علماء يُوَثقون ظهور الدلافين الوردية النادرة.. وتحذيرات للبشر

علماء يُوَثقون ظهور الدلافين الوردية النادرة.. وتحذيرات للبشر

وثّق علماء مشهدًا نادرًا في منطقة الأمازون الكولومبية، للدلافين الوردية، وهي نوع من الأنواع المهددة بالانقراض والتي يعتبرها السكان الأصليون في المنطقة من الكائنات المقدسة؛ وفقًا لصحيفة "واشنطن بوست".

ستة دلافين وردية

وأوضحت الصحيفة أن مجموعة من العلماء اكتشفوا ستة دلافين من ذوات اللون الوردي، جميعهن إناث؛ بما في ذلك أربعة من المولودين حديثًا؛ لكن هذا لم يكن الاكتشاف الوحيد؛ إذ توصل العلماء من خلال أخذ عينات منهم إلى ارتفاع مستوى الزئبق في النهر؛ مما يهدد حياة البشر هناك.

وحسب موقع "الحرة"، ذكرت "واشنطن بوست" أن العلماء، الذين كرسوا عقودًا للبحث عن هذه الدلافين، أحضروا فريقًا عند ملتقى نهري ميتا وأورينوكو بين كولومبيا وفنزويلا؛ لأخذ عينات من دم وأنسجة هذه الدلافين؛ في محاولة لمعرفة المزيد عنهم؛ بما في ذلك مستوى تهديد الذهب والمعادن الأخرى لحياة الإنسان في هذه المنطقة.

أكبر مخاوف العلماء

ونقلت الصحيفة عن إحدى الطبيبات البيطريات، قولها: إن "دلافين الأنهار في الأمازون هي طيور الكناري في منجم الفحم؛ أي أنها حراس النظم البيئية المائية".

وكان من بين أكبر مخاوف العلماء، اكتشاف تَعَرض الدلفين للزئبق، وهو معدن ثقيل يُستخدم في التعدين يمكن أن يتسبب في أضرار قاتلة للدماغ والقلب والكلى للأشخاص الذين يأكلون أي سمكة من هذا النهر.

وكشفت الاختبارات أن ثلاثة من الدلافين تحتوي في المتوسط على 3.45 ميكروغرام من الزئبق لكل لتر من الدم؛ وهو مستوى أطلق عليه العلماء وصف "مثير للقلق".

وهذه النسبة في حوض أورينوكو قال عنها العلماء: إنها تعتبر أعلى مستويات الزئبق التي وُجدت في الدلافين النهرية في كل أمريكا الجنوبية.

مشكلة التلوث بالزئبق

وذكرت الصحيفة أن هذه المشكلة تتجاوز كولومبيا وأمريكا الجنوبية؛ إذ لوحظ ارتفاع مستويات الزئبق في الدلافين في إيفرغليدز بفلوريدا في الولايات المتحدة ومدينة تايجي لصيد الدلافين باليابان.

ووفقًا لـ"واشنطن بوست"، تلوث نهر أورينوكو، الذي يقسم فنزويلا وكولومبيا في منطقة الأمازون، بسبب التنقيب عن الذهب والكولتان في مناجم أورينوكو للتعدين. وتم تخصيص المنطقة لاستخراج الذهب من قِبَل الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو؛ لكن تسيطر عليها -إلى حد كبير- جماعات مسلحة غير شرعية. وغالبًا ما يستخدم عمال المناجم الزئبق لاستخراج الذهب.

أضرار كبرى على الصحة العامة

وتصنف منظمة الصحة العالمية، الزئبق كواحد من 10 مواد كيميائية "ذات أضرار كبرى على الصحة العامة".

وأوضحت الصحيفة أنه عندما يصل الزئبق إلى الأنهار؛ يتناوله البشر عن طريق الأسماك؛ لكن بالإضافة إلى هذه الكارثة؛ فإن الزئبق أيضًا يهدد حياة الكائنات البحرية وعلى رأسها هذه الدلافين النادرة.

وطالب العلماء المسؤولين الحكوميين من كولومبيا وفنزويلا بضرورة العمل معًا لحماية الأنهار، وإنقاذ حياة البشر والكائنات البحرية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org