اختلف المحللون والنقاد حول مصير مدرب المنتخب السعودي الأول أنطونيو خوان بيتزي، بعد قيادته لدفة الأمور الفنية في أهم مراحله منذ 2017؛ حيث أسندت له المهمة لقيادة الأخضر وتحضيره؛ استعداداً لكأس العالم التي أقيمت في روسيا صيف 2018م بعد غياب لأخضر عن هذا الاستحقاق دام 12 عاماً؛ وذلك بعد ضمان بلوغ الأخضر للنهائيات على يد سلفه الهولندي فان مارفيك.
وحتى الآن لم يعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم عن مصير المدرب الذي انتهى عقده بنهاية منافسات كأس آسيا 2019 في أبو ظبي؛ وهو ما أوجد هذه الانقسامات.
وكان لب هذا الانقسام في البرامج ومواقع التواصل الاجتماعي؛ أن هناك مَن يرى عدم وجود بصمة فنية للمدرب مع الأخضر، وضياع هويته التي عُرفت عنه إبان تصفيات المونديال؛ بينما هناك من يقدم الاستقرار على أنه السبيل الوحيد لبناء منتخب منافس، وأن سياسة التغيير مع كل استحقاق هي أبرز آفة تهدم المنتخبات القوية وتعصف بأحلام ملايين المشجعين وتسلب جهد المسؤولين؛ وهذا ما اتفق عليه ضيوف "سبق" في هذا التقرير، الذين أجابوا على استطلاع كان عنوانه "هل أنت مع أو ضد إقالة مدرب المنتخب السعودي الأول؟ ولماذا؟".
مباريات بيتزي الرسمية- المنتخب السعودي:
النتيجة | كأس العالم | كأس آسيا |
فوز | 1 (مباراة مصر) | 2 (لبنان) (كوريا الشمالية) |
خسارة | 2 (روسيا) (أرجواي) | 2 (قطر) (اليابان) |
تعادل | لا يوجد | لا يوجد |
"القروني": الاستمرارية مطلب وخطأه السماح لنجوم الخبرة بالاعتزال الدولي
أكد المدرب الوطني خالد القروني، ضرورة استمرارية المدرب أنطونيو بيتزي مدرباً للمنتخب السعودي في المرحلة المقبلة؛ للوصول للاستقرار المطلوب الذي تنشده المنتخبات، وقال القرني في حديثه الخاص لصحيفة "سبق": لعل أبرز الأخطاء التي اقترفها بيتزي؛ هي السماح لبعض نجوم المنتخب الذين مثّلوا الأخضر في مونديال روسيا، بالاعتزال الدولي، وكان بإمكانه التنسيق مع المسؤولين لثنيهم عن هذا القرار للاستفادة من خبرتهم وتجربتهم العريضة في كأس آسيا 2019م؛ لا سيما أنه من الصعب إيجاد البديل في ظل هذه الفترة القصيرة.
وأضاف القروني: الآن منتخب إيران خير الأمثلة على الاستقرار الذي أنجب منتخباً قوياً ومتماسكاً؛ حيث مكث مدرب المنتخب الإيراني قرابة السبع سنوات، ورأينا منتخباً صعب المراس في كأس العالم بروسيا، وكأس آسيا بدولة الإمارات؛ أما كوننا نبحث عن منتخب قوي؛ فلن يتحقق ذلك؛ وتغيير المدرب سمتنا ونهجنا مع كل استحقاق.
وختم القروني: "مارفيك عَمِل بصمة كبيرة مع المنتخب السعودي؛ وذلك لثباته على مجموعة واحدة، وما عزز موقفه أنه دخل مع المنتخب في تجربة تصاعدية؛ بينما بيتزي لا يمكن لومه لأنه دخل كأس العالم مباشرة كأول استحقاق وقدّم مستوى مميزاً مع أوروجواي ومصر؛ باستثناء المباراة الافتتاحية؛ ومع ذلك لو أخفق نقول إنه استحقاق قوي لا يمكن الحكم عليه من خلاله.. وفي كأس آسيا الأخيرة، خذلته ظروف اللاعبين من إصابات واعتزال الركائز الأساسية؛ مما منعه من الوصول للتشكيل المثالي".
"رواس": الاستقرار سلاح الأقوياء ومشكلتنا عناصرية
في ذات الوقت اتفق المدرب الوطني علاء رواس مع نظرية بقاء المدرب الأرجنتيني أنطونيو خوان بيتزي، مع ضرورة تدعيم المنتخب ببعض العناصر؛ لا سيما في خط الهجوم في المرحلة المقبلة، وقال رواس: "مَن شاهد مباريات المنتخب السعودي في كأس آسيا وكأس العالم؛ يلاحظ عدم وجود بديل بنفس قيمة اللاعب الأساسي للمنتخب السعودي؛ لذلك لا بد من البحث عن أسماء مميزة حتى ولو استدعى الأمر العودة لدوري محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى".
وأضاف "رواس": قدّم بيتزي عملاً جميلاً، ولا بد من الإبقاء عليه في الفترة المقبلة؛ حيث إن مشكلتنا عناصرية وليست فنية، مع تعديل بعض الأخطاء والقناعات إن كان مصراً على عدم وجود رأس حربة صريحة؛ ولكن لو وصلنا لقناعة أنه لا يوجد من يستحق تمثيل المشاركة من المهاجمين الوطنيين؛ فهنا ينتهي دوره، ويبدأ دورنا في إعداد مهاجمين من خلال الأندية.. أما إذا أصرّ على قناعاته فلا بأس من تغييره بالأفضل.
وتتطرق "رواس" لموضوع الاستحواذ وقال: "في مواجهة اليابان كان استحواذنا سلبياً وهنا يكمن الخلل بعدم وجود مهاجم حاسم يترجم نسبة السيطرة العالية لهدف واحد".
"فرحان": لا بد من استمراره مع المناقشة.. وتخفيض الأجانب مطلب
وأما جمال فرحان نجم المنتخب السعودي ونادي الاتحاد السابق؛ فطالب بضرورة منح بيتزي فرصة أكبر مع الجلوس معه لمناقشته في بعض القناعات الغريبة.
وقال فرحان: "صحيح أن هناك أخطاء؛ ولكن يجب ألا نتسرع في الاستغناء عنه بسببها؛ لا سيما وأنها قابلة للتصحيح في قادم الأيام، وأبرز هذه الأخطاء عدم استدعاء مهاجم صريح في كأس آسيا؛ حتى ولو كان أقل من المستوى المطلوب.. ولعل منتخب البرازيل أحد أهم الأمثلة عندما اعتمد على أحد مهاجميه؛ برغم ضعف إمكانياته وبُعده عن التسجيل؛ إلا أن مدربه يؤمن بضرورة الاعتماد على مهاجم مهما بلغ من ضعف الإمكانيات؛ كي يبقى وجوده مُربكاً لخطط الخصوم ودفاعاتهم".
وأضاف: كما يتضح غياب الروح عن المنتخب، وهذا لا يُسأل عنه المدرب؛ حيث يبدو على وجوه اللاعبين عدم الجدية للعودة للمباريات عند تأخرهم بهدف أمام اليابان وقطر.
وختم "فرحان" حديثه: "لا نستطيع الحكم عن خوافي الأمور؛ ولكن لنا الظاهر، وهنا نقول: لا بد من منحه فرصة وتجديد الثقة فيه، مع مناقشته في بعض قناعاته، كما أنه يجب تخفيف عدد الأجانب لظهور مواهب شابة وخلق جيل كروي جديد يستطيع خدمة المنتخب السعودي في استحقاقاته القادمة؛ فبهذا الكم الكبير من الأجانب لن نرى ظهور مواهب في الفترة المقبلة".