اقترب قطار دوري المحترفين السعودي من الوصول إلى محطاته الأخيرة إذ تفصلنا جولتان فقط من خط النهاية لإسدال الستار عن أقوى نسخة في تاريخ الدوري السعودي بوجود كوكبة من ألمع نجوم العالم.
على الرغم من حسم الأمور بالنسبة للصراع على اللقب وأيضاً اكتمال عقد الفرق المتأهلة إلى دوري أبطال آسيا للنخبة 2024-2025 فإن الإثارة ستتواصل في الجولتين القادمتين في ظل الصراع المحتدم للهروب من شبح الهبوط و كذلك معرفة هوية آخر المشاركين في بطولة كأس السوبر السعودي 2025.
فمازال صراع الهروب يلقي بظلاله على المحطتين الأخيرتين من عمر الدوري فالصورة لم تتضح بشكل جلي على هويات الفريقين اللذين سيرافقان الحزم أول الهابطين إلى دوري المظاليم فالمنافسة على أشدها بين 4 فرق تتنافس على تأكيد بقائها بين الكبار.
بالتأكيد سترسم الجولتان المقبلتان ملامح جدول الترتيب بالنسبة لأصحاب المراكز من الرابع وحتى المركز الـ 17 قبل الأخير بعد وضوح الصورة تماماً في شأن أصحاب المراكز الثلاثة الأولى إضافة لصاحب المركز الـ18 والأخير فريق الحزم الذي عاد بشكل رسمي إلى دوري الدرجة الأولى منذ الجولة 30.
إلى الآن تأكدت مشاركة الهلال كونه بطل الدوري والنصر وصيف البطولة وأيضاً لأنهما طرفيا المباراة النهائية لبطولة كأس الملك إضافة إلى الأهلي صاحب المركز الثالث.
وبحسب نظام البطولة الجديد تشارك 4 فرق هي بطل الدوري وكأس خادم الحرمين الشريفين ووصيفا البطولتين وفي حال تكرار الفرق الأربعة سيتم اللجوء إلى ترتيب أندية دوري المحترفين حيث تقام من 3 مباريات هي مباراتا الدور نصف النهائي والمباراة النهائية.
وبذلك سيكون الأولوية بمشاركة صاحب المركز الرابع في دوري روشن السعودي للمحترفين ويتصارع على المقعد فريقا التعاون والاتحاد.
التعاون والاتحاد لديهما الفرصة لإكمال أضلع فرق كأس السوبر من خلال الوصول للمركز الرابع الذي يضمن لصاحبه تواجده في البطولة.
يحتاج التعاون إلى 3 نقاط فقط لحسم السباق نحو المركز الرابع (55نقطة) من مواجهتيه المقبلتين أمام الفيحاء والاتفاق دون الحاجة لانتظار ما تسفر عنه مواجهة الاتحاد الأخيرة.
أما الاتحاد (51 نقطة) فليس أمامه مفر من الانتصار في مباراتي (ضمك والنصر) أو الانتصار والتعادل مع تحسين الفارق التهديفي ثم يكون في انتظار ما ستسفر عنه نتائج التعاون.
الصراع سيكون على أشده بين أربع فرق ستبذل كل ما بوسعها للهروب من شبح الهبوط لضمان التواجد في مناطق الدفء التي من شأنها إبقاء أصحابها في دوري الأضواء بعد أن فرطت هذه الفرق بالعديد من النقاط داخل قواعدها وخارجها لتقع في مأزق البحث عن الهروب.
ستكون هذه الفرق (الرياض، الطائي، الأخدود، أبها) في أشد الحاجة لحصد نقاط تضمن لها البقاء في دوري الأضواء لاسيما في ظل التقارب النقطي بينهما والذي من شأنه يرفع المنافسة بينهما إلى أعلى درجات التنافس لخطف بطاقة البقاء.
قدم فريق الرياض في أول موسم له بدوري المحترفين مستوى جيداً عطفاً على فريق يعود لدوري الأضواء بعد غياب دام 18عاماً حيث يحتل المركز الرابع عشر برصيد 31نقطة.
الفريق يحتاج إلى 4نقاط على أقل تقدير من مباراتيه القادمتين ليضمن مكاناً له بين الكبار في الموسم المقبل بغض النظر عن نتائج باقي الفرق المتنافسة هذا حسابياً لكن الفريق أمامه مطبات صعبة ستواجهه في الجولتين الأخيرتين.
تكمن خطورة وضع الرياض أن لديه مباراة قوية جداً أمام منافس كبير هو النصر الوصيف يوم الخميس القادم فهي على الورق في متناول أصفر العاصمة إلا إذا كان للرياض رأي آخر في حين سيواجه الخليج في نهاية المطاف.
من الممكن أن يبقى الرياض في عداد دوري المحترفين في حال فاز في أحد المباراتين أو تعادل بهما مقابل تعثر الأخدود وأبها في مباراتيهما القادمتين.
لم يظهر الطائي بالشكل المأمول منه هذا الموسم بعد أن قدم موسماً كبيراً في النسخة الماضية من البطولة مما جعل الفريق يترنح في مناطق الهبوط باحتلاله المركز الخامس عشر بـ31 نقطة.
وضع الطائي لا يختلف كثيراً عن وضع الرياض حيث سيقابل بطل الدوري الهلال الذي سيتوج بدرع البطولة في هذه المباراة فالأخير بالتأكيد لا يريد أن يعكر فرحته أي منغصات يسببها له الضيف في المباراة.
لكن يملك الطائي ميزة عن باقي الفرق الأربعة المتنافسة وهي أنه سيستضيف في الجولة الأخيرة فريق الأخدود الذي يبحث هو الآخر عن طوق النجاة للبقاء في دوري الأضواء لموسم ثانٍ.
الأخدود قدم موسماً يعد جيداً نسبياً لفريق صاعد لا يملك أي دراية بقوة المنافسة في دوري يعتبر واحداً من أقوى 10دوريات حول العالم.
مشكلة الأخدود تكمن أنه لا يملك مصيره في يده حيث يحتل المركز السادس عشر برصيد 29نقطة وعلى الرغم من ذلك إلا أن حظوظه قوية في البقاء في حال حقق الانتصار في الجولتين الأخيرتين فهو سيواجه الوحدة أولاً قبل أن يحل ضيفاً على أحد منافسيه الطائي يوم الاثنين المقبل.
يعد هذا الموسم كارثياً للفريق الجنوبي ففيه تعرض لخسائر كبيرة و لم يظهر بالشكل المرجوة منه وهو ما جعل الفريق يعاني للهروب من خطر العودة للدرجة الأولى.
وضع أبها لا يختلف كثيراً عن وضع الأخدود فهو يحتل المركز السابع عشر وقبل الأخير برصيد 29نقطة فعلى الرغم من أن الفريق حسابياً في عداد الهابطين إلا أن لديه فرصة كبيرة للبقاء على اعتبار أن مباراتيه المقبلتين في المتناول حيث سيستضيف الخليج أولاً على ملعبه الخميس قبل أن يلاقي الحزم أول الهابطين في الجولة الأخيرة خارج الديار.