
تسببت العاصفة "دانا" التي تضرب إسبانيا منذ الخميس الماضي في موجة من الفيضانات العنيفة التي اجتاحت مناطق شمالية وجنوبية من البلاد، وأسفرت عن أضرار مادية جسيمة وفقدان عدد من الأشخاص، بالإضافة إلى تدمير مساحات زراعية واسعة، وشلّ حركة النقل والخدمات.
وشهدت مناطق كتالونيا، وأراغون، ونفارا، وقشتالة وليون، أمطارًا غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية وبَرَد كثيف، تسببت في انهيارات أرضية وانقطاع للطرق، ما استدعى تدخل وحدات الطوارئ العسكرية، بحسب ما أوردته إذاعة "كادينا سير".
كما أعلنت السلطات في كتالونيا فقدان شخصين جرفتهما السيول في نهر "فويش" بمدينة برشلونة.
الفيضانات أدّت أيضًا إلى تعليق خدمات القطارات بالكامل في كتالونيا، وفق بيان من شركة "رينفي"، التي أوضحت أن الحركة ستُستأنف تدريجيًا مساء الأحد. كما أغلقت المياه عددًا من الطرق السريعة، وانقطع التيار الكهربائي عن أكثر من 600 منزل.
في أراغون، التي كانت من أكثر المناطق تضررًا، فعّلت الحكومة المحلية المستوى الثاني من حالة الطوارئ، واستدعت متطوعي الحماية المدنية، وأرسلت تحذيرات حمراء للسكان القاطنين قرب الأنهار. وتم تسجيل ارتفاعات في المياه وصلت إلى مترين في بعض الشوارع، بينما تمكنت فرق الإطفاء من إنقاذ أشخاص حوصروا في منازلهم ومركباتهم.
وفي إقليم الباسك، جرى إجلاء أكثر من 400 طفل من معسكرات صيفية كإجراء وقائي، بينما تعرضت سيدتان في فالنسيا لصاعقة أثناء احتمائهما تحت شجرة، وتم نقلهما للمستشفى لتلقي العلاج.
الأضرار امتدت إلى القطاع الزراعي، حيث اجتاحت الفيضانات الحقول في منطقة تراغونا، وتسببت في تدمير واسع للمحاصيل. وطالب مستشار الداخلية روبرتو بيرومويدث دي كاسترو بإعلان المنطقة منكوبة لتعويض المزارعين.
كما تأثرت حركة الملاحة الجوية، إذ اضطرت عدة طائرات إلى تغيير مسارها والعودة، نتيجة الظروف المناخية القاسية التي فرضتها العاصفة "دانا".
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثق حجم الدمار الذي خلفته الأمطار، ما دفع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى دعوة المواطنين عبر منصة "إكس" إلى توخي الحذر، وعدم السفر إلا للضرورة، خصوصًا في المناطق الشمالية والشرقية من البلاد.