تتواصل الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية بمشاركة الطلاب وأعضاء هيئة التدريس باختلاف مشاربهم وأعراقهم تنديدًا بالحرب الإسرائيلية الغاشمة على غزة، التي راح ضحيتها ما يزيد على 35 ألفًا، معظمهم من الأطفال والنساء.
واتسع مدى الاحتجاجات والاعتصامات ليشمل عددًا كبيرًا من الجامعات في مختلف الولايات الأمريكية؛ إذ امتدت الاحتجاجات لنحو 20 حرمًا جامعيًّا في 16 ولاية على الأقل، ولاسيما في ظل تعامُل قوات الشرطة العنيف مع المحتجين السلميين، واعتقالهم عددًا من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.
وتطالب الحركة الطلابية الاحتجاجية إدارات الجامعات بسحب استثماراتها من الشركات التي تساهم في العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، وإيقاف دعم واشنطن لتل أبيب.
ومع تواصل الاحتجاجات تستمر عمليات القمع من الشرطة؛ إذ واصلت هي الأخرى اعتقال المتظاهرين السلميين، من بينهم مرشحة الرئاسة الأمريكية جيل ستاين، كما تعاملت معهم بالهراوات، ورشهم برذاذ الفلفل؛ وذلك لإجبارهم على التوقف عن الاحتجاج، وإخلاء أماكن اعتصامهم.
واعتقلت الشرطة حتى الوقت الحالي نحو 1000 طالب وعضو هيئة تدريس عبر مختلف جامعات البلاد المشاركة في الاعتصامات السلمية؛ ما خلق حالة من الغضب والحنق في الأوساط السياسية والأكاديمية الأمريكية.
أخذت المظاهرات منذ أيام منحى متصاعدًا؛ ففي جامعة كولومبيا الواقعة في مدينة نيويورك، التي انطلقت منها الشرارة الأولى للاحتجاجات الجامعية، احتل عشرات الطلاب قاعة هاملتون، ضمن أحد مباني الحرم الجامعي، التي احتُلت من قبل عام 1968 خلال الاحتجاجات الطلابية المناهضة لحرب فيتنام، كما لو كان التاريخ يعيد نفسه.
واحتشد الطلاب أولاً أمام القاعة الشهيرة مرددين هتافات مناهضة للحرب؛ للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، مرددين: "ماذا نريد؟ العدالة.. متى نريدها؟ الآن"، وذلك قبل اقتحامهم القاعة واحتلالها.
واتخذت جامعة كولومبيا خطوة تصعيدية هي الأخرى بعد أن قامت بحجب عدد من الطلاب، الذين رفضوا الالتزام بالموعد النهائي لإخلاء مخيم الحرم الجامعي؛ الأمر الذي يهدد مستقبلهم الجامعي.
الأصوات العالية للاحتجاجات الجامعية وصل صداها إلى دولة الاحتلال؛ إذ وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما يحدث بـ"الأمر المروع"، متهمًا المحتجين بـ"المعادين للسامية".
وطالب "نتنياهو" بوقف الاحتجاجات، ومنعها، وإدانتها على نحو لا لبس فيه، لافتًا إلى أن رد فعل رؤساء الجامعات كان "مخزيًا"، على حد قوله.
واستدعى تعليق "نتنياهو" ردًّا من السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز، لافتًا خلال مقابلة مع قناة "CNN" الأمريكية إلى أن "ما تفعله حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة والعنصرية هو أمر غير مسبوق في تاريخ الحروب الحديث".
ورفض السيناتور ذو الديانة اليهودية ادعاءات رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن المظاهرات مدفوعة بـ"معاداة السامية"، قائلاً: "إن توجيه الاتهام للحكومة الإسرائيلية ليس معاداة للسامية، بل حقيقة".