
تعيش باكستان على وقع كارثة إنسانية بعد أن ضربت الفيضانات المدمرة البلاد بقسوة مخلفةً نحو ألف قتيل، فضلاً عن تضرُّر نحو 30 مليون شخصًا من الكارثة الكبرى.
ودفعت الكارثة المروعة الحكومة الباكستانية إلى إعلان حالة الطوارئ الوطنية، فيما دعت الجيش إلى مساعدة الإدارة المدنية في عمليات الإغاثة والإنقاذ إثر نزوح الملايين، وتضرُّر آلاف المنازل.
كما ناشدت إسلام أباد المجتمع العالمي مساعدتها في جهود الإغاثة، وذلك في ظل معاناتها من تبعات الأمطار الغزيرة التي تسببت في فيضانات عارمة، وارتفاع كلفة عمليات الإنقاذ وإعادة الإعمار، التي تصل إلى مئات الملايين من الدولارات.
ووصف مختصو الأرصاد الجوية في البلاد الأمطار التي تشهدها البلاد بأنها الأشد غزارة في الستين عامًا الأخيرة، إذ قال ساردار سارفاراز، المسؤول الكبير في مكتب الأرصاد الجوية، في تصريحات إلى وكالة "رويترز": "إن أمطار شهر يوليو تخطت متوسط معدل سقوط الأمطار على البلاد بنسبة 200 %؛ ما يجعلها الأشد غزارة منذ عام 1961".
وفي خضم تلك الكارثة ظهرت الكثير من البطولات الفردية، والحِيَل؛ لإنقاذ المحتجزين والعالقين في مياه الفيضانات من الخطر الداهم، والعبور بهم إلى بر الأمان، أو حتى للتجول في الطرقات وسط المياه المتدفقة.
وأظهر مقطع فيديو متداوَل قيام عدد من المتطوعين بابتكار حيلة لإنقاذ شخص عالق في أحد المنازل في منطقة سوات وسط مياه الفيضانات؛ فقد استخدم المتطوعون سريرًا وحبالاً للعبور من جهة لأخرى دون التعرُّض لمياه الفيضان المتدفقة؛ وذلك للتغلب على قلة الإمكانات المتوافرة لإنقاذ الأرواح.
بينما في صورة أخرى، نشرتها وكالة "فرانس برس"، استخدم أحد الرجال طبق استقبال الأقمار الصناعية؛ لنقل الأطفال عبر منطقة جعفر أباد بإقليم بلوشستان التي غمرتها الفيضانات.
فيما توصل البعض إلى حيلة أخرى للتجول وسط مياه الفيضان؛ إذ استخدموا مجموعة من الأخشاب والزكائب؛ لصناعة مركب بدائي، يُمكِّنهم من السير وسط المياه التي غمرت الشوارع والطرقات، واجتاحت المنازل، وأحالت حياة الملايين من الباكستانيين إلى جحيم.