خلال سنوات امتدت داخل المستطيل الأخضر، باتت مسيرة اللاعب العالمي لاعب الوسط الإنجليزي جوردان هندرسون قصة ملحمية ودرامية، امتدت فصولها إلى المملكة العربية السعودية بعد أن أعلن نادي الاتفاق التعاقد معه قادمًا من قيادة صفوف فريق ليفربول.
ودخل الاتفاق في مفاوضات مع هندرسون بناء على طلب من الجهاز الفني للفريق بقيادة ستيفن جيرارد، الذي يقود الفريق خلال الوقت الحالي في معسكر كرواتيا.
ونشر الحساب الرسمي لنادي الاتفاق عبر موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي تغريدة، أعلن خلالها التعاقد مع هندرسون خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية.
ويرى بعض متابعي كرة القدم حول العالم أن هندرسون لاعب من طراز مختلف؛ فقد بدأ مسيرته لاعبًا نال إشادات واسعة، على الرغم من أنه شهد بعض التعثرات والأوقات الصعبة قبل أن يحصد قبول الجمهور، وسط توقعات بأن ينهي مسيرته بوصفه أحد أفضل النجوم في تاريخ الساحرة المستديرة.
وُلد جوردان هندرسون في 17 يونيو 1990 في برمنغهام بإنجلترا، وهو من أصول إيرلندية، وكانت أسرته محبة لكرة القدم؛ إذ كان والده برايان هندرسون شرطيًّا ولاعب كرة قدم هاويًا، كما كان والداه من أشد المعجبين بنادي سندرلاند؛ وبالتالي في طفولته كانت الأسرة تستمتع بمشاهدة مباريات الفريق.
وفي وقت سابق قال اللاعب: "عندما كنت صغيرًا جدًّا كنت أشجع نادي سندرلاند. إذا تعرضنا للهزيمة أُحبط للغاية، وأعود إلى المنزل، وسيستمر الأمر أيامًا عدة. كنت أفكر في المباراة. فمن نادي سندرلاند شعرت بما يشعر به المعجبون، وتواضعت حقًّا". وأضاف: "لطالما كنت رياضيًّا؛ فقد شاركت في سباقات 100 متر و1500 متر في المدرسة، وسباقات تخطي العراقيل، وقدمت أداء جيدًا فيها".
وبالنظر إلى الشغف الكبير لدى أسرته بنادي سندرلاند فقد كان من المنطقي أن يبدأ جوردان مسيرته المهنية في أكاديمية النادي الشهيرة؛ إذ انضم إلى صفوف شباب سندرلاند في سن الثامنة، وبقي حتى عام 2018 عندما تمت ترقيته إلى الفريق الأول، ووقّع عقده الأول بوصفه لاعب كرة قدم محترفًا. وفي عام 2011 وقَّع عقده مع نادي كوفنتري سيتي، وفاز بأكثر من لقب وكأس بعد عام من تعيينه.
وفي خضم تألقه الكروي تعرّض هندرسون لصدمة قوية في عام 2013، كانت كما وصفها "نقطة تحول في حياتي ومسيرتي"، بعد أن أُصيب والده بسرطان الحلق، وطلب عدم رؤيته أثناء علاجه، حتى أنه أخفى الخبر في البداية عن نجله؛ حتى لا يتأثر أداؤه في المباريات.
وفي لقطة مؤثرة ظهر والده وهو لا يتمالك نفسه عندما شاهد ابنه يرفع دوري أبطال أوروبا.
وفي تصريحات سابقة له أكد هندرسون أنه يفضل مشاهدة قنوات الأطفال على حساب مشاهدة مباريات الدوري الإنجليزي.
وردَّ هندرسون على سؤال الصحفي إن كان يشاهد مباريات منافسهم مانشستر سيتي، الذي كان يتصدر الدوري الإنجليزي في هذا الوقت، أو أن يكون أحد لاعبي ليفربول يقوم بذلك: "بعض اللاعبين يشاهدون، عندما نكون في المنزل ولدينا وقت فراغ، ولكن طريقة اللعب ليست ممتعة كمنافس؛ لذا أفضل مشاهدة قنوات الأطفال لأنني أعتقد أن ذلك أفضل"، حسب قوله.
وعلى الجانب الآخر، فإن روعة الأعمال التي يمكن أن يقدمها هندرسون لم تتوقف عند حدود كرة القدم؛ إذ تم الكشف عن وجه آخر في شخصيته، وهو حب الخير.
ففي عام 2019 كشفت سيدة، تُدعى إيلي فيليبس، وتعمل في تنظيم الحفلات، عن قيام لاعب الاتفاق الجديد بتنظيم حفل أعياد الميلاد للعائلات الفقيرة في ليفربول. وقد تحمّل هندرسون تكاليف الحفل كافة من استئجار للقاعة وطعام وأشياء أخرى. كما أكدت السيدة الإنجليزية عبر صفحتها الخاصة على فيس بوك أن هندرسون وزَّع هدايا ثمينة على الأطفال الحاضرين، منها جهاز "آيباد"، وأنه لم يكتفِ بذلك، بل أقنع زميله آدم لالانا بالوجود معه في الحفل، وقد وصفت الثنائي بأنهما من أكثر الناس تواضعًا وسخاء.
وظهر فيما بعد فيديو يؤكد الأمر، وقد ظهر به اللاعبان يرقصان بسعادة بالغة وسط الناس.
وفي عام 2020 قرر هندرسون تنظيم حملة خاصة لجمع التبرعات من أجل مقاومة انتشار فيروس كورونا، حتى أنه قام بمخاطبة قادة جميع أندية البريميرليج لجمع تبرعات؛ لمساعدة منظمة الصحة الوطنية لمحاربة انتشار الفيروس.
وأوضحت صحيفة "ميرور" البريطانية أنه تواصل بالفعل مع كل قائد من الـ19 فريقًا بالدوري الإنجليزي من أجل توفير الملايين للمؤسسات الخيرية والصحية.
وبالفعل، التزم أكثر من 150 لاعبًا بالإسهام في الصندوق الذي يعمل مع الجمعيات الخيرية الداعمة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية لإيصال المال للجهات التي تكون في حاجة فعلية.