يبدو أن فريق الاتحاد بات قريبًا من حقبة جديدة في تاريخه، بعد التوصل إلى اتفاق رسمي مع الأرجنتيني الأنيق مارسيلو غالاردو لتدريب الفريق خَلَفًا للمدرب المقال نونو سانتو.
ويعتبر غالاردو واحدًا من أهم المدربين في قارة أمريكا الجنوبية خلال العقد الأخير؛ إذ استطاع أن يحصد أهم البطولات في القارة الأمريكية الجنوبية ليصبح المدرب الأكثر نجاحًا في تاريخ نادي ريفر بليت الأرجنتيني العريق، متجاوزًا أسماء كبيرة، وحاملًا في جعبته كمدرب تسعة ألقاب رسمية حققها مع ريفر وناسيونال في الأوروجواي، منها خمسة ألقاب على الصعيد القاري.
وُلد غالاردو في 18 يناير 1976 في بوينس آيرس بالأرجنتين، لعامل البناء ماكسيمو غالاردو، والموظفة في دار رعاية المسنين آنا ماريا، وقد بدأ مارسيلو لعب كرة القدم في سن العاشرة تقريبًا في الأندية المحلية، قبل أن يتلقى عروضًا من عدة فِرَق من الدرجة الأولى للانضمام إلى فِرَق الناشئين.
عُرف غالاردو كلاعب بأنه كان مخادعًا وأنيقًا وملهمًا في وسط الملعب؛ إذ ظهر لأول مرة عندما كان عمره 17 عامًا مع فريق ريفر بليت أمام أولد بويز عام 1992، وكان مدربه في ذلك الوقت أحد أعظم لاعبي الأرجنتين وريفر بليت، دانييل باساريلا.
خاض غالاردو خمسة مواسم مع ريفر بليت، ثم انتقل إلى نادي موناكو ولعب معه أربعة مواسم؛ حيث شارك في 103 مباريات سجل خلالها 18 هدفًا، لينتقل بعدها إلى نادي باريس سان جيرمان لمدة موسمين، مشاركًا في 22 مباراة، سجل خلالها هدفين، قبل أن ينتقل إلى نادي دي.سي. يونايتد لمدة موسم واحد، مشاركًا في 15 مباراة سجل خلالها 4 أهداف، ثم انتقل إلى نادي ناسيونال مونتيفيديو لمدة موسم واحد، مشاركًا في 12 مباراة سجل خلالها 3 أهداف.
دائمًا ما تشيد الصحافة الأرجنتينية بأسلوب تدريب غالاردو، حتى أطلقت عليه لقب "نابليون" لأنه يحقق البطولات أينما حل.
وقد بدأ غالاردو مشواره التدريبي في 2011 من بوابة النادي الأوروجوياني ناسيونال، ووقتها قاد الفريق للقب الدوري المحلي في 2011- 2012، ليلفت أنظار ناديه الأول ريفر الذي عيّنه في 2014، وهناك افتتح مشواره بالتتويج بكأس سودا أمريكانا، المماثلة للدوري الأوروبي بأمريكا الجنوبية.. في العام التالي، حقق كأس ريكوبا سودا أمريكانا، والذي يعادل كأس السوبر.
يمكن وصف ما قام به غالاردو في ريفر بليت بالثورة في الفريق العريق؛ بل وفي الكرة الأرجنتينية ككل منذ تعيينه في 2014، ففي عام 2015، لم يكتفِ بكأس ليبيرتادوريس والسوبر، ولكن أضاف إليهم بطولة كأس سوروجا، كما قاد الفريق لكأس الأرجنتين في 2016 و2017، بالإضافة إلى السوبر الأرجنتيني في 2017 كذلك.
وأما على جانب الجوائز الفردية، فحصل غالاردو على لقب أفضل مدرب بقارة أمريكا الجنوبية 3 مرات، بالإضافة إلى جائزة أفضل مدرب بكأس ليبرتادوريس مرتين، كما تَمَكّن من تحطيم الرقم القياسي لريفر بليت عندما قاد الفريق في 36 مباراة متتالية دون هزيمة في 2018، أما في العالم التالي فقد أصبح المدرب الأكثر تتويجًا بالألقاب في تاريخ ريفر بليت؛ إذ رفع عدد ألقابه إلى 10 عقب فوزه ببطولة ريكوباسود أمريكانا، متجاوزًا محصلة ألقاب رامون دياز.
تأثر غالاردو بالمدربين الذين عمل معهم كلاعب وبالمشروع الذي كان ينفذه في ذلك الوقت مدير منتخب الأوروغواي أوسكار واشنطن تاباريز، والذي لم يكن يهدف إلى تدريب الفريق فحسب؛ بل إلى غرس القيم وإنشاء مجموعة من المحترفين على نطاق واسع خارج الميدان.
وكمدرب عُرف غالاردو بالذكاء في بناء الهيكل الرئيسي لفريقه، وكذلك الذكاء في التعامل مع هجرة نجومه المستمرة للاحتراف، فعرف دائمًا كيف يعوض رحيلهم ببدائل تُحقق الهدف المنشود؛ فبالإضافة إلى التكتيكات والألقاب واللاعبين، أنشأ المدرب ثقافة الفوز على خلفية التفاني والشرف والاحترافية.
كما يهتم غالاردو كثيرًا بالوسط، إذ قال في حوار قديم: "اللاعبون الذين يفكرون بشكل أفضل وبسرعة أكبر، هم الذين يصنعون الفرق. أود أن أقول إننا نذهب إلى الميدان للتعبير عن الكرة التي نؤمن بها، أن نستحوذ ونسيطر ونصنع الفرص دون توقف".