
يكشف تقرير لمجلة "إيكونوميست" البريطانية، أن الصين ترفض استقبال المهاجرين والوافدين، لحل مشكلة نقص العمالة لديها، بعدما أصبحت البلاد تعاني من تراجع المواليد وشيخوخة مواطنيها.
وحسب موقع "الحرة"، يقول التقرير: لعقود طويلة تباهت الصين بعدد سكانها المرتفع الذي شكّل قوة دافعة للنمو الاقتصادي؛ لكن الوضع تغير وأصبحت البلاد تعاني من تراجع المواليد وشيخوخة مواطنيها، وعندما يفكر قادتها في الحلول الممكنة للتغلب على ذلك، يستبعدون حلًّا ناجحًا في أغلب البلدان الأخرى بوضع مشابه.
وينقل تقرير "إيكونوميست" أن الهجرة كخيار لا يُطرح أبدًا في الصين عند دراسة الحلول الممكنة لنقص العمالة، في وقت لا يتجاوز فيه عدد المهاجرين في البلاد مليون شخص أو 0.1% من عدد السكان البالغ 1.4 مليار نسمة.
ورغم أن أرقام الهجرة صغيرة أيضًا في البلدان الآسيوية الأخرى؛ إذ إن نسبة الأجانب في اليابان لا تتجاوز 2% و3% في كوريا الجنوبية؛ إلا أنها تظل أكبر من النسبة في الصين، وحتى في كوريا الشمالية يعيش أجانب أكثر من الصين؛ وفق ما تنقله المجلة عن الأمم المتحدة.
ويتقلص عدد السكان في سن العمل في الصين منذ عقد من الزمن، ومن المرجح أن يعيق ذلك النموَ الاقتصادي ويخلق عبئًا هائلًا فيما يخص الرعاية الاجتماعية.
ويشير تقدير رسمي صيني إلى أن البلاد ستواجه مشكلة في ملء ما يقرب من 30 مليون وظيفة في مجال التصنيع بحلول عام 2025.
ولا تبذل الدولة جهودًا لجذب المهاجرين من الخارج، ويُعد نظامها للبطاقة الخضراء الذي أصدر في 2004 محدودًا ومعقدًا.
كما أنشأت الصين وكالة وطنية للهجرة، وحاولت تسهيل عملية تقديم طلبات الإقامة؛ لكن العتبة لا تزال مرتفعة؛ إذ تفرض على كل متقدم استثمار 500 ألف دولار في شركة صينية لمدة ثلاث سنوات متتالية.
وعن سبب رفض الصين للهجرة، ترى المجلة أن هناك حقيقة بسيطة تتعلق بقضية الهجرة في الصين، وهي أن بكين لا مصلحة لديها في أن تتحول إلى "بلد مهاجرين"، وهي رؤية تُغَذيها مزاعم نقاء العرق الصيني التي يروّج لها القوميون منذ فترة طويلة.
وحتى في نظامها للهجرة، تُخَصص حصة كبيرة من البطاقات الخضراء للأجانب من أصل صيني، كما أن الجنسية الصينية بعيدة المنال عن الأجانب في حال لم يكونوا من آباء مواطنين صينيين.
وتشير المجلة إلى أن اقتراحًا في 2020 لتسهيل إقامة الأجانب، واجَهَ ردود فعل شعبوية عنيفة، وتَوَعد صينيون بحماية النساء الصينيات من المهاجرين، كما حذرت حملة للأمن القومي الصيني، النساء من أن أصدقائهن الأجانب يمكن أن يكونوا جواسيس.
وتختم المجلة بأن الطريق الرئيسي للحصول على الجنسية الصينية يبدو الآن هو التميز الرياضي؛ إذ تم تجنيس حوالى 10 لاعبين لكرة القدم، معظمهم ليس لديهم روابط أجداد مع الصين، في عامي 2019 و2020؛ في محاولة فاشلة لمساعدة البلاد على الوصول إلى كأس العالم.