يظن بعض مشجعي كرة القدم حول العالم، أن اللاعب خارج الملعب "أعزل" ولا يحظى بحصانة وحماية، وكثيرًا ما تشهد الملاعب وقائع غير مرغوب فيها بسبب الحماس الشديد في تشجيع الفرق؛ فمع اشتعال أحداث المباريات تشتعل المدرجات أيضًا بالتوتر وكتم الأنفاس انتظارًا للفوز، وإذا لم يتحقق الهدف فقد تخرج الأمور أحيانًا عن السيطرة، وهنا تكون النتيجة، قيام المشجعين بصب جام غضبهم على اللاعبين والتفنن في توجيه الإهانات لهم بدعوى تقصيرهم في الملعب.
ومع انطلاق الدوريات العالمية والتوقعات بعودة المشادات بين الجمهور ولاعبي فرقهم، نرصد هنا أبرز القصص التي تمت في الماضي القريب:
"فرينكي دي يونج"
شهد المستطيل الأخضر العديد من الوقائع التي تعرض فيها اللاعبون لإهانات غير محتملة من الجمهور، كان آخرهم الهولندي "دي يونج" لاعب وسط برشلونة، الذي واجه سيلًا من الإهانات من قِبَل بعض مشجعي فريقه، وهو في طريقه لمقر التدريبات مؤخرًا، ونشرت صحيفة "سبورت" الإسبانية" مقطع فيديو خلال توجه "دي يونج" بسيارته للمدينة الرياضية لبرشلونة، ومع تواجد الجماهير، هتف أحدهم: "اخفض راتبك أيها الـ.. (لفظ بذيء)".
اللاعب تَعرض لشتائم من قِبَل عدد من المشجعين، ووصفت صحيفة "سبورت" الكتالونية ما حدث بـ"الإهانة الخطيرة"، في وقت تَحولت فيه علاقته مع إدارة ناديه إلى أزمة لكلا الطرفين؛ بسبب تعارض المصالح بينهما، وبخاصة أن اللاعب رفض الانتقال إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي بسبب حقوقه المالية المتأخرة لدى "البارسا" والمرتبطة بتوقيعه على عقد جديد مع النادي في 2020.
"دومنيكو بيراردي"
وسبق "دي يونج" قبل أيام، "دومنيكو بيراردي" قائد فريق ساسولو ومهاجم المنتخب الإيطالي، والذي دخل في مشاجرة مع أحد مشجعي فريقه بعد تلقيه إهانات وسباب، بعدما ودّع الفريق بطولة كأس إيطاليا من الدور الأول بعد خسارته من مودينا بثلاثة أهداف مقابل هدفين.
وفي لقطات عرضتها وسائل الإعلام، بدأ "بيراردي" غاضبًا للغاية وحاول الثأر من مشجع فريقه؛ فلم يتردد في ملاحقته والاعتداء عليه متخطيًا رجال الشرطة، قبل أن يتم السيطرة على الموقف.
بول بوجبا
وقبل أشهر قليلة، استهدفت جماهير مانشستر يونايتد، اللاعب بول بوجبا، بصيحات الاستهجان والإساءة أمام "نورويتش"، ضمن منافسات الدروي الإنجليزي الممتاز؛ حيث تَعرض لاعب الوسط لهتافات مسيئة من جمهور اليونايتد عندما تم استبداله بـ"ماركوس راشفورد"، وكانت النتيجة 2- 2 في منتصف الشوط الثاني.
ومع الهتافات المسيئة لبوجبا وضع الفرنسي يده بجوار أذنيه في إشارة ساخرة مـنه لجماهير مانشستر يونايتد التي تسيء إليه.
وفي العام الماضي، تعرض بوجبا لموقف مشابه، وتحديدًا خلال مباراة وست هام ومانشستر يونايتد في الجولة الخامسة من الدوري الإنجليزي، ووقتها تعرض لسيل من الإهانات من جانب مشجعي وست هام، وظهر في مقطع فيديو أحد المشجعين وهو يقول للاعب الفرنسي "أغلق فمك"، قبل أن يصرخ آخر ويسبه بألفاظ نابية.
ومن جانبه، توقف بوجبا لمحاولة الرد على مجموعة المشجعين القريبين من أرض الملعب، والرد على الإهانات الموجهة ضده؛ مما دفع مايكل كاريك المدرب المساعد في مانشستر يونايتد، إلى التدخل لمنعه من الاشتباك مع مشجع قام بسبه أثناء خروجه من الملعب.
كرستيانو رونالدو
وفي نفس السياق، سَبَق أن تعرض اللاعب العالمي كرستيانو رونالدو للعديد من الإهانات، أشهرها ما حدث في عام 2015، بعدما تلقى البرتغالي وهو في طريقه إلى التدريبات، الإهانة من قِبَل أحد المشجعين قام بسبه بسبب احتفاله بعيد ميلاده عقب هزيمة الريال الكبيرة أمام أتلتيكو برباعية نظيفة.
ووقتها اتهم المشجع رونالدو بأنه لم يقدم أي شيء لمنع تلك الفضيحة التي لحقت بفريقه، كما انتقده للاحتفال بعيد ميلاده دون مراعاة مشاعر الجمهور، ووقتها قال المشجع للنجم البرتغالي "مهرجان احتفالي!!، عليك اللعنة".
وفي العام الماضي أيضًا، تفاجأ النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، بصافرات استهجان متواصلة، من الجماهير في مدريد، خلال مباراة منتخب بلاده البرتغال الودية أمام إسبانيا.
ووفقًا لصحيفة "ماركا"، منذ دخول رونالدو أرضية الملعب للإحماء، وطوال 90 دقيقة في اللقاء، لم تَكُف الجماهير في مدريد عن إطلاق صافرات الاستهجان كلما لمس رونالدو الكرة، وهو أمر غريب؛ خاصة أن العاصمة مدريد بها أغلبية من مشجعي ريال مدريد، وهو النادي الذي قضى معه رونالدو 9 أعوام وقاده لتحقيق جميع الألقاب.
محمد صلاح
وفي مايو الماضي، انتشر مقطع فيديو لمشجعي لريال مدريد وهم يهتفون ضد اللاعب المصري محمد صلاح، على هامش المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، التي جمعت ليفربول الإنجليزي وريال مدريد الإسباني، والتي انتهت بفوز الأخير بلقبه الرابع عشر.
وعقب نهاية المباراة وأثناء احتفال جماهير ريال مدريد بفوز فريقهم، قام بعض المشجعين بإطلاق هتافات ضد صلاح تَضَمّنت عبارات مسيئة بحق نجم ليفربول.
كما تعرض اللاعب المصري لهجوم آخر من الجماهير السنغالية في داكار بالسب والإهانة؛ وذلك فور وصول منتخب بلاده إلى العاصمة السنغالية لملاقاة السنغال ضمن مباريات إياب الدور الحاسم المؤهل لنهائيات كأس العالم 2022.
واستغلت مجموعة من الجماهير السنغالية تواجد بعثة منتخب مصر في مطار "بليز دياغني"، ووجهت السب والإهانة للاعب ليفربول محمد صلاح، لكن نجوم الفراعنة لم يلتفتوا للواقعة، وكان كامل تركيزهم في التحضير للقاء؛ إلا أنهم خسروا!
ليونيل ميسي
أما اللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي، فلم يسلم أيضًا من إهانات الجمهور، ففي عام 2015 تعرض للبصق والسباب من بعض مشجعي فريق "ريفر بليت" الأرجنتيني، الذي تغلب عليه برشلونة الإسباني، حينها، ليتوج ببطولة كأس العالم للأندية.
وخلال مغادرة بعثة "البرسا" لمطار ناريتا الدولي باليابان، التي استضافت مونديال الأندية، وجّه بعض مشجعي ريفر بليت السباب لميسي؛ بينما بصق أحدهم عليه، وشعر اللاعب بالغضب الشديد؛ مما جعله يوجه لكمة للشخص الذي بصق عليه، الأمر الذي اضطر زميله "خابيير ماسكيرانو" ومدربه "لويس إنريكي" إلى التدخل لاحتواء الموقف.
وقبل تلك الواقعة، كشفت صحيفة "ماركا" الإسبانية، عن مقطع فيديو لميسي عند عودته من فالنسيا عقب مباراة الكلاسيكو أمام ريال مدريد، والتي انتهت بفوز الأخير (2- 1) في نهائي كأس ملك إسبانيا وتتويجه بلقب البطولة.
وقالت الصحيفة المدريدية في عنوانها لمقطع الفيديو: "ميسي صبره نفد بعد الكلاسيكو"؛ وذلك بعدما سب اللاعبَ مشجعٌ شاب ووبخه في المطار، وما كان من ميسي إلا أن رد عليه قائلًا: "اذهب يا أحمق".
كما انتشر بعد ذلك مقطع فيديو لميسي أثناء خروجه بسيارته من مقر المدينة الرياضية لبرشلونة، وأحد المشجعين يوبخه بشدة بسبب تراجع نتائج فريقه برشلونة.
وظل مشجع برشلونة منذ أن شاهد سيارة ميسي، يصرخ "استيقظ، استيقظ ليو".
"نيمار دي سيلفا"
وفي عام 2017، واجه البرازيلي نيمار دا سيلفا غضبًا عارمًا من جمهور فريق برشلونة الإسباني، بعد الإعلان عن رحيله إلى صفوف باريس سان جيرمان الفرنسي.
وعبر تويتر، قام أحد مشجعي الفريق الكتالوني بنشر مقطع فيديو وهو يمسك بملصقين يحملان صورة لـ"نيمار" وأخرى لمواطنه "داني ألفيش" لاعب برشلونة السابق والمنتقل حديثًا لباريس سان جيرمان، وعقب ذلك قام المشجع بإلقاء الصورتين في القمامة تحت عبارة: "علّموني كيف ألقي القمامة في سلة المهملات؛ لذلك تدربت بوضع صورتكم (نيمار وألفيش)".
وبعد ذلك، واجه نيمار أزمة أخرى حينما قام بلكم أحد المشجعين في المدرجات، عند عبور فريقه للمنصة لاستلام ميداليات المركز الثاني، بعد هزيمة فريقه في نهائي كأس فرنسا أمام فريق رين.
وأظهرت الفيديوهات نيمار وهو يقوم بإبعاد الهاتف النقال للمشجع الذي بدا وكأنه يقوم بتصويره، قبل أن يتبادل وإياه بضع كلمات، سبقت قيام المهاجم البرازيلي بتوجيه لكمة نحو وجه المشجع الذي كان يوجه انتقادات على التوالي إلى لاعبي سان جرمان الذين يمرون بجانبه لتسلم ميداليات المركز الثاني من المنصة، بدءًا من الحارس الإيطالي "جانلويجي بوفون"، إلى المدافع "لايفان كوزاروا"، وصولًا إلى الإيطالي "ماركو فيراتي" الذي وصفه المشجع بـ"العنصري"، وختامًا مع نيمار الذي يسمع المشجع وهو يقول له: "اذهب وتعلم لعب كرة القدم".