لا تحتاج صور الجريمة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في مستشفى المعمداني في غزة إلى الوصف؛ فالصور تنطق ألمًا وحزنًا وقهرًا، وتُصوِّر حجم الفاجعة الهائل، وتُجسِّد الغياب التام للإنسانية، والقوانين الدولية العرجاء التي لا ترى من الصورة إلا جانبًا واحدًا فقط.
أكثر من 500 شخص على الأرجح، و800 شخص في بعض التقديرات، راحوا ضحية الاعتداء الإسرائيلي الوحشي، الذي يمكن وصفه بجريمة الحرب ضد المدنيين العزل، ضاربًا عرض الحائط بالأعراف والقوانين الدولية.
ويعد الحادث الإجرامي، بحجم الضحايا الذي خلفه القصف الجوي، الأكبر والأكثر شناعة منذ عام 2008.
وأصدرت وزارة الصحة في غزة بيانًا، أوضحت فيه أن المستشفى لعب دورًا حيويًّا في توفير المأوى للمدنيين، الذين حاولوا الهروب من القصف الإسرائيلي المستمر منذ أيام طويلة.
وقالت الوزارة: "كان المستشفى يؤوي مئات المرضى والجرحى والمهجَّرين قسرًا من منازلهم"؛ إذ توافد عشرات الآلاف من العائلات على مستشفيات غزة المكتظة بحثًا عن ملجأ من قصف الاحتلال الإسرائيلي الذي لا ينتهي.
ولاقت المذبحة الإسرائيلية إدانات دولية فورية. ودانت السعودية الجريمة من خلال بيان رسمي للخارجية، أكد رفض السعودية بشكل قاطع هذا الاعتداء الوحشي الذي يعد انتهاكًا صارخًا لكل القوانين والأعراف الدولية، بما فيها القانون الدولي الإنساني. كما عبّرت الرياض عن استنكارها لعدم وقف الاحتلال الإسرائيلي هجماته المتواصلة ضد المدنيين بالرغم من العديد من المناسبات الدولية.
فيما دانت وزارة الخارجية المصرية القصف الإسرائيلي للمستشفى المعمداني في قطاع غزة، واعتبرت هذا القصف المتعمد لمنشآت وأهداف مدنية انتهاكًا خطيرًا لأحكام القانون الدولي والإنساني، ولأبسط قيم الإنسانية، وطالبت إسرائيل بالوقف الفوري لسياسات العقاب الجماعي ضد أهالي قطاع غزة.
ودعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الإنسانية جمعاء إلى اتخاذ إجراءات لوقف الوحشية غير المسبوقة في قطاع غزة، وقال عبر حسابه على منصة "إكس": إن قصف مستشفى فيه نساء وأطفال ومدنيون أبرياء هو آخر الأمثلة للهجمات الإسرائيلية المجردة من أبسط القيم الإنسانية.
فيما قال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط: "أي عقل من جهنم ذلك الذي يقصف مستشفى بنزلائه العزل؟! ولا بد للغرب أن يوقف هذه المأساة فورًا".
ومن ناحيتها، دانت الأمم المتحدة بشدة الهجوم على المستشفى المعمداني، ودعت إلى إنهاء الهجمات على المدنيين والمنشآت الصحية.