"عيون خفية تفتش في هاتفك".. ماذا يريدون منك؟ وما المستحيل السابع؟!

كنز من المعلومات بين يديك يدفع شركات التقنية والدول لرصد ما يحدث
"عيون خفية تفتش في هاتفك".. ماذا يريدون منك؟ وما المستحيل السابع؟!

لعبت الهواتف الذكية دورًا كبيرًا في حياة البشر منذ ظهورها في الأسواق، وقد تطورت هذه العلاقة مع تطور ذكاء هذه الهواتف وتَحولها إلى مساعد شخصي يسهّل على الناس إتمام الأمور المتعلقة بمختلف جوانب حياتهم.

وتَحول الهاتف الذكي إلى جزء أساسي من حياة البشر؛ ليصبح هذا الجهاز الصغير كنزًا من المعلومات التي تكشف طريقة تفكيرنا، ونوعية اهتماماتنا، وما الذي نبحث عنه وما نكرهه.. وهذا الأمر دفَع بالعديد من شركات التقنية وحتى الدول، إلى محاولة رصد ما الذي يحدث على هاتف كل شخص منا.

ويقول المستشار في شؤون تكنولوجيا المعلومات والاتصالات "عامر الطبش" في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية": إن شركات التقنية مثل غوغل وفيسبوك وغيرها، تقوم بالمستحيل للحصول على نوع محدد من المعلومات والبيانات، المرتبطة بالمستخدم والموجودة على هاتفه الذكي؛ مشيرًا إلى أن هذه المعلومات هي بمثابة رأسمال يتم استخدامه من قِبَل هذه الشركات لجني الأرباح، خصوصًا من الإعلانات؛ فكلما وصلتْ لكميات أكبر من المعلومات؛ استفادت أكثر من طريقة عرضها للإعلانات.

الصفات والأنماط السلوكية

ويشرح "الطبش" أن شركات التقنية لا تهمها المعلومات المتعلقة بالدردشات الخاصة بالمستخدمين أو صورهم، ولا تسعى لسرقة حساباتهم البنكية؛ بل هي تريد أن تعرف صفاتهم وأنماطهم السلوكية المتكررة، وما هو المحتوى الذي كانوا يتصفحونه، أو الشيء الذي بحثوا عنه، وما الذي تجاهلوه، وما هو المنشور الذي توقفوا عنده لوقت طويل؛ وذلك لربط هذه المعلومات بالسلوك الشرائي للمستخدمين؛ مما يتيح لها عرض إعلانات تتلاعب بتوجهه وتحثه على شراء منتجات معينة.

ويرى أن هناك فرقًا كبيرًا بين المعلومات التي تبحث عنها الشركات، والمعلومات التي تبحث عنها الدول في هواتف المستخدمين، فالشركات تبغي الربح من الإعلانات؛ في حين أن الدول تبحث عن معلومات تساعدها في حفظ أمنها القومي أو استباق أي عمل تخريبي على أراضيها.

عيون خفية

ويؤكد "الطبش" أن الابتعاد عن أعين الشركات ومنعها من البحث في الهواتف الذكية هو أمر شبه مستحيل؛ وذلك كون البرمجيات والخورازميات التي تشغل أنظمة الهواتف، تعد بمثابة "عيون مخفية" مهمتها جمع وتتبع معلومات معينة؛ لافتًا إلى أن منع الشركات من معرفة ما يحصل على الهاتف يحتاج إلى الانعزال كليًّا عن عالم الإنترنت والعودة إلى الهواتف الغبية.

أين تكمن الثروة؟

من جهته، يقول رئيس الاتحاد اللبناني للمعلومات والاتصالات كميل مكرزل في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية": إن الثروة هذه الأيام تكمن في مدى القدرة على جمع "معلومات" لاستثمارها في أماكن أخرى، وهذا تحديدًا ما تفعله الكثير من شركات التقنية الكبرى التي تقدم خدمات وتطبيقات للمستخدمين، يكون هدفها الأساسي جمع بيانات يمكن استثمارها في أمور أخرى؛ مشيرًا إلى أن هذه البيانات تعتبر أساس القاعدة التي تجني منها الشركات الأرباح عبر إيصال الإعلان المناسب لكل شخص على طبق من فضة.

وبحسب "مكرزل"؛ فإن الهاتف الذكي قادر على فهم الأمور التي تنال إعجاب المستخدمين، تمامًا بمقدار قدرته على فهم الأمور التي لا تعجبهم، وهذا ما ساعد شركات مثل غوغل وفيسبوك -التي هي منصات تبيع الإعلانات- إلى معرفة معلومات عن توجهات المستخدمين أكثر مما يعرف هؤلاء عن أنفسهم.

سابع المستحيلات

وشدد "مكرزل" على أنه من سابع المستحيلات منع الشركات من جمع المعلومات الموجودة في الهاتف الذكي؛ إلا في حال الابتعاد عن كل ما هو مرتبط بعالم الإنترنت وتطبيقات التواصل.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org