لم تكن حالة السقوط التي تعرض لها حكم مباراة الاتفاق والطائي سامي الجريس ضمن منافسات الجولة الأولى من دوري روشن السعودي لكرة القدم، هي الأولى من نوعها في الملاعب السعودية ؛ فالمستطيل الأخضر شهد مواقف مشابهة للاعبين ومدربين وحكام.
وكانت النصف الساعة الأولى من المباراة قد شهدت سقوط الحكم أرضًا نتيجة الأجواء الحارة والرطوبة العالية في الدمام، الأمر الذي استدعى تدخل الجهاز الطبي في الملعب لإسعافه قبل أن يتم تغييره بالحكم الرابع عبد الرحمن السلطان.
وقبل أشهر قليلة، أصيب الروماني كوزمين كونترا مدرب الاتحاد بحالة إعياء شديدة، كاد يسقط بسببها في المنطقة الفنية المخصصة للمدربين، خلال مواجهة الاتفاق في الجولة 29 من الدوري السعودي للمحترفين.
وسارع كوزمين فور شعوره بالإعياء وبمساعدة معاونيه وأعضاء الجهاز الإداري إلى مقاعد البدلاء، وتدخل الجهاز الطبي فورًا ومنحه إسعافات أولية، استفاق بعدها المدرب.
وشدد "كوزمين" على أن الوعكة الصحية التي تعرض لها أمام الاتفاق بسبب الأجواء الحارة وضغط اللقاء، مشيرًا إلى أن ظروف المباراة كانت صعبة على الفريق والجهاز الفني.
كما شهدت مباراة الهلال والقادسية التي أُقيمت في 20 مارس 2021 على ملعب "الملز" بالعاصمة الرياض، في الجولة 24 من الدوري السعودي لكرة القدم، تعرض الفرنسي بافيتيمبي قوميز، نجم نادي الهلال، لحالة إغماء داخل الملعب.
وتعرض قوميز للإغماء خلال أحداث الشوط الأول من اللقاء الذي فاز به فريقه بهدف نظيف، وسقط مغشيًا عليه دون أي احتكاك مع أي لاعب، وهرع الجهاز الفني للملعب لكن اللاعب استفاق سريعًا وأكمل المباراة.
وتعد تلك الواقعة هي الثالثة التي يسقط فيها قوميز مغشيًا عليه في الدوري السعودي، إذ تعرض للإغماء خلال مباراة فريقه أمام الأهلي، ثم أمام الاتفاق في الجولة الـ19 من البطولة.
وعرّف الطب حالة قوميز بعد أن تكررت سابقًا بأنها نوبة مبهمة أو استجابة وعائية مبهمة يطلق عليها الإغماء العصبي القلبي، وسبب هذه الحالة كما يراها الأطباء الإجهاد وارتفاع درجة الحرارة والرطوبة، كما حدث في مباراة الأهلي التي جرت وسط درجات مرتفعة من الحرارة والرطوبة، وتحدث أيضًا لأسباب أخرى لها علاقة بالدم، مثل الانخفاض أو الارتفاع المفاجئ، وكذلك الحالة النفسية والضغط العاطفي.
وفي عام 2018، تعرّض لاعب فريق الشباب هتان باهبري، للإغماء عقب مباراة فريقه مع الاتفاق ضمن منافسات الجولة الحادية عشرة من بطولة دوري كأس الأمير محمد بن سلمان، وتم نقله إلى المستشفى، للاطمئنان على حالته.
ووقتها كشف جراح الظفيري، وكيل أعمال باهبري أن اللاعب كان يعاني بسبب “إنفلونزا” ولكنه تحامل على نفسه وشارك مع الشباب أمام الاتفاق، وتعرض للإغماء بسبب المرض والإرهاق الذي تعرض له في اللقاء، كما أعلن النادي أن هتان تعرض للإجهاد مما تسبب له في الإغماء وذلك بحسب الفحوص التي أُجريت له في المستشفى.
وقبل سنوات، تعرض رئيس نادي الوحدة السعودي حاتم خيمي، لحالة إغماء لحظة إحراز فريقه فوزًا قاتلًا على الأهلي 2 /1 في كأس الأمير محمد بن سلمان، والتقطت الكاميرات سقوط خيمي على أرضية المقصورة أثناء الاحتفال بالهدف القاتل لفريقه، حيث تسببت شدة الفرح في سقوط رئيس الوحدة مغشيًا عليه.
ووقتها، تمكن الوحدة من تحقيق فوز قاتل على الأهلي بهدفين مقابل هدف ضمن الجولة 15 من بطولة الدوري، وذلك في الدقيقة 99 من عمر المباراة، بعد أن أدرك الأهلي التعادل عن طريق عمر السومة.
وعلى الجانب الآخر، فإن حالات الإغماء لم تقتصر فقط على الملاعب السعودية، حيث شهدت الملاعب العالمية العديد من الحالات التي تعرض فيها اللاعبون للإغماء داخل المستطيل الأخضر.
وفي العام الماضي، تعرض كريستيان إريكسن لاعب منتخب الدنمارك للإغماء في مباراة فنلندا ضمن منافسات الجولة الأولى للمجموعة الثانية في بطولة كأس الأمم الأوروبية "يورو 2020".
وشهد ملعب "باركن ستاديون" في كوبنهاجن حالة بالغة من القلق بعد سقوط إريكسن مغشيًا عليه، حيث انهار نجم إنتر ميلان الإيطالي داخل الملعب دون أي تدخل من أي لاعب آخر قبل دقيقتين من نهاية الشوط الأول.
والتف لاعبو الدنمارك حول إريكسن وسط حالة صدمة لجميع من وجد داخل الملعب وبكاء من بعض اللاعبين، فيما حاول الجهاز الطبي لمنتخب الدنمارك علاج اللاعب على مدار عشر دقائق، قبل أن يقرر الحكم إيقاف المباراة، فيما قام الطاقم الطبي بتغطية كريستيان إريكسن بعد سقوطه أثناء مغادرته ملعب اللقاء.
وفي بطولة كأس أمم أوروبا 2020 أيضًا، تعرض كابتن منتخب هنغاريا، آدم شالاي، لحالة إغماء مفاجئة، في أثناء مشاركته منتخب بلاده ضد فرنسا في الدقيقة 23 من الشوط الأول.
وكان شالاي قد اشتكى من الشعور بدوار أدى إلى حالة الإغماء، وبعد سقوطه على الأرض تدخل أطباء المنتخب لدقائق، قرروا نقله إلى المستشفى وإخضاعه لفحوص طبية.
وشهدت الملاعب السعودية العديد من حالات الإغماء نتيجة بلع اللسان عقب السقوط أرضًا، وأشهرها لاعب النصر عدنان عبدالشكور، ولاعب الهلال الراحل عبدالله الشريدة، والنصراوي ماجد عبدالله، والاتحادي أحمد خريش.