مركز الفلك الدولي يقدّم ورشًا علمية في سنغافورة بدعوة من المجلس الإسلامي

مركز الفلك الدولي يقدّم ورشًا علمية في سنغافورة بدعوة من المجلس الإسلامي
تم النشر في

بدعوة من المجلس الإسلامي في سنغافورة (MUIS)، وجه سماحة مفتي سنغافورة دعوة لمركز الفلك الدولي في أبو ظبي، لإقامة ورشة عمل وورشة تدريبية لأعضاء المجلس وعدد من الفلكيين والطلبة، حول مواضيع متخصصة في رؤية الهلال ومواقيت الصلاة.

ويُعد المجلس الإسلامي في سنغافورة جهة حكومية تمثل المسلمين في البلاد، وهو المعني رسميًا بإعلان بدايات الأشهر الهجرية وحساب مواقيت الصلاة، ويتبع جميع المسلمين في سنغافورة ما يصدر عنه من إعلانات رسمية.

افتُتحت ورشة العمل بكلمة لسماحة مفتي سنغافورة الدكتور نذير الدين محمد نصير، تلتها محاضرة للمهندس محمد شوكت عودة، مدير مركز الفلك الدولي، قدم خلالها عرضًا تفصيليًا عن تقنية التصوير الفلكي للهلال، وأثرها على معايير الرؤية الشرعية والتقويم الهجري.

وأوضح "عودة" أن الدول الأربع: إندونيسيا، وماليزيا، وبروناي، وسنغافورة، تعتمد معيارًا موحدًا لتقويمها الهجري يسمى (MABIMS)، وقد جرى تحديث هذا المعيار في عام 2021 ليشترط أن تكون استطالة القمر أكثر من 6.4 درجة، وارتفاعه فوق الأفق أكثر من 3 درجات، وهي قيم مستخلصة من بحث نشره المركز عام 2005، جمع 737 رصدًا للهلال.

وتناول اليوم الأول من الورشة مواضيع إضافية مثل الفرق بين الحسابات المركزية والسطحية للهلال، وتأثير تقنيات التصوير الفلكي على وحدة الدول الأربع في تحديد بداية الأشهر، وشرح أسباب الاختلاف أحيانًا في بدايات الشهور الهجرية بينها، مما يؤدي إلى ارتباك أو استياء لدى بعض المسلمين، وسعت الورشة إلى توضيح هذه الجوانب وتقديم حلول عملية لتحقيق مزيد من التوحيد في المنطقة.

ويُشار إلى أن الدول الأربع تبدأ أشهر السنة الهجرية وفقًا للتقويم، باستثناء أشهر رمضان وشوال وذي الحجة، إذ تعتمد بروناي وإندونيسيا وماليزيا على الرؤية المحلية، بينما تواصل سنغافورة اعتماد التقويم حتى في هذه الأشهر، لتكون بذلك، مع تركيا، من الدول القليلة التي تعتمد على تقويم مُعد مسبقًا يستند إلى الرؤية العلمية للهلال.

وفي اليوم الثاني، قدّم المهندس محمد عودة ورشة تدريبية مفصلة حول استخدام برنامج "المواقيت الدقيقة"، وهو برنامج متخصص في حسابات الفلك الشرعي، يشمل حساب مواقيت الصلاة، وتحديد اتجاه القبلة، وإمكانية رؤية الهلال، وإعداد التقاويم الهجرية. وقد سبقت الورشة مقدمة نظرية موسعة حول المفاهيم الأساسية ذات الصلة.

واختُتم البرنامج في اليوم الثالث بزيارة للمرصد الفلكي في مدينة العلوم، الذي يضم أكبر تلسكوب في المنطقة، حيث قدّم الدكتور لي سونج تشون، مدير المرصد، تعريفًا بأنشطته، وتمت مناقشة سبل التعاون بين مرصد سنغافورة ومرصد الختم الفلكي في أبو ظبي لتنفيذ أرصاد وبرامج علمية مشتركة.

ويأتي هذا التعاون العلمي بين المجلس الإسلامي في سنغافورة ومركز الفلك الدولي ضمن جهود تعزيز تبادل الخبرات بين مؤسسات الفلك في العالم الإسلامي، بما يسهم في دقة التقاويم الهجرية وتوحيد بدايات الأشهر، كما يعكس مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة كمنارة فلكية إقليمية، ويبرز ريادتها في توظيف المعرفة الفلكية لخدمة القضايا الشرعية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org