طقس استثنائي فرض نفسه هذا العام على عديدٍ من دول العالم، حيث التغيرات المناخية ما زالت تدهشنا بتأثيراتها، حتى شهدت بعض الدول في أوروبا وآسيا واحدة من أسوأ موجات الجفاف التي مرت في التاريخ.
ومع جفاف مزيدٍ من الأنهار والبحيرات المهمة، تكشّفت أسرار وكنوز كانت مخفية تحت المياه لعشرات وحتى آلاف السنين.
في إسبانيا، التي تعاني أسوأ جفاف منذ عقود، كان علماء الآثار سعداء بظهور دائرة حجرية تعود إلى عصور ما قبل التاريخ يطلق عليها اسم "ستونهنج الإسباني" التي عادة ما تغطيها مياه السد.
كما تجدّدت ذكريات الجفاف السابقة في ألمانيا من خلال عودة ظهور ما يسمّى "حجارة الجوع" على طول نهر الراين.. وأصبح عديد من هذه الأحجار مرئية على طول ضفاف أكبر نهر في ألمانيا في الأسابيع الأخيرة.
مع أسوأ موجة جفاف تشهدها أوروبا منذ سنوات، وصل نهر الدانوب العظيم إلى أحد أدنى مستوياته منذ ما يقرب من قرن، مما كشف عن هياكل عشرات السفن الحربية الألمانية المحملة بالمتفجرات التي غرقت خلال الحرب العالمية الثانية بالقرب من مدينة براهوفو الساحلية الصربية.
وكشف الجفاف هذا العام أكثر من 20 هيكلًا على امتداد نهر الدانوب بالقرب من براهوفو في شرق صربيا، ولا يزال كثير منها يحتوي على أطنان من الذخيرة والمتفجرات ويشكل خطرًا على الشحن.
أعلنت إيطاليا حالة الطوارئ في المناطق المحيطة بنهر بو في أواخر يوليو عندما اكتشفت قنبلة من الحرب العالمية الثانية تزن 450 كيلوجراماً (1000 رطل) بعد انخفاض منسوب أطول نهر في البلاد.
وتم إجلاء نحو 3000 شخص يعيشون بالقرب من قرية بورجو فيرجيليو الشمالية القريبة من مدينة مانتوا، بينما قام خبراء عسكريون بإبطال مفعول وتنفيذ تفجير متحكم فيه للجهاز الأمريكي الصنع في وقت سابق من هذا الشهر.
وكشف الانخفاض السريع في منسوب مياه نهر اليانغتسي في الصين، عن جزيرة مغمورة في مدينة تشونغتشينغ الجنوبية الغربية وثلاثة تماثيل بوذية يُعتقد أن عمرها 600 عام.