أفادت دراسة نُشرت، الثلاثاء، بأنه "بات حتميًّا" لحرارة سطح الأرض أن تتجاوز "بشكل ثابت على مدى أعوام عدة" عتبة الـ1.5 درجة مئوية، بالمقارنة مع ما كانت عليه قبل الثورة الصناعية؛ مشيرة إلى أن احتمال حصول هذا الأمر خلال سبع سنوات فقط يبلغ 50%.
وحسب وكالة "فرانس برس"، فإن الدراسة التي أعدها علماء من "مشروع الكربون العالمي" وقُدِّمت إلى المجتمعين في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب 28) في دبي؛ دعت الأسرة الدولية إلى التحرك لمواجهة هذا الوضع الخطر.
وتوقعت الدراسة أن تزيد في جميع أنحاء العالم انبعاثاُت ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن استخدام الفحم والغاز والنفط لأغراض التدفئة والإنارة والنقل، وأن تسجل هذه الانبعاثات "رقمًا قياسيًّا جديدًا" في 2023.
وقال علماء إن من المتوقع أن تصل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية الناجمة عن حرق الوقود الأحفوري إلى مستوى قياسي هذا العام؛ مما سيؤدي إلى تفاقم تغير المناخ وزيادة الظواهر الجوية المتطرفة المدمرة.
وخلُص التقرير الذي أعده علماء من أكثر من 90 مؤسسة منها جامعة إكستر، إلى أن من المتوقع أن تطلق الدول إجمالي 36.8 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون من الوقود الأحفوري في عام 2023، بزيادة 1.1% عن العام الماضي.
وعندما نضيف انبعاثات استخدام الأراضي، فمن المتوقع أن يصل إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية إلى 40.9 مليار طن هذا العام.
وارتفعت الانبعاثات من الفحم والنفط والغاز جميعًا، بقيادة الهند والصين، وفق وكالة "رويترز".
وكانت الزيادة في الصين ناجمة عن إعادة فتح اقتصادها بعد الإغلاق خلال جائحة فيروس كورونا؛ في حين نتجت في الهند عن نمو الطلب على الطاقة بشكل أسرع من قدرة إنتاج الطاقة المتجددة في البلاد؛ مما جعل الوقود الأحفوري يسد النقص.
ويؤدي مسار الانبعاثات هذا العام لدفع العالم بعيدًا عن هدف منع زيادة درجة حرارة الأرض بما يتجاوز 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
وأكد عالم المناخ البريطاني، بيار فريدلينغستاين، الذي أشرَفَ على الدراسة التي شارك فيها 150 باحثًا من جميع أنحاء العالم؛ أنه "يتعين على القادة المجتمعين في مؤتمر الأمم المتحدة المعنيّ بالتغير المناخي (كوب 28) الاتفاقُ على تخفيضات سريعة في انبعاثات الوقود الأحفوري حتى من أجل الحفاظ على هدف درجتين مئويتين".
وأضاف أن "الإجراءات الرامية إلى الحد من انبعاثات الكربون من الوقود الأحفوري لا تزال بطيئة للغاية و"الوقت المتبقي من الآن وحتى بلوغ عتبة الـ1.5 درجة مئوية إضافية يتقلص بأقصى سرعة، وعلينا أن نتحرك الآن".
وقال: "يبدو الآن أنه لا مفر من أننا سنتجاوز هدف 1.5 درجة مئوية الخاص باتفاق باريس".
ويهدف اتفاق باريس للمناخ لعام 2015 على إبقاء الاحترار العالمي أقل بكثير من درجتين مئويتين واستهداف 1.5 درجة مئوية.
وقال العلماء إن تجاوزه 1.5 درجة مئوية سيطلق العنان لتأثيرات أكثر خطورة ولا رجعة فيها، مثل الحرارة المميتة والفيضانات الكارثية وموت الشعاب المرجانية.