من رحلة الـ8 أيام إلى أزمة الـ8 أشهر.. كيف ستُعيد ناسا الرائديْن العالقين في الفضاء؟

من رحلة الـ8 أيام إلى أزمة الـ8 أشهر.. كيف ستُعيد ناسا الرائديْن العالقين في الفضاء؟
تم النشر في

أعلنت وكالة "ناسا"، عن تأجيل غير متوقع لعودة رائديْ فضاء من محطة الفضاء الدولية؛ مما يمدد مهمتهم من 8 أيام إلى ثمانية أشهر، بعد مشاكل تقنية في المركبة التي كان من المفترض أن تعيدهم إلى الأرض.

3 تسريبات للهيليوم وفشل في 5 محركات

وحسب تقرير لصحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، واجهت مركبة "بوينغ ستارلاينر"، صعوبات خلال رحلتها في يونيو الماضي؛ إثر اكتشاف ثلاث تسريبات للهيليوم، وفشل في خمسة محركات تحكّم أثناء اقترابها من محطة الفضاء الدولية؛ مما دفع ناسا لاتخاذ قرار بإعادة المركبة إلى الأرض بدون طاقم، مفضلة جمع مزيد من البيانات دون المخاطرة بسلامة الرواد.

قرار عودة المركبة إلى الأرض بدون طاقم

ووصف ستيف ستيتش، مدير برنامج الطاقم التجاري في ناسا، القرار بأنه نتيجة "الحاجة إلى مستوى أعلى من اليقين لإجراء عودة مأهولة".

وجاء هذا القرار بعد مناقشات وُصفت بأنها "متوترة" بين ناسا وبوينغ؛ حيث اختلفت وجهات النظر بشأن مستوى الثقة في البيانات المتوفرة.

وقررت ناسا الاعتماد على مركبة "دراغون" التابعة لشركة "سبيس إكس"، المنافس الرئيسي لبوينغ في مجال الفضاء، لإعادة رائديْ الفضاء وهو أحد أهم قراراتها منذ سنوات؛ وفقًا لوكالة "رويترز".

نكسة كبيرة لشركة بوينغ

وأكدت جوين شوتويل، رئيسة ومديرة عمليات "سبيس إكس"، استعداد الشركة لدعم ناسا "بأي طريقة ممكنة".

ويمثل هذا التطور نكسة كبيرة لشركة بوينغ، التي تواجه بالفعل تدقيقًا تنظيميًّا مكثفًا بشأن جودة وسلامة طائراتها التجارية، خاصة بعد حادث انفجار لوحة باب في الجو على إحدى طائرات 737 ماكس في يناير 2024.

كما يأتي هذا في وقت تعاني فيه وحدة الدفاع والفضاء في الشركة من خسائر مالية كبيرة، بلغت 1.7 مليار دولار في عام 2023.

ورغم هذه النكسة؛ من غير المرجح أن تتخلى ناسا عن شراكتها مع بوينغ؛ وفقًا للصحيفة التي أشارت إلى أن الوكالة، صممت برنامجها التجاري للطاقم، قبل عقد؛ بهدف ضمان وجود شركتين أمريكيتين متنافستين لنقل رواد الفضاء؛ وذلك لتعزيز الابتكار وخفض التكاليف.

من 8 أيام إلى ثمانية أشهر

وأصبح رائدا الفضاء بوتش ويلمور وسوني وليامز، أول طاقم يركب ستارلاينر في الخامس من يونيو عندما انطلقا إلى محطة الفضاء الدولية في مهمة تجريبية كان من المتوقع أن تستمر ثمانية أيام.

لكن نظام الدفع في المركبة واجه سلسلة من المشكلات بدءًا من أول يوم من انطلاقها إلى محطة الفضاء الدولية؛ مما أدى إلى تأخير عودتهما منذ أشهر.

العودة في فبراير المقبل

ومن المقرر الآن عودة رائدي الفضاء إلى الأرض، في فبراير المقبل، على متن مركبة الفضاء "كرو دراغون" التابعة لشركة سبيس إكس، والتي ستنطلق الشهر المقبل.

وذكرت إدارة "ناسا"، أن كلا الرائدين يتمتعان بخبرة سابقة في الفضاء؛ حيث عملت ويليامز كقائدة لبعثة سابقة في المحطة؛ بينما قاد ويلمور رحلة مكوك الفضاء "أتلانتيس" إلى المحطة في عام 2009.

ماذا يفعل رائدا الفضاء الآن؟

وحتى موعد عودتهما المرتقب، سينخرط الرائدان في العمل مع الطاقم الدائم لمحطة الفضاء الدولية التي تتلقى بانتظام إمدادات عبر مركبات فضائية مأهولة وغير مأهولة؛ حيث وصلت أحدث هذه المركبات إلى المحطة الشهر الجاري.

وتحدد ناسا خمسة مخاطر رئيسية تواجه رواد الفضاء: الإشعاع الفضائي، العزلة والحبس، البعد عن الأرض وتحديات الإمداد، التغيرات في الجاذبية وتأثيرها على الجسم، والحفاظ على النظم البيئية الآمنة في المركبات الفضائية.

الذين عاشوا في الفضاء

ورغم طول مدة مهمة ويليامز وويلمور؛ إلا أنها لن تكون الأطول في تاريخ الرحلات الفضائية. ففي العام الماضي، أكمل الأمريكي، فرانك روبيو، والروسيان سيرجي بروكوبييف، وديمتري بيتيلين، مهمة استمرت 371 يومًا.

ويحتفظ الروسي فاليري بولياكوف، بالرقم القياسي للوقت المتواصل في الفضاء، بـ438 يومًا قضاها على متن محطة الفضاء الروسية مير في 1994- 1995.

تحديات هائلة في مهمات الفضاء

ويأتي هذا التطور في وقت يتزايد فيه الاهتمام بمهمات استكشاف القمر والمريخ، سواء من قِبَل وكالات الفضاء الحكومية أو الشركات الخاصة.

وتُبرز هذه الحادثة التحديات الهائلة التي تواجه مثل هذه المهمات البعيدة؛ حيث تتضاعف المخاطر والصعوبات التقنية واللوجستية؛ وفقًا لـ"فاينانشيال تايمز".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org