السبب مجهول حتى الآن.. شاهد احتراق غامض لمنازل قرية بالسودان

السبب مجهول حتى الآن.. شاهد احتراق غامض لمنازل قرية بالسودان

الجن والمرايا أم البكتيريا الفسفورية وراء الظاهرة الغريبة باشتعال الحرائق في منازل قرية قريقس و"ود العجمي" يوم الثلاثاء الماضي، والتي تسببت باحتراق 24 منزلًا في يوم واحد، تاركة أصحابها في العراء بلا مأوى.

وتقول صحيفة "الصيحة" السودانية، كانت الحياة تسير بشكلها الطبيعي ويعم الهدوء أجواء قرية قريقس بمحلية حلفا الجديدة في ولاية كسلا، وفجأةً خرجت أسرة العم إدريس علي محمد وهم في حالة فزع وهلع شديدين، علت أصواتهم التي كادت أن تملأ أرجاء المنطقة وهم يتسابقون لإخراج محتويات المنزل والنجاة بأنفسهم من الحريق الذي شبّ داخل الغرف دون أسباب.

قضت النار التي بدأت الثلاثاء الماضي على كل محتويات المنزل الذي جثمت أعمدته أرضًاً وتفحّمت بعض أجزائه وتحوّلت الى رماد، في ظل صدمة وذهول أصابا سكانه الذين بلغوا حالة يرثى لها.

تسابق سكان المنطقة نحو موقع الحدث، غير أن ألسنة النار كانت أسرع، حيث انتقلت إلى المنازل المجاورة لمنزل العم إدريس تلتهم بصورة وصفها شهود عيان بـ"الجنونية" وقالوا إن شيئًا ما أزعج "الجن" وأيقظه من غفوته فغضب وحرق "المنازل".

وحسب الصحيفة، احترق 24 منزلاً مبنية على نظام القطاطي وهو منزل صغير دائري مبني من الطين اللبن ومغطى بالقش، وأظهرت الفيديوهات النيران المشتعلة في المنازل وتجمهر المواطنون حولها وأياديهم فوق رؤوسهم فاقدين بوصلة الاستقرار، يهللون ويكبرون، ولم تفارق "الحوقلة" أفواههم من شدة المصيبة، وتبدو على آخرين علامات التعجب جراء النيران التي اندلعت فجأةً ووضعتهم أمام تحدٍ مع "الجن".

وتنقل الصحيفة عن السكان أن "الشيطان" وراء ذلك، وتطلب الوضع تلاوة القرآن الكريم لطرده والاستعانة بشرطة الدفاع المدني لإطفاء الحريق، غير أن المحاولات باءت بالفشل وما زال المواطنون يعيشون المعاناة.

وتضيف الصحيفة، يعيش غالبية سكان قريقس في منازل من "طين" تضم "قطاطٍ ورواكيب" أسقفها من "القش" وأحيانًا الخيش ومزينة بالزجاج والمرايات، التي تآكل بعضها، والآن السكان مشتتون في الشوارع بلا مأوى.

ونقلت الصحيفة عن محمد يوسف العبيد أحد سكان "ود العجمي"، تم إخلاء المنازل من كل شيء وحاليًاً يعيشون في الشارع وكأنهم نازحون يبحثون عن الأمان والعون في ظل طقس بارد جدًاً، لافتًاً أن المدير التنفيذي لمحلية نهر عطبرة قام بزيارة "ود العجمي" أمس وقدم مساعدات عينية للمتضررين وبعد مغادرته بعشر دقائق اشتعلت النار في منزل آخر.

قراءة القرآن

الوضع الراهن وصفه المواطن بشرى البطانة بالمؤلم جداً وتسبب في أضرار كبيرة، حيث فقدت الأسر الأموال والذهب والمنازل والآن يجلسون في العراء ترافقهم الأحزان، وقطع بأن السبب هو الجن لا غيره، مشيرًاً إلى أن والي الولاية زار المنطقة لتفقد الوضع وبعد ذهابه عاودت الحرائق مجدداً، وأضاف هناك 6 شيوخ قاموا بتلاوة القرآن الكريم رغم ذلك النيران مُستمرة وسيارة المطافئ م ازالت موجودة في المنطقة.

خبراء جيولوجيون وفقهاء دين

تسبب الحريق الممتد في "ود العجمي " بالحيرة للكثيرين وشغلهم، ففي الوقت الذي يعتقد فيه السكان بأنه فعل "شيطاني"، يستبعد خبراء جيولوجيون وفقهاء دين ذلك، ويشيرون أن الأمر متعلق بالطقس فقط.

وتنقل "الصيحة" عن الخبير في الجيولوجيا أحمد حسن، إن طبيعة المنازل تساعد في تمدد وانتشار النار باعتبارها مصنوعة من القش، وأضاف أن الزجاج والمرايات الموضوعة كزينة في أسقف المنازل تمتص حرارة الشمس، بالتالي يولد ذلك شرارة النار في المنطقة التي تُساعد بيئتها في انتشار الحريق.

أيضًا توقع الجيولوجي أن تكون هناك بكتيريا فسفورية وهي المتسببة في الحريق ، وأوضح أنها بكتيريا دقيقة لا ترى بالعين المجردة تكون متواجدة داخل الملابس والمراتب وتتمتع بإضاءات وتتوالد من خلالها درجات حرارة عالية ممكن أن تؤدي إلى إحداث حرائق داخل البيوت، مؤكدًا أن مسألة الجن غير حقيقية، داعياً السكان إلى تطوير مبانيهم بالطوب رغم تكلفته العالية، مُناشدًاً المنظمات والحكومة لمساعدة الأهالي وإيجاد بدائل للبناء.

ويتفق الشيخ عبدالحليم السماني إمام مسجد مع رأي الخبير الجيولوجي المتعلق بأن الزجاج يجذب أشعة الشمس ويؤدي إلى اندلاع النيران، مُستبعدًاً أن يحرق الجن المنازل.

وأكد الشيخ السماني أن حرق الجن للمنازل خرافة وأمر لا يمكن تصديقه ولا الإيمان به، داعيًاً سكان المنطقة وغيرهم من المواطنين بالمزيد من الوعي والابتعاد عن مفهوم أن اندلاع النيران دون أسباب مباشرة دائمًا وراءها "الشيطان".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org