
شهدت اليابان مؤخرًا جريمة قتل غريبة من نوعها راحت ضحيتها مراهقة تبلغ من العمر 16 عامًا، على يد جدها البالغ من العمر 88 عامًا المصاب بمرض ألزهايمر.
وبعد أن اعترف سوسومو توميزاوا الشهر الماضي، أمام محكمة في غرب اليابان بقتل حفيدته تومومي قبل عامين، أكد أنه لا يتذكر ارتكابه للجريمة، حسب صحيفة "الإمارات اليوم".
وخلال المحاكمة، طلب محامو توميزاوا تبرئته من جريمة القتل لكونه يعاني مرض ألزهايمر؛ لكنهم لم ينجحوا في إقناع المحكمة التي أصدرت حكمًا بالسجن 4 سنوات ونصف العام، بتهمة القتل العمد.
قتلها واتصل بشقيقها
واستمعت المحكمة إلى أن توميزاوا الذي كان يعيش مع تومومي في منزله بمدينة فوكوي، دخل في ليلة 9 سبتمبر 2020، في جدال مع حفيدته انتهى بقتله المراهقة طعنًا بسكين، وفور الانتهاء من الجريمة اتصل بشقيق القتيلة وأخبره أنه وجد جثتها ملطخة بالدماء.
حالته العقلية أثارت جدلًا
وأثارت حالة توميزاوا العقلية جدلًا في المحكمة؛ حيث أكد الفريق الذي يمثل القتيلة، أنه كان واعيًا عندما ارتكب جريمته، كما أن فعلته كانت قصدًا وعن عمد.
وأصدر أطباء أخضعوا توميزاوا للتقييم، تقريرًا أكدوا فيه أنه قادر على التحكم في أفعاله، ولديه القدرة للحكم على الصواب والخطأ، حسب ما نقلته شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.
مسؤول عن أفعاله
وبعد التقييم، أصدر القاضي يوشينوبو كاوامورا حكمه الذي أقر أن توميزاوا يعاني ألزهايمر؛ لكنه قادر على تقييم أفعاله، وبالتالي فهو مسؤول عنها.
وعقب إصدار الحكم، انقسمت آراء المجتمع الياباني وخصوصًا الأطباء بين مؤيد ومعارض؛ حيث أكد فريق أن توميزاوا مسؤول عن أفعاله؛ بينما اعتبر آخرون الحكم غير عادل نظرًا لمعاناة القاتل مرضًا عقليًّا.
جريمة معقدة للغاية
وتعليقًا على الحكم المثير للجدل، قال جاكوب راجيش كبير الأطباء النفسيين الشرعيين في منشأة "بروميسز" للرعاية الصحية في سنغافورة، إنه "في الحالات المتقدمة بالنسبة لمرضى ألزهايمر، من الصعب القول إنهم مسؤولون عن أفعالهم. الجرائم التي يتورط فيها مرضى الخرف معقدة للغاية".
وأضاف راجيش: "هناك سؤال مهم أيضًا وهو هل التعاطف مع شخص مُدان مصاب بالخرف يتعارض مع تصور المجتمع للعدالة؟".
ووفق كويشي هاماي، خبير العدالة الجنائية أستاذ القانون بجامعة ريوكوكو اليابانية في كيوتو؛ فإن "السجون في اليابان مليئة بالنزلاء المسنين الذين يعانون الخرف. عددهم آخذ في الازدياد، وعلينا اتخاذ إجراءات مختلفة للتصدي لذلك".
المسنون في اليابان
ويوجد في اليابان أكبر عدد من السكان المسنين في العالم؛ حيث إن أكثر من 20% من سكان البلاد تزيد أعمارهم على 65 عامًا.
وتشير الأرقام الحكومية إلى أن هناك أكثر من 4.6 ملايين شخص في اليابان يعانون الخرف.
وتُعد الجرائم العنيفة التي يرتكبها اليابانيون المصابون بالخرف نادرة؛ لكن عام 2014 خَنَق رجل يبلغ من العمر 72 عامًا مصابًا بالخرف، امرأةً تبلغ من العمر 82 عامًا، وحُكِم عليه بالسجن لمدة 3 سنوات مخففة بسبب وضعه الصحي.