مشاهد من العصور الوسطى: الجوع يفتك بسكان غزة.. وملاذهم الأخير تحت التهديد المستمر

يواجهون كارثة إنسانية وقصفًا وحشيًا متجددًا
مشاهد من العصور الوسطى: الجوع يفتك بسكان غزة.. وملاذهم الأخير تحت التهديد المستمر

مشاهد من العصور الوسطى: الجوع يفتك بسكان غزة.. وملاذهم الأخير تحت التهديد المستمر

في الوقت الذي يتواصل فيه القصف الإسرائيلي الغاشم على كل بقعة في غزة مخلفًا شهداء بالعشرات، فإن الجوع هو الآخر لم يكن رحيمًا بسكانها إذ يحاصرهم من كل جانب رفقة الموت ينتظر أن يفتك بهم.

فالمشاهد والصور التي تأتينا من غزة كأنما التقطت من العصور الوسطى، فالمباني والبنية التحتية مدمرة تمامًا، والنازحون يتكدسون في خيام رثة مهترئة مكتظة بما يفوق طاقتها في رفح ملاذهم الأخير من الهجوم الإسرائيلي الوحشي، وسط ندرة في الطعام، والماء النظيف، ووسائل التدفئة في موسم شتوي قاسٍ.

وينقل لنا أحد المقاطع المرئية، انكباب مجموعة من الصبية على جمع الطحين من الأرض لخبز كسرة خبر ستخالطها بلا شك ذرات التراب والحصى لتسد رمقهم.

وينقل لنا هشام مهنا، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة، صورة من المأساة الإنسانية التي يعيشها السكان، خلال حديثه مع برنامج "كلمة أخيرة" على قناة "ON" المصرية، إذ همت إحدى الأسر بتناول طعام عصافيرهم بعدما لم يجدوا طعامًا مناسبًا لتناوله.

فيما تتكفل الصور واللقطات التي أعدتها وكالات الأنباء العالمية لتكشف لنا زوايا وجوانب من الكارثة، إذ نشاهد حزنًا على الوجوه، وكآبة تعم الأجواء، وسط حصار خانق يفرضه الاحتلال، وظروف معيشية مزرية.

كما نشاهد اصطفاف النازحين والسكان لساعات طويلة في برد قارس للحصول على بعض الطعام النادر، فيما يبيت البعض في العراء، أو يضطر إلى مشاركة الخيام المكتظة عن آخرها.

تحذيرات من الكارثة

هذه المشاهد المفزعة دفعت المنظمات الدولية إلى التحذير من مغبة الهجوم الإسرائيلي البري الوشيك على الملاذ الأخير لسكان غزة في رفح، إذ قالت المديرة التنفيذية لمنظمة أطباء بلا حدود في الولايات المتحدة الأمريكية، أفريل بنوا، إن "عواقب شن هجوم شامل على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، لا يمكن تصورها حقًا".

وأضافت، أن: "شن هجوم عسكري هناك من شأنه تحويل المدينة إلى مقبرة"، كما أن: "مهاجمة رفح تعني فعليًا قطع شرايين الحياة عن الناس الذين فقدوا كل شيء، باستثناء حياتهم".

فيما رأت ورأت مؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية في بيان: إن استمرار إبادة المدنيين الفلسطينيين وإجبار نحو 1.5 مليون فلسطيني على النزوح مجددًا له تداعيات كارثية تدلل على الإمعان الإسرائيلي في المضي قدمًا في جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، وهو ما يخالف التدابير الاحترازية الصادرة عن محكمة العدل الدولية بتاريخ 26 يناير ضد إسرائيل.

وفي وقت سابق، حذرت الأمم المتحدة من أن ما يقرب من  40 % من سكان غزة معرضون "لخطر مجاعة وشيك".

ولم يكن شمال غزة أفضل حالاً – بطبيعة الحال – من جنوبه في رفح، إذ لفت مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية "أوتشا"، في الأراضي الفلسطينية إلى أن: "300 ألف شخص في الشمال ليس لديهم أي فكرة عن كيفية تدبيرهم سبل عيشهم".

ووسط كل هذه التحذيرات الأممية والدولية، سارت الولايات المتحدة عكس التيار، إذ استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار قدمته الجزائر في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.

وبررت واشنطن قرارها المؤسف على لسان سفيرتها لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد: "إن القرار الذي اقترحته

الجزائر سيؤثر سلبًا على المفاوضات الحساسة الجارية في المنطقة".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org