التحق البرازيلي "رينان لودي" بكتيبة نجوم فريق الهلال قادمًا من صفوف أولمبيك مارسيليا الفرنسي، خلال فترة الانتقالات الشتوية الجارية؛ وذلك بناء على طلب من المدير الفني البرتغالي خورخي جيسوس، مدرب الأزرق، الذي يحاول تعويض غياب الدولي البرازيلي نيمار دا سيلفا بعد إصابته بقطع في الرباط الصليبي؛ ما يجعله يغيب عن صفوف الزعيم حتى نهاية الموسم.
وأعلن نادي الهلال التوقيع عبر مقطع فيديو، يظهر فيه "لودي" وهو يستعد للرحيل من العاصمة الفرنسية باريس متوجهًا إلى المملكة العربية السعودية، تحت عنوان: الوجهة إلى السعودية.. نحو الهلال.
ومن جهته، ذكر خبير الانتقالات في أوروبا، فابريزيو رومانو، أن لودي انتقل إلى الهلال على سبيل الإعارة حتى نهاية الموسم الحالي، مع وجود شرط يلزم مارسيليا بالموافقة على تمديد الهلال عقد اللاعب حتى صيف 2027 مقابل 20 مليون يورو.
ويُعتبر "رينان لودي" أحد أهم نجوم الكرة العالمية، واسمه الحقيقي رينان أوغوستو لودي دوس سانتوس. وقد ولد في 8 إبريل 1998 لوالدين من البرازيل، وفي مراحل عمره المبكرة ظهرت موهبته في الساحرة المستديرة، فمن شوارع مدينة سيرانا انطلق حلمه ليصبح لاعب كرة قدم، متنافسًا مع أصدقائه في ألعاب الشارع على حب الأساطير الكروية أمثال بيليه وروبرتو كارلوس.
وكشف "لودي" أن طفولته كانت صعبة بعض الشيء؛ إذ أوضح في تصريحات سابقة أنه نشأ في بيئة كان لها تأثير سلبي كبير على الفتيان الصغار، لكنه لم يسمح للمجتمع بإغراقه في الطريق الخطأ، وفضل الطريق الصعب، وكان مهتمًّا بكرة القدم أكثر من الخوض في الأنشطة المؤذية التي يمكن أن يسببها ضغط أصدقائه، فنشأ وهو يفوز بالعديد من الجوائز.
أما والداه فكانا على الجانب الآخر يؤمنان كثيرًا بإمكانياته، وسجلاه في أكاديمية لكرة الصالات في سيرانا بعدما أدركا أنه من خلال التدريب الأكاديمي المناسب يمكن أن يكبر ليصبح مثل رونالدينيو، الذي كان يحترمه كثيرًا في أيام طفولته.
بعد بضع سنوات من التمرين انضم رينان إلى المواهب الشابة الأخرى في مينينوس دا فيلا، إلا أنه كان من الصعب عليه التكيف مع أسلوب التدريب الجديد والتواصل مع الأطفال الآخرين في الأكاديمية، حتى أنه اضطر إلى بيع العلب الفارغة؛ ليتمكن من شراء التذكرة التي ستساعده على التدريب في مدينة أخرى، وهي التجربة التي كانت مرهقة بالنسبة لعمره؛ إذ كان عليه أن يواصل التدريب في الأكاديمية بعد الانتهاء من البيع.
وفي عام 2012 انضم لودي إلى فريق شباب أتلتيكو باراناينسي، وظهر معه للمرة الأولى ببطولة الدوري البرازيلي في 2016، وبعد ذلك لعب في فريق تحت 23 عامًا، وسجل أول هدف كبير له في 25 مارس 2018، وهو الهدف الافتتاحي في مباراة الفوز 5-0 على أرضه ضد ناديمارينغا، وأصبح لاعبًا أساسيًّا بشكل منتظم تحت قيادة المدير الفني الجديد تياغو نونيز.
بعد أن قدَّم عروضًا استثنائية في مباريات الدوري المختلفة اجتذب لودي اهتمام الأندية المرموقة. وفي النهاية وقّع عقدًا مدته ست سنوات بقيمة 25 مليون يورو مع أتلتيكو مدريد في عام 2019.
وعند سؤاله كيف يصنف نفسه قال لودي: "كنت سأقول إنني أعتبر نفسي رياضيًّا، أدافع بطريقة جيدة، وأهاجم بطريقة جيدة جدًّا".
وفي عام 2022 تعرّض لودي لأزمة حينما استبعده تيتي المدير الفني لمنتخب البرازيل من مواجهتي الإكوادور وباراجواي في تصفيات كأس العالم؛ لعدم حصوله على جرعة كاملة من لقاح ضد فيروس كورونا، وحينها قال المدرب: "استُبعد لودي لعدم تطعيمه.. فَقَد فرصة المنافسة على مركز".
وفي هذا الوقت قال جونينيو باوليستا، منسق المنتخب البرازيلي، إن المدافع نال الجرعة الأولى من اللقاح؛ لذا لم يكن مسموحًا له بالسفر إلى الإكوادور لخوض مباراة، وبخاصة أن الإكوادور تشترط التطعيم الكامل لدخول البلاد.