يعتبر إلقاء القنبلة الذرية على مدينة هيروشيما عام 1945م، هو الحدث الأبرز والأهم في التاريخ الحديث كأكبر مأساة إنسانية، فهو حدث فريد لم يحدث مثله من قبل، وبالرغم من قسوة ما عاشته اليابان في هذه الأوقات إلا أنها استطاعت أن تعود بعدها أقوى مما كانت عليه.
وأصبحت اليابان في الصفوف الأولى للدول الرائدة في مجال الصناعات الحديثة واستخدام التقنيات الحديثة، وسببت تلك المأساة طفرة في تحول اليابان وماهيتها جذرياً، لتصدر اليوم أفضل صناعاتها إلى العالم أجمع.
ومن أجل استذكار واقعة القنبلة الذرية عام 1945م، التي حدثت خلال الحرب العالمية الثانية، عندما ألقت الولايات المتحدة الأمريكية القنبلة الذرية الأولى في العالم فوق مدينة هيروشيما اليابانية في مثل هذا اليوم 6 آب (أغسطس) من عام 1945، ولتعريف جميع الأجيال بما حدث لهم بهذه المأساة الإنسانية، وضعت اليابان بقايا القصف الذري بمتحف هيروشيما التذكاري للسلام، حيث يعرض المأساة التي عانت منها اليابان في ذلك الوقت، وينقل الواقع الذي كان مدمراً حينها.
وتم إنشاء متحف هيروشيما التذكاري للسلام، في شهر أغسطس عام 1955م، ومقره بقاعة هيروشيما للسلام التذكارية، حيث إنها أشهر وجهات هيروشيما للرحلات الميدانية المدرسية من جميع أنحاء اليابان وللزوار من جميع أنحاء العالم.
وجاء لزيارة هذا المتحف الشهير الذي ينقل معاناة اليابان بعد قصفها بالقنبلة الذرية، أكثر من 50 مليون شخص من مختلف أنحاء العالم، وذلك منذ افتتاحه عام 1955م، وبمتوسط أكثر من مليون زائر سنوياً.
يذكر أن المهندس المعماري للمبنى الرئيسي للمتحف هو كنزو تانج، وتم تجديد المتحف عام 1994م، وتقسيمه إلى قسمين: الجناح الشرقي وهو أحدث إضافة، ويحتوي على تاريخ مدينة هيروشيما قبل إلقاء القنبلة، وتطورها وقرارها بإسقاط القنبلة، وحياة مواطني هيروشيما خلال الحرب العالمية الثانية وبعد القصف.
والقسم الثاني هو الجناح الغربي، الذي كان جزءاً من المتحف القديم، على تدمير القنبلة، تضمنت المقاطع الشاهد المادي، والتي أظهرت الملابس والساعات والشعر والأغراض الشخصية الأخرى التي كان يرتديها ضحايا القنبلة؛ الضرر الناتج عن أشعة الحرارة، وهو قسم نظر إلى ما حدث للخشب والحجر والمعدن والزجاج واللحم من الحرارة؛ الضرر الناجم عن الانفجار، مع التركيز على الدمار الناجم عن الصدمات اللاحقة للانفجار.
ويعرض المتحف المتعلقات التي تركها الضحايا والصور والمواد الأخرى التي تنقل الواقع الأليم الذي نجم عن ذلك الحدث، بالإضافة إلى المعروضات التي تصف مدينة هيروشيما قبل وبعد التفجيرات والمعروضات التي تعرض الوضع الحالي للعصر النووي، وكل عنصر معروض يجسد حزن أو غضب أو ألم أشخاص حقيقيين.
ومن الجدير بالذكر أن دولة اليابان استطاعت أن تتجاوز الأمر وتجعل منه سلاحاً تتقدم به على كثير من دول العالم، وقررت أن تغزو العالم أجمع بصناعاتها المتميزة وجودتها الفائقة ومواكبتها للعصر ومتطلباته الحديثة من تقنيات حديثة.