار حياته الكروية حينما كان في الحادية عشرة من عمره حينما انضم إلى أكاديمية أولمبيك ليون في 2009، ليوقع بعد ذلك عقداً احترافياً لمدة ثلاث سنوات مع الفريق، ويشارك معه في 2017 في مباراة الفوز 1–4 خارج أرضه أمام ألكمار الهولندي في الدور 32 من مرحلة خروج المغلوب في الدوري الأوروبي، وبعد فترة من اللعب مع ليون، انتقل اللاعب إلى صفوف نادي روما الإيطالي، في صفقة مجانية بعد انتهاء العقد الذي كان يربطه بنادي ليون.
وفي فترة مبكرة من حياته، جذب عوار إليه الأنظار بمهارته وقدرته على اللعب في مراكز مختلفة هي مركز المحور الدفاعي، الارتكاز، جناح أيسر بخط الوسط وجناح وسط هجومي، بالإضافة لصانع الألعاب الصريح.
يتميّز اللاعب بأسلوبه الذي يعتمد على الاحتفاظ بالكرة والمرور من الخصم من أجل فتح المساحات اللازمة لتشكيل خطورة على المرمى، كما أن تمريراته دقيقة جداً وقدرته على المراوغة عالية، ويستطيع الاحتفاظ بالكرة تحت الضغط.
وبحسب مراقبون، فإن عيوبه الرئيسية تأتي في المساهمة الدفاعية، والعرضيات، وكذلك الالتحامات.
وفي العام الماضي، أثار عوار جدلاً كبيراً بعدما أعلن تغيير جنسيته الرياضية وتمثيل منتخب الجزائر بعد أن سبق له اللعب في صفوف منتخب فرنسا مباراة واحدة ضد أوكرانيا في 20 أكتوبر2020، وهو الأمر الذي أتاح له الانتقال لفريق "محاربي الصحراء" بحسب القانون.
وقال عوار "أشعر بالندم لاختيار اللعب في المنتخب الفرنسي، فلم يكن اختياراً موفقاً ولا ملائماً بالنسبة لي".
وقال في تصريحات أبرزها موقع الاتحاد الجزائري لكرة القدم "تعرفون أن جزءاً كبيراً مني يحمل الهوية الفرنسية لأني ولدت وكبرت هنا، لكنني أيضاً من أصل جزائري وتربيتي في البيت كانت جزائرية"، وأضاف "علاقتي بالجزائر قوية جداً وأقضي كل سنة عطلتي هناك مع عائلتي".
وفي السياق، شدد عوار على أن قرار الالتحاق بمنتخب الجزائر كان "اختيار القلب" نافياً أن يكون الدافع وراءه خروجه من حسابات "ديديه ديشامب" مدرب منتخب فرنسا، إذ قال "لو كان ذلك صحيحاً لما قمت بذلك اليوم، فعمري 24 عاماً وما زال أمامي 10 سنوات من اللعب وكنت سأنتظر حتى سن 27 أو 28 سنة" للالتحاق بصفوف المنتخب الجزائري.
خلال مسيرته، تعرض حسام عوار لبعض الأزمات أشهرها الهجوم العنصري الذي تعرّض له من الجماهير الفرنسية بعد قراره بتمثيل منتخب الجزائر، ما دفع فريقه وقتها، ليون، لدعمه.
وجاء في بيان النادي: "يدعم ليون حسام عوار وكذلك جميع ضحايا العنصرية والأفعال التمييزية بسبب أصولهم أو اختياراتهم في الحياة ويدين الكراهية"، وأكمل: "إن كرة القدم لعبة عالمية"!
أما الأزمة الأخرى، فحدثت في أعقاب انتقاله إلى صفوف نادي روما، إذ عانى من تذبذب مستواه مع انطلاق المنافسات، وحينها فُسّر الأمر بأنه يعاني من أزمة عاطفية منعته من تقديم أفضل مستوياته.
وقال عوار في تصريحات أدلى بها لموقع "vocegiallorossa": " أحتاج لمزيد من الوقت من أجل التأقلم مع الفريق، ليس من السهل بالنسبة لي العيش في بلد جديد خاصة وإنني قضيت حياتي بشكل شبه كامل في مدينة ليون بفرنسا".
وأضاف قائلاً: "ينبغي علي أن أطور من طريقة تعاملي مع الكرة، وأن أكون أكثر حرية في تحركاتي".