اختار مارك زوكربيرغ، مؤسسة شركة ميتا (فيسبوك سابقًا)، زيًا مميزًا للاحتفال بعيد ميلاده الأربعين، بعد أن ظهر مرتديًا قميصًا أسود عليه عبارة باللغة اللاتينية.
وكانت العبارة على القميص "Carthago delenda est"، وهي جملة لاتينية تعني حرفيًا "يجب تدمير قرطاج".
ونشر زوكربيرغ سلسلة من الصور لاحتفاله بعيد ميلاده الأربعين، وأثار ظهوره بقميصه اللافت، جدلًا وتساؤلات بشأن دلالات اختياره لهذه العبارة التي لاقت اهتمامًا خاصًا في تونس، حيث تقع أطلال مدينة قرطاج التاريخية.
وحسب موقع "بيزنس إنسايدر" الإخباري، فإن هذه العبارة مألوفة لدى أجيال من تلاميذ المدارس الذين درسوا اللغة اللاتينية، وبينهم زوكربرغ.
وتنسب عبارة "يجب تدمير قرطاج" إلى السيناتور الروماني كاتو الأكبر (234-149 قبل الميلاد)، الذي كان يكره قرطاج بشدة.
وكانت قرطاج، وهي مدينة في تونس الحديثة، دولة ذات حضارة قوية تنافس روما في ذلك الوقت.
واشتهر كاتو بإنهاء كل خطاباته بهذه الكلمات، إذ كان هوسه هو أن على روما تدمير قرطاج وليس مجرد هزيمتها كما حدث في حربين سابقتين.
واستجاب الرومان لنداء كاتو ونهبوا قرطاج عام 146 ق.م، فتلاشت وضعفت قبل أن تُضّم أراضيها إلى الإمبراطورية الرومانية.
ولا يعد اختيار زوكربيرج لهذه العبارة اللاتينية على قميصه إشارة إلى التاريخ الروماني فحسب، بل يعكس أيضا ميوله الرومانية الواضحة، والتي ظهرت منذ بدايات شبابه مع تسريحة شعره التي كانت تحاكي أسلوب الأباطرة الرومان، وفي اختياره لأسماء لاتينية لأطفاله مثل أوريليا وماكسيما، وفقًا للموقع.
وفي عام 2016، استخدم زوكربيرج عبارة "Carthago delenda est" كشعار داخل شركة فيسبوك عندما واجهت منافسة شرسة من غوغل التي أطلقت حينها شبكتها الاجتماعية "+Google ".
وخشية من تهديد هيمنة فيسبوك، أعلن زوكربيرج حالة "تأهب قصوى" داخل الشركة، حيث كرس الموظفون جهودهم لهزيمة المنافس الجديد.
وخلال تلك الفترة، علقت الشركة ملصقات تحمل العبارة اللاتينية لتحفيز موظفيها. وبينما لا تزال غوغل قائمة حتى اليوم، فإن مشروع "+Google " لم يصمد أمام المنافسة وتوقف عن العمل.
وفي منشوره الأخير بمناسبة عيد ميلاده الأربعين، بدا زوكربيرج وكأنه يستعيد ذكريات ماضيه، حيث نشر صورا تستنسخ غرفة نومه في طفولته وسكنه أثناء دراسته في جامعة هارفارد.
ومن هنا، يبدو أن اختياره للعبارة اللاتينية القديمة "Carthago delenda est"، رغم غموضها، ليكون محور احتفاله بعيد ميلاده يأتي بمثابة تذكير بتاريخه الشخصي المرتبط ارتباطا وثيقا بمسيرة شركته العملاقة، بحسب الموقع.