في 18 يونيو الماضي تلقى بيير إيميرك أوباميانغ التهنئة السنوية المعتادة بيوم مولده الخامس والثلاثين، وبعد نحو شهر من ذلك تجددت التهنئة من الأصدقاء أنفسهم بمحطته المهنية الجديدة؛ بانتقاله إلى الدوري السعودي للمحترفين من بوابة نادي القادسية.
ففي الـ 18 من يونيو من عام 1989 وُلد أوباميانغ لأب غابوني وأُم إسبانية، هي مارغريتا كريسبو، أنجبته في أحد المشافي بمدينة لافال جنوب فرنسا، التي تبعد نحو 750 كيلومترًا (شمال مسقط رأسه).
وورث ابن الـ35 عامًا عن والديه حب كرة القدم، وشغف المنافسة.. وقد بدأ مسيرته الكروية في أكاديمية ميلان الإيطالي، لكنه لم يحظَ بفرصة حقيقية لإثبات نفسه؛ فانتقل إلى أندية فرنسية وإيطالية عدة قبل أن يحط رحاله في سانت إتيان، حيث بزغ نجمه، وأصبح أحد أبرز المهاجمين في الدوري الفرنسي، قبل محطته الأبرز في الدوري الألماني.
وما هي إلى ساعات قليلة بعد إعلان خبر انضمامه للقادسية حتى خاض المهمة الأولى له في مباراة ودية أمام مونشنغلادباخ الألماني، الذي يعرفه جيدًا، بعد مباريات عدة جمعته أمامه في مواجهته بالدوري الألماني (البوندسليغا) وكأس ألمانيا.
ولا أحد في ألمانيا يجهل النمر الغابوني منذ عام 2013، حين انتقل أوباميانغ إلى بوروسيا دورتموند الألماني، وهناك صنع لنفسه اسمًا لامعًا؛ إذ سجل 141 هدفًا في 213 مباراة، وفاز بلقب هداف الدوري الألماني في موسم 2016-2017.
وجذب أوباميانغ بتألقه اللافت أنظار نادي أرسنال الإنجليزي، الذي ضمه إلى صفوفه في عام 2018 مقابل صفقة قياسية.
وفي أرسنال واصل أوباميانغ تألقه؛ إذ سجل 92 هدفًا في 163 مباراة، وقاد الفريق للفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي في عام 2020، لكن علاقته مع المدرب ميكيل أرتيتا تدهورت؛ ما أدى إلى فسخ عقده مع النادي في يناير 2022.
وبعد فترة قصيرة في برشلونة انتقل أوباميانغ إلى تشيلسي، ثم إلى مارسيليا، قبل أن يقرر خوض تجربة جديدة في الدوري السعودي للمحترفين؛ إذ انضم إلى القادسية؛ ليكون الصفقة التاسعة للفريق هذا الصيف بعد الأوروغوياني ناهيتان نانديز، والحارس البلجيكي كوين كاستيلس، والمكسيكي جوليان كينونيس، والإسباني ناتشو فرنانديز، إضافة للسعوديين حسين القحطاني ومحمد قاسم وقاسم لاجامي وعلي هزازي.
ولدى أوباميانغ أخٌ غير شقيق، يُدعى ويلي أوباميانغ، وهو لاعب كرة قدم محترف أيضًا، لكنه يلعب لمنتخب إيطاليا.
فيما ظهر أوباميانغ مع المنتخب الغابوني في عام 2009، واتخذ قرارًا بوقف اللعب الدولي في مايو 2022 مع وجوده في قائمة أفضل الهدافين في تاريخ بلاده بعد أن هز الشباك 28 مرة في 68 مباراة، لكنه بعد 12 شهرًا أعلن التراجع عن اعتزاله الدولي.
ويعد الأخوان أوباميانغ في صدارة قائمة أشهر أخوَين لعبا لمنتخبَين مختلفَين، مثل الأخوين بواتينغ (كيفن برينس لمنتخب غانا، وجيروم لمنتخب ألمانيا)، والأخوين تشاكا (غرانيت لمنتخب سويسرا، وتولانت لمنتخب ألبانيا).
ولا يقتصر تميز أوباميانغ عن غيره من اللاعبين بسرعته الكبيرة ومهاراته التهديفية فحسب؛ بل يُعد أيضًا مثيرًا للأنظار باحتفالاته الفريدة بعد تسجيل الأهداف.
واشتُهر أوباميانغ بارتداء أقنعة لشخصيات مشهورة، مثل سبايدرمان وباتمان، خلال احتفالاته بالأهداف. وهذه الأقنعة لم تكن مجرد إكسسوارات، بل كانت تعبيرًا عن شخصيته المبتكرة، وروحه المرحة على أرض الملعب.
وفي إحدى المباريات مع بوروسيا دورتموند سجل أوباميانغ هدفًا، واحتفل بارتداء قناع سبايدرمان؛ ما أدهش الجماهير، وأصبح حديث الصحافة الرياضية.
وفي مناسبة أخرى ارتدى قناع باتمان مع زميله ماركو رويس، الذي ارتدى قناع روبن؛ ليظهرا كبطلَين خارقَين يحتفلان بانتصارات الفريق.